🌴🌴💐الشاعر بدر شاكر السياب💐🌴🌴
🌙🌙🌙ولد1929م/توفي 1964م🌙🌙
مقالة شخصيات أدبية خلدها التاريخ
..
حلقت الروح.... لتروي قصة بدر شاكر السياب... من جميل شعره.... الذي خطه باعظم التعابير... والصور الفنية المعبرة.... بالاحساس الصادق... الذي ينمو عن شاعرية متمكنة من الأداء.. تعيش معها بكل الكبرياء..... تجوب العراق الأبي والوطن العربي بجمال العبارة........ يقول هذا الشاعر الكبير بدر شاكر السياب.... في انشودة اانطز
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر
أو شرفتانِ راحَ ينأى عنهُما القمر
عيناكِ حين تبسمانِ تُورقُ الكروم
وترقصُ الأضواءُ.. كالأقمارِ في نهر
يرجُّهُ المجدافُ وَهْناً ساعةَ السحر...
كأنّما تنبُضُ في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيف
كالبحرِ سرَّحَ اليدينِ فوقَهُ المساء
دفءُ الشتاءِ فيه وارتعاشةُ الخريف
والموتُ والميلادُ والظلامُ والضياء
فتستفيقُ ملء روحي، رعشةُ البكاء
ونشوةٌ وحشيةٌ تعانق السماء
كنشوةِ الطفلِ إذا خاف من القمر
كأنَّ أقواسَ السحابِ تشربُ الغيوم..
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر...
وكركرَ الأطفالُ في عرائش الكروم
ودغدغت صمتَ العصافيرِ على الشجر
أنشودةُ المطر
مطر
مطر
مطر
بدر شاكر السيّاب..... شاعرٌ عربيٌّ عراقيّ الأصل، وهو من أشهر روّاد التجديد..... في الشعر العربي المعاصر...... ، ومن أوائل مؤسسي مدرسة الشعر الحر،..... حيث قام بذلك بالاشتراك مع مجموعةٍ من أشهر الشعر ََ..... أمثال صلاح عبد الصبور، وأمل دنقل،...... ولميعة عباس عمارة..... ، وقد تميّزت قصائد السيّاب بالتدفق الشعريَََََ... ، والخروج عن الشكل التقليدي لقصيدة..... ، كما اتّسمت بلمحة حزنٍ سيطرت عليها، وذلك بسبب ظروف حياته الصعبة،... ََمن الناحية الاجتماعية والنفسية والجسدية، ََ ََ.... لا سيّما مرضه الذي أدى في النهاية إلى موته.......
أشعار بدر شاكر السياب الألفاظ والتراكيب لقد امتازت لغة السياب بأسلوب منفرد من حيث الألفاظ والتراكيب ونحو ذلك، وتفصيل القول فيما يأتي:
اولا..🌴🌴. الألفاظ المكانية لقد أكثرَ السياب من استعمال الألفاظ المكانية في قصائده مثل: "المدينة، البيت، النهر،
السوق، بويب"، وغير ذلك الكثير من الألفاظ، فقد ظهر عنده المكان في تجسيدات موضوعية، وخيالية، وواقعية، وأكثر الأماكن حضورًا عند السياب هي جيكور، تلك التي وُلد وشبّ فيها، فكان لها نصيب الأسد من بين الأمكنة الحاضرة في شعره، ومثال ذلك قوله:
آه جيكور جيكور ما للضحى كالأصيل يسحب النّور مثل الجناح الكليل؟ ما لأكواخك المقفرات الكئيبهْ يحبس الظل فيها نحيبه؟ أين أين الصبايا يوسوسن بين النخيل عن هوى كالتماع النجوم الغريبه.......
ثانيا.. 🌴🌴الألفاظ الجديدة كان السياب على دراية كبيرة بكيفية اتقان وابتكار شعر جديد فيه بصمته الخاصة التي تُشير إلى الزمان، فابتكر السياب لغة جديدة ركّبها من ألفاظ جديدة على الشعر العربي عمومًا،...... يتجلّى ذلك في قصيدته "فرار عام 1953"،....
يقول فيها:
يا ليتَ لي فيهِ قبرًا على إحدى روابيهِ
يا لَيتني ما زلت في لعْبي في ريف جيكورَ الذي لا يميل عنه
الربيعُ الأبيضُ الأخضرُ السَّهْل يندى والرُّبى تُزهرُ الألفاظ العامية والمحكيّة لقد كان للألفاظ العاميّة العراقيّة نصيبٌ وافرٌ من الحضور في أشعار السياب...... ، بعد أن طوّعها وجعل دلالتها أوسع ممّا هي عليه...... ، من مثل: "شناشيل، وبلم،..... وخطيّة" ونحوها،....
ويظهر بعضها في قصيدته "غريب على الخليج"،
يقول 🌴🌴: متخافق الأطمار، أبسط بالسؤال يدًا نديَّهْ صفراء من ذلٍ وحمى: ذل شحاذٍ غريب بين العيون الأجنبيّهْ بين احتقارٍ، وانتهارٍ، وازورارٍ أو "خطيّهْ"
ثالثا..... 🌴🌴🌴التقابل والتضاد كان الشاعر قديمًا يُعنى بالتقابل والتضاد من حيث اللفظ أكثر من المعنى
، ولكنّ الشاعر المعاصر بدر شاكر السيّاب عُني بالتقابل والتضاد في الأمور المعنوية الجوهرية للحياة مثل الوجود والعدم، والبقاء والفناء، فصار التقابل عنده بين فقرة وأخرى، وبين مقطع وآخر من القصيدة، من أجل توليد النظرة المعمّقة عند القارئ، ومن ذلك
قوله:أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل: حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل لا يأس فيه ولا رجاء أنا أيها النائي القريب لك أنت وحدك؛...
💐السمات الدلالية لقد طغت على شعر السيّاب الذي لم يكمل عقده الرابع من العمر، ولكن نظرًا الشقاء والحب،
اولا....... فقدان امه 🌴🌴
فقد كان لفقدان أمّه وانفصاله عن والده، ثم فقدانه جدّته المأوى الأخير في حياته تداعيات كبيرة على حياته وشعره، يقول في قصيدة له يذكر فيها والدته المتوفّاة
هي روح أمي هزها الحب العميق حب الأمومة فهي تبكي: "آه يا ولدي البعيد عن الديار! ويلاه! كيف تعود وحدك، لا دليل ولا رفيق؟ أماه.. ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار لا باب فيه لكي أدق ولا نوافذ في الجدار
ثانيا........... الغزل 🌴🌴🌴
! أمّا الغزل فقد كان له حضور نظرًا لشعور السيّاب بحاجته الدائمة للحنان من الجميلات والحسناوات، ففي إحدى قصائده
يقول:ديوانُ شعرٍ ملؤه غزلُ بين العذارى باتَ ينتقلُ أنفاسي الحرّى تَهيمُ على صفَحَاتِه والحبُّ والأملُ ثمّ يقول في مقطع لاحق من هذه القصيدة:
يا ليتني أصبحتُ ديواني لأفرّ من صدرٍ إلى ثانِ
ثالثا......... حب الوطن 🌴🌴🌴
وكان حبّ الوطن من السمات الدلالية الطاغية على شعر السيّاب، فحضور الشعر الوطني بين ثنايا أشعاره أمرٌ طبيعيّ لشاعر قد عانى الاغتراب في الوطن قبل أن يُغادره، ومن ذلك ما قاله في قصيدته "وصيّة من محتضر" في أحد مقاطعها، فيقول:
إن مِتُّ يا وطني فقبرٌ في مقابرك الكئيبهْ أقصى مناي، وإن سلمتُ فإن كوخًا في الحقول هو ما أريد من الحياةِ فدى صحاراك الرحيبهْ أرباضُ لندن والدروب، ولا أصابتك المصيبهْ
🌴🌴🌴🌴🌴الصور الفنية 🌴🌴🌴🌴
الصور الفنية يُمكن ملاحظة نوعين من الصورة الفنية في شعر السياب.......
، النوع الأول💐 هو الصورة البسيطة التي تحاكي -ولو قليلًا- صور الشعراء القدماء، وتقوم على علاقات التشبيه والاستعارة ونحوها، وهي الأكثر حضورًا في شعر السياب، ومنها ما قاله في قصيدة "عبير":
عطَّرتِ أحلامي بهذا الشَّذى من شَعركِ المُسترسِل الأسودِ ففي هذا البيت تظهر الاستعارة المكنية التي أدّت دورًا واضحًا في ظهور الصورة في هذا البيت،
وأمّا النوع الثاني💐 فهو الصورة المركّبة التي تنهدم فيها علاقات التشابه ويظهر الانزياح فيها بقوّة وهو يؤدّي دورًا مهمًّا لا تكاد تفهم الصورة إلّا من خلاله، ومن ذلك ما قاله في قصيدة "يا غربة الروح"
إذ يقول: يا غربةَ الروح في دنيا من الحَجَرِ والثلج والقار والفولاذ والضجرِ، يا غربة الروح لا شمسٌ فتأتلقُ فيها ولا أُفُقُ الصور الرمزية يقصد بالصورة الرمزية هي الصورة التي تُشكّلها الرموز مُجتمعة في قصيدة واحدة، وبذلك تظهر الصورة لتجلو فهم القارئ وتريه المشهد كما رسمه الشاعر في لا وعيه، ويظهر ذلك في قصيدة "مرحى غيلان" التي يقول فيها السياب:
كلّ وادٍ وهبته عشتار الأزاهر والثمار كأنّ روحي في تربة الظلماء حبة حنطة وصداك ماء هنا الصورة ترمز إلى العطاء والهبة والخصب من خلال توظيف رمز "عشتار" ربة الخصب عند قدماء العراق.
ثالثا....... 💐المجاز المجاز من أدوات اللغة ذات التأثير الفعّال في التصوير الفني التي يلجأ إليها الشعراء للتعبير عن مكنوناتهم بطريقة شاعريّة،
استعمل فيه السياب المجاز:
وتناثر الضوء الضئيل على البضائع.. كالغبار يرمي الظلال.. على الظلال كأنّها اللحن الرتيب ويريق ألوان المغيب الباردات، على الجدار بين الرفوف الرازحات، كأنها سحب المغيب القصص
رابعا.... 💐الأسطورية لقد كان للتراث الأسطوري حضور بالغ في شعر السياب، منه ما كان أسطوريًّا محضًا ومنه ما كان ذا صبغة أسطوريّة كعشّاق العرب، ومن ذلك قصة عروة بن حزام وحبيبته عفراء
وفي نهاية هذه المقالة.... كان لتلك الظروف التي عاشها السيّاب.... أثراً كبيراً في شعره،..... فقد جسّد حياته ورسمها في ذلك الشعر بآلامها الجسدية.... والنفسية.... وكانت تجربته الحزينة المؤلمة سببا قويا في ان ينتج إبداع كونته تجربته في هذه الدنيا كزوبعة تحمل أذى وما من أذى الا جعل له دافعا في الإبداع ، وأنتج قصائد كوّنتها تجربته الذاتية..... تعددت موضوعاتها الشعرية بشكلٍ كبيرٍ جداً..... ، وامتلأت بذكر ألفاظ الشقاء: (كالموت، والمنيّة، والرّدى، والوصيّة، والحزن، والغربة) وما إلى ذلك من ألفاظٍ كئيبةٍ
وكما قال المثل يولد مع المعاناة الامل في الحياة.. نحن امام شاعر خاض تجربة فكرية وشاعرية حلقت روحه في سماء الإبداع فكان كنخيل بلاده شامخا وحرف رقراق كماء دجله والفرات يطاوعه لا يخذله يسمو بحرفه وفكره
نحن امام شاعر نشانا على حب قصائده على هذا الشموخ العربي الأصيل.....
واجمل ما انهي به هذه المقالة ما قاله السياب في انشودة المطر..
أتعلمين أيَّ حزنٍ يبعثُ المطر؟
وكيف تنشجُ المزاريبُ إذا انهمر؟
وكيف يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع؟
بلا انتهاء_ كالدمِ المُراق، كالجياع
كالحبّ كالأطفالِ ، كالموتى –
هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبرَ أمواجِ الخليجِ تمسحُ البروق
سواحلَ العراقِ بالنجومِ والمحار،
كأنها تهمُّ بالشروق
فيسحبُ الليلُ عليها من دمٍ دثار
أصيحُ بالخيلج: "يا خليج
يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى"
فيرجع الصدى
كأنّهُ النشيج:
"يا خليج: يا واهب المحار والردى"
مع أمنياتي لكم السعادة والهناء يارب العالمين عسى أن أكون وفقت في هذه المقالة وسردها
والله ولي التوفيق
المصادر.. قراءات متنوعة وخبرة تعليمية في تدريس الأدب العربي...
بقلم الشاعرة الاديبة الدكتورة عطاف الخوالدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق