قصه قصيره..
إنه الرجل الذى يبحث عن الحب والسكن عند امرأة أساء اختيارها فجلبت له سوء المصير.
١٦ - "حواء الجنه... الجحيم"
اذا كان الناس يحملقون فى الحقيقة باعين واسعه مستديره فهم فى الواقع لايرون سوى الخطوط ألتى تحددها والتى لاتبين مافى باطنها.
هكذا حملق الناس بأعينهم فى "عم بيومى العربجى " واعربوا عن الاشفاق عليه لكنهم لم يفطنوا إلى مااضطره إلى قتل زوجته بعصاه ثم أسرع إلى فرسه وانهال عليها ضربا حتى قتلها أيضا وهى مصدر رزقه اليتيم.
ظنوا الرجل ببلاهة انه قد جن ثم هزوا الرؤوس مشفقين وذهبوا.
ظنوا بالرجل الجنون إلا "المعلم زينهم" ... كان يسر إليه بكل ما يضايقه ويحزنه ويبوح لديه بكل خفايا قلبه وعقله.
تريث الرجل قليلا قبل أن يتكلم.. رفع يده إلى جبهته كأنه يستدعى أفكاره.
أومأ برأسه ومسح بظهر يده دمعة حيرى ترقرقت من عينيه وتأوه متألما :
- هكذا شأن البشر يولدون ويتزوجون ويتوهمون إنهم قد جاءتهم السعادة المجلوبة بالمحبه فإذا اشتطوا فى طلابها ردوا على اعقابهم متحسرين قد غلبتهم الاحزان.
لقد اقترن الرجل بامرأة احبها ووهبها أعز مايملك.. وهبها اسمه وماله وباح لها بسريرته وترك لها نفسه وجسده وديعة عندها.
لم تكن إلا امرأة ارادت ان تتزوج رجلا يؤويها فى دار يقيمه لها فتستتب لها سبل الاستقرار.
وطأت بقدميهاشرفه حين هامت عشقا بحسونه القمحاوى رفيق زوجها فى جولاته اليوميه وكان يأتمنه فيبعث به إلى داره حاملا مالذ وطاب.
اغرته بجسدها الفاتن وعجمت عوده فالفته بغلا متين البنيان لم يرفض اذعانه لاغرائها.
ظلت تدوس بقدميها شرف بيومى إلى ان زكمت رائحة الخيانة أنوف الناس فلاكت الالسنة سيرتها وزوجها كالعاده آخر من يعلم.!
وشى بها حسونه بعد هجرها له فحكى لربيبه كل ماتفعله مع أحد فتيان الحاره واسر إليه بأمور لم تحدث نكاية فيها فاوقد نارا يصعب اطفاؤها.
تعاقبت الايام و الليالى وبيومى يرى ضاحكا كالعهد به يذهب إلى "البوظه" كل مساء بعد إن يؤوى عربته وفرسه ويبقى مع أصحابه حتى منتصف الليل ثم يرجع إلى بيته متغنيا باعذب الطقاطيق وأحلى كلام الانس.
يدق الباب بقبضة يده الصارمه فتفتحه له ويلج ويرمى بجسده المنهك إلى الفراش ويتعالى شخيره.
زفر زينهم زفرة حرى وتمتم بالفاظ متباينة ونكس رأسه فسألته مشفقا :
- هل قتلها بتلك العصا ألتى جلبها قبل اقترافه الجرم بأيام قلائل ؟
- نعم.. ليتنى فطنت إلى ماانتواه لكن القضاء حم لامرد له.
وبعد قتلها انكب على دمها المراق يلعقه بلسانه وتمرغ فيه ملوثا جلبابه الابيض الناصع.. ظل يضربها بالعصا على رأسها فتكسرت ثم خرج مندفعا كاعصار ممسكا عصاه حتى أتى فرسه وانهال عليها ضربا ولم يعبأ بمحاولاتها المستمره لرفسه وظل يضربها إلى أن خرت على ركبتيها تلهث وتصهل هلعة حتى استقرت على جنبها تحتضر إلى أن نفقت.
انتزع لجامها ورفعه عاليا وصرخ :
- أنا سيدها وتاج رأسها... أنا رجل صدقونى.. هاكم اللجام فى يدى.. قتلتها لأنها ملكى وأنا حر.
سكت المعلم زينهم برهة ثم نهض متثاقلا :
- إنها مأساة لم تحدث فى الحاره من قبل.!!
محمد رفعت عيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق