الملكوت
للشاعر محمد حمد النيل
ياصورة منها تركب احمدٌ
فيها المحاسن بالفضائل تنسأُ
ياهيكل الخلق النبيل مقوما
ماشانه أحد وما يتجرأ
فالأنبياء تجسدوا في خلْقه
فإذا به كل وما يتجزأ
والحسن مذهول إزاء جماله
وجماله في نفسه يتهجأ
والكل مأسور بسحر جماله
لما يثار الأمر عنه ويعبأ
فالنور يضرب في السماء برقة
والأرض من إشراقه تتوضأ
والروح يزهو والملائك طوّفت
من حوله بوجوده تتهنأ
والروح مغتبط برحلته إلى
أفق به ستر القداسة توطأ
حتى ألمجرة قللت إرسالها
للضوء كادت بالتناهي تُطفأ
قالت بأن ضياءه متكامل
لانارة الدنيا ومني أكفأ
ياهيكل الحسن الجميل مقاله
من فيه اعرابا يبين فيسبأ
فحديثه در تنظم سلكه
مترسل من قوله يتلألأ
إن قال حقا قال حقا حائقا
باللفظ ما ينبو له فيخّطأ
يترصد الأقدار قبل وقوعها
لما تزلْ عند الغياهب تنشأ
فكأنّ لوح الغيب مكشوف له
ويكاد لو زال التحفظ يقرأ
حاذ الرؤى ببصيرة نفاذة
عرت إليه مايقر ويبرأ
عرف المكائد كلها مستوعبا
تبعاتها ماعنّ أوما يخبأ
والناس تخذله وتكْذب قوله
ويلاحق الكذب المهين تواطا
تستعرض الشك القديم بنفسها
للمرسلين جميعهم ماتفتأ
وتخرص يعشو بهم لجهالة
فيها الحقائق للضلالة تسبأ
وتقمص لمواقفٍ أودت بمن
سبقواعلى عصيانهم تتوكأ
والغار يستجلي حقيقة حرزه
للاحقين به بما يتهيأ
حرز الهي يحصن كنهه
جعل البصائر بالغشاوة تخسأ
واللاحقون به تساءل بعضهم
أين اختفى با لله اين المخبأ
والمخبأأ المنشود كان أمامهم
من منهمو بمكانه يتنبأ؟
لن يبلغوه وإن تكشف امره
أولمْ أقل ان البصائر تفقأ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق