*** كن راضيا***
كن في فم الدنيا راضي الأقدار
فما بدون تعب تنبت الأزهار
واصبر علي فعل الزمان وجرحه
فبعد طول الجفاف تأتي الأمطار
كم من عليل أضناه السقم
من يأسه راوده الإنتحار
فإذ بالصبر مع الدعاء تضرعا
سمع النداء الواحد القهار
جاء الشفاء ملبيا وزال الاحتضار
وكم من صحيح أغرته دنيته
يزهو بقوته ويغريه الإقتدار
وكان أمر الله فيه نافذا
فما نفعه البنيان ولا الافتخار
وانظر إلى من ملك الحياة بأثرها
مالا وجاها لا يعرفه افتقار
لكنه ما ذاق السعادة هنيهة
كشجرة عقيمة لا تزينها ثمار
فما جدوى ما جمع له وعدده
ليته ما جمعه ووهب الصغار
فلا تبطر على فقر أنت شاربه
يكفي جسد معافى يتوجه أخضرار
وسند تتكئ عليه وقت الذبول
بار رحيم يملؤه العمار
وبكر رشيد تصون الهوى
وحسن الخلق جمال وانبهار
*************************
بقلم / مصطفى كرم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق