بحث هذه المدونة الإلكترونيةSamir nageeb 85blogspot. com

.. معاناه موظف عراقي.. للاديبه. د. تغريدطالب الاشبال


الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………………… 
(معاناة موظف عراقي) 
من ديوان(معتقل بلا قيود)  ج١ص٧٧
…………………… 
ضاقتْ بِنا سبل التقاعدِ إنَّها
تنأى كما تنأى سنينٌ تُصرمُ
ضاقتْ وقد أخذَ الزمانُ بِجيدِنا
أخذَ المُساقِ بحَبلِهِ كي يعدمُ
 العمرُ يجري والسنينُ بأسرِها
في خدمةِ القاضي الذي لا يَرحمُ
والذرعُ ضاقَ لأنَّنا في كَنفِهِ
صرنا عبيداً ،لا عقودٌ تُبرَمُ
صرنا إذا الأحزابَ قالتْ،قولُها
سيفٌ إذا قالَ الموظفُ:(أُظلَمُ) 
يفني سنينَ العمرِ جَهدا بينما
يُعطى التشكُّرَ للمُجازِ المنعمُ
والترقياتِ إذا استحقَّ بلوغها
تُسحبْ لِتُعطى لِلَّذي هوَ مِنهُمُ
لا لِلَّذي يَقضي حياتَهُ جاهِداً
وهوَ المَسَجَّلِ في القُيودِ(الأقدمُ)
وهوَ الَّذي أفنى الحياةَ ليَرتَقي
في سُلَّمِ الدرجاتِ عُمراً يَقضِمْ
في حينِ مَن قَد جاءَ توّا يَرتقي
فوقَ الكتوفِ بِحِزبِهِ يَتَشَيَّمُ
أينَ العدالةَ يا رقيبُ ألا تَرى
خَسِئَ المديرُ إذْ الموظفُ يُظلَمُ
وغدا يهونُ العيشُ في ظَنكٍ إذا
لا يسمعَ المسؤولُ منهُ ويَفهمُ
فَنوى على أخذِ التقاعُدِ دونَما
يُكمِلْ سنينَ العُمرِ،طَوعاً يَهرِمُ
لكِنَّما صارَ التقاعدُ نجمةً
والنجمُ عالٍ لا يطولَهُ قُزَّمُ
قالوا لهُ إصبِرْ ونارٍ تحتهُ،
من فوقِهِ النيرانُ تَلهَبُ، تُضرَمُ
وسعيرُ ذُلَّ الظُلمِ يُلهِبُ قلبَهُ
فيُداري نيرانَ العذابِ ويَكتُمُ
حِفظاً لماءِ الوجهِ،حِفظَ كرامةٍ
قد صانَها دَهراً لِيبقَ مُكَرَّمُ
ورضى بِأنْ يَحيا حياةَ تقشُّفٍ
والظالمُ المسؤلُ باقٍ يظلِمُ
وعلى مُحيَّاهُ اللئيمةِ راسمٌ
صِوَرَ التَشَفي، مِلئَ فيهِ تَبسِّمُ
لكِنَّما المظلومُ إنْ صاحَ(استَجِبْ
يا ربِّ)،في دعواهُ تُفنى أُمَمُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق