" دروب القفار "
مررتُ اليوم تحدوني الديار
حنين الشوق في قلبي يثار
أتوق إلى الحبيب ولستُ أدري
أيذكرني الحبيبُ أم الديار
وأسأل كلَّ بابٍ عن رهيفٍ
فما ردَّ الجواب عليَّ بار
وكم أسهدت في ليلٍ طويلٍ
تسامرني الحجارة والجدار
وليلٌ طال قد كلَّتهُ جفني
تسائلني النجوم متى النهار
وقد وصف الجميع شذوذ فعلي
رصينٌ كنتُ يكسوني الوقار
وكم ناديتُ في الأصداء أبكي
فلم يسمع نحيب القلب جار
وأشواكٌ ترامت في طريقي
وفي عيني لقد ظهر القفار
أتمنعني التقرب من منالٍ
أفي الأحلام من شيءٍ يضار.؟
وأسأل دمعتي من قهر قلبي
فهل جحد الجميل ألا يغار.؟
جماداتٌ وأنظرها بعيداً
لعلَّ الدار قد تألو منار
وقد جافت هطول الغيث روضي
فجفَّ الغصن وانقطع الثمار
فهل تغني عن النسمات ريحٌ
بعصف الريح قد باح الجهار
سألت القلب هل تأتي بعيبٍ
إذا أفصحت هل بالحبِّ عار .؟
أما تدري بأنَّي في ضياعٍ .؟
وفي القلب الحزين تشبُّ نار
فعطفاً دلَّني إن كنتَ تدري
لقد تاهت دروبي والديار
حبيبٌ كنتٌ أحسبه ضياءً.!
فغابت شمسهُ ... بل والنهار
بقلم المستشار الثقافي
السفير د. مروان كوجر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق