في شوارع العاصمة هذه الليلة ....
أمشي تحت المطر ، لعلّه يغسلني و أتشافى به من ذاكرتي ، أتعرى أمام خيباته ، شارعا شارع ، محطة محطة ،و فكرة و أخرى . أحمل طفولة بين يدي و طفولة أخرى داخلي ، كلاهما خائفان ، كلاهما باردان و تائهان ، و ذاتي تحتمي بهما معا .
أفكر و أنا أتوجه من مساحة القلق إلى مساحة الأمان عن حجم المجاز الذي يمكنني أن أصف به تضاد ما أعيشه ...
و وجهي هذا الذي لا يشبهني و لا أنتمي لتفاصيله ماذا أفعل به؟ كيف أغير صمته المتأرجح في زمن الضجيج و أعود به/ معه لكينونته الأولى ؟ بلا ملل أعبر نفسي ، بكل الجهد أفسر ذاتي . منذ أن أصبحت لا أكتب إلا عني و أصبحت الليالي كلها ملكي ، أدركت أن كل الأسئلة جميلة و مهمة عندما ترتبط ب(الأنا ) ...
و قبل هذا كنت شهرزاد _ إلى أحدهم _ أتذكر تلك الليالي التي كنت ملكي فيها ، بعد كل حزن كثيف تأتي روحي لك و يبقى جسدي في مكان آخر يخونك ، أعترف بأنني كنت حقيقية جدا معك ، صادقة لدرجة الخطأ . ماتت شهرزاد ذات خيبة حب و ولدت أنا ....
تتضارب الأزمان و الأحداث و الأسئلة في رأسي ، و أنا لازلت أمشي و لا جواب لي عن شهرزاد و عنك و عني و عن المطر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق