قصة قصير : ليلة رأس السنة
إنها ليلة رأس السنة الميلادية الكل في هرج ومرج يتهافتون نحو المحلات التجارية الكبرى نحو الواجهات الزجاجية الفخمة ، رغم انه بلد إسلامي فمعظم الناس يولون اهتماما خاصا لهذه الليلة لا لشيء إلا لأنه يكون تغييرا في أجنداتهم الإدارية، وكذلك للتخفيضات المهولة التي تطرحها أغلب العلامات التجارية لترويج منتجاتها . سويعات قليلة تفصل عن نهاية السنة وبداية سنة جديدة الكل على أمل ان تكون خير من سابقتها. وعند موقف السيارات وبينما أغلب الناس منهمكون في ركن سياراتهم لولوج المركز التجاري الضخم كل لحاجة في نفسه ، كان حارس السيارات في مشادة كلامية مع إحدى النساء الملثمات اللاتي يحرصن على عدم إظهار أي جزء من وجههن ، وليس لغرض ديني لكن لانهن يمتهن التسول ولا يُجِدن فعل ذلك إلا من وراء ذلك اللثام ، أحتدم الجدال بينهما إلى أن أصبح صوتهما مرتفع، هو يصرخ في وجهها و يأمرها بالرحيل عن المكان وهي تصر على البقاء ، وكلاهما بين مطرقة الفقر و سندان العوز والحاجة وتنفيذ الأوامر ، كانت مفارقة كبيرة ومشهد يشد الانتباه لكن ليس أنتباه الجميع لأن معظمهم كان في شغل عنهما يغنيه حتى عن الالتفات إلى هذه الشريحة من البشر ، حيث كانت لهم وجهتهم نحو واجهات المتاجر الفخمة المزينة بأرقام التخفيضات المأوية.كانت حفلة رأس السنة لكن من نوع خاص.
- نجلاء غفران سراجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق