بحث هذه المدونة الإلكترونيةSamir nageeb 85blogspot. com

.. قصيده.. مصر.. للشاعر.. عيد هاشم الخطاري


قصيدةُ /     مِصر

يَا مِصرُ  يَا  أَرضَ  الكِنَانَةِ  غَرِّدِي
النِّيلُ يَجرِي في رُبُوعِكِ فاسْعَدِي

يَنْسَابُ مِنْ نَحوِ الجَنُوبِ مُسَافِرًا
وَ الوَجْهُ   مُبْتَسِمٌ   بِدُونِ    تَرَدُّدِ

وَلَقَد  حَبَاكِ    اللهُ   أَجْمَلَ    أزْهَرَ
آيَاتُهُ   تُتْلَي    طَوِيلًا      فَاشْهَدِي

وَمُنِحتِ شَيخٌ   بِاليَتَامِي   مُشْفِقٌ
ابنُ الكِرَامِ    وَ  لِلفَقِيرِ   فَسَاعِدِي

سَاحَاتُهُ  تَسَعَ    الجَمِيعَ    تَفَسُّحًا
وَبِنُورِ  أَحمَدَ   نَسْتَنِيرُ   وَ  نَقْتَدِي
 
يَا مِصرُ  لا  تَتَعَجَّبِي  بِكِ    مُغْرَمٌ
وَأقُولُ  فِيكِ كَمَا  أقُولُ   بِمَعبَدِي

إنْ  جَاءَ  مُجْنُونٌ   يُزَاحِمُ    نِيلَهَا 
بِفُؤادِيَ المَفْتُونِ  أُهْدِي  وَ  افْتَدِي

وَ بِكُلِّ  أَعضَائِي  أُنَاهِضُ  مُجْرِمًا
يَرمِيكِ  سَهْمًا كَالصُّخُورِ  لِتَصلُدِي

وَأَسِلُّ سَيفِي  وِ الرِّمِاحُ   نَواصِبٌ
وَمُهَروِلًا  دُونَ    انْتِظَارِ  إلِي  غَدِ

قَد مَسَّهَا الحَبَشِيُّ فِي  شَرَفٍ لَهَا
بِمَكَائِدِ   الشَّيطَانِ    دَونَ   تَجَلُّد

يَا مِصرُ  أَنْتِ مُنِيرَةٌ   كُلَّ  الدُّجَي
وَ بِنُورِكِ   البَرَّاقِ  نَحيَا  وَ  نَهْتَدِي

هُبِّي  إِلَي  جُنَحِ  الظَّلامِ   مُجَدَّدًا
وَ بِكُلِّ    أَنْوَاعِ   العُلُومِ  وَ  بَدِّدِي 

أَنْتِ  العُلا   فَوقَ  الغَمَامَةِ  سَابِحٌ
مِنْ ضَوءِ بَرقٍ بِالسَّحَابَةِ  فَاوقِدِي 

عَلَي قِمَمِ العُرُوبَةِ تَرسُمِينَ عُرُوبَةً
هَيَّا إِلَي  أَعلَي  المَرَاتِبِ فَاصعَدِي

وَدَعِي الكُسَولَ فِي الثُّبَاتِ وَنَومِهِ
رُوحِي  إِلَي  كُلِّ  المَعَالِي وَاغْتَدِي

دُحِرَ   الغُزَاةُ  بِجِلِّ   أَرضَكِ   كُلِّهَا
للِه  قُومِي   لِلرُّكُوعِ   وَ  اسْجُدِي 

وَ لَقَد  مَحَوتِ  كَلَّ  أَهْوَالٍ مَضَتْ
وَغَلَلتِ كُلَّ   المُعتَدِينَ       بِمَربَدِ 

للِه   دَرُّكِ     مَا   انْحَنَيتِ   سَاعَةً
غَيرَ   الصَّلاةِ   إِلِي   الإلهِ  لِتَعبُدِي

وَ إذَا    عَدُوُكِ    ظَنَّ   أنَّه   ظَافِرٌ 
 فَلتَزْأَرِينَ    بِقُوَةٍ    وَ   استَأسَدِي

بِجَحَافِلِ   الشُّجعْانِ   كُنْتِ   مُلِمَةً
وَكَتَائِبِ الأبْطَالِ  ثُوري وَ احشُدِي

وَإذَا الدِّمَاءُ  مِنَ  العُرُوبَةِ  أُسْفِكَتْ
كُنْتِ  لَهَا   مِثْلُ الطَّبِيبُ   فَضَمِّدِي

وَجَمَعَتِ   كُلَّ   الطَّيِّبِينَ    بِسَاحِةٍ
وَ بَسَطَتِ مَائِدَةَ  الطَّعَامِ    لِتَنْتَدِي

وَ إِذَا  الحَرَائِقُ  فِي البِلادِ تَأَجَّجَتْ 
قُمْتِ  لَهَا   بَينَ  النِيرَانِ   لِتَخْمِدِي

قَد  جَاءَ ضَيفُكِ  يَطلُبُونَ  سَمَاحَةً 
مُدِّي   يَدَيكِ  يَا  عَظِيمَةُ وَ  اثْرِدِي

وَ  إِنْ  جَاءَ   قَتَّاتٌ   لِنَشْرِ  مُصِيبِةٍ
هُبِّي  إِلَي  كُلِّ  النَّوَافِذِ  وَ اوْصِدِي 

وَ  بِطَلْقَةٍ    نَفَّاذَةٍ    عِنْدَ     الوَغَى
يَا  مِصرُ  قُومِي  لِلعَدُوِ  وَ  سَدِّدِي

وَ   لِكِلِّ      جَبَّارٍ     عَنِيدٍ     مُعتَدٍ 
يَرجُو  دَمَارًا  بِالوَثَاقِ    وَ   شَدِّدِي

مَنْ  خَانَ عَهْدَكِ   يَا   بِلادِي   مَرَّةً
سَيَخُونُ مَرَّاتٍ فَقُومِي  وَ  اطرُدِي

أَنْتِ   التِّي    نِلتِ   الثَّقَافَةَ    كُلَّهَا 
هَيَّا  إِلِي عَذْبِ المَعَانِي  وَ   انْشُدِي

وَبِشِعرِكِ الغَزَلِيِّ فِي  وَجَهِ   الفَتَي
فَزِنِي القَوافِي  يَا  بِلادِي  وَ  رَدِّدِي
شعر / عيد هاشم الخطَّاري
مصر  _ قنا
بيت ثقافة نقادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق