عبدالفتاح عبد الرحمن والي
(هاك المسك)
أيا البين مالك وحالي
لا نيران الحشا عقاب الهوي
منك شميم المسك أعلمه
وعذار الصبايا منون النوي
قد حييت دهرا" بلا دهر
أركشتني أحرقتني أدمتني
عظم الله أجري وهف دائي وما حوي
كنت أحنف الحلم وثاب الخطي
ليتني أجدلت الخطف لما لاقيتني
ليتني تجرعت كأس المنايا طوعا"
أو إشتممت عصف الخطوب كما وافيتني
لعمرك هواي لا غيرك هوي أعلمه
ولا كنت ذئبي المكر كي ناكرتني
أنا الذي ضاق بي عمري علي دهري
أحصي السنون التي عنك باعدتني
ولم يناغي لي صب من ذكري
أنا إن وافيت تمام البدر جل الأتراح طارحتني
صارحتني أني قس البيان زبيدي الثأر
ولما قربت هنيهة قامت بعيدان الجلنار قاتلتني
هاكي وإن كنت في ذري الغرام ملومة
والأكحال منك زبرجدية شق الزعفران عاديتني
كيف ماجت ألحاظك وقد كذبوا
ناف الوجد بالوجد والحمراء بالأفلاك حاربتني
صبوت للمنثور من جمانها
أهصرت دمائي ومن هول الغرام باغتتني
وألزمتها قبلة ليست ككل القبل
ماست بي الغيداء كأنها ميرا قبلتني
وهبتها ما عندي من أمل
أدركت أنها ألحفتني الجوزاء كبدتني
ولم تمهلني مجا في وجدها
كأنها ويد الدهر عصبة ما أمهلتني
وحملتني عبء فراقها قسرا
ألم تر أني الزامع قتلا" لما فارقتني
وإفترشت البطحاء بفيض الندي
جوز وفانيد وعسجد لما واعدتني
وأبت تتعلل بقطر الندي
كيف بشذرات الوجد قد راسلتني
أيا البين مالك وحالي
أنبء نيران الحشا كيف عاندتني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق