بحث هذه المدونة الإلكترونيةSamir nageeb 85blogspot. com

.. التأمل التعبد المفقود. بقلم.. نجلاء غفران سراجي


التأمل التعبد المفقود
التأمل ممارسة أزلية عرفها الانسان منذ بدئ الخليقة . بفضلها انبثق نجم المفكرين والفلاسفة عبر العصور ،واستطاع من خلالها الانسان تأسيس فكره وتأسيس وجوده ضمن مجتمعات و عبر حظارات مختلفة ومتنوعة في مناهجها ومعتقداتها  وفلسفاتها . 
والتأمل أيضا هو عبادة مارسها الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم وقبل وصولهم إلى مرتبة النبوة ، وبفضل التأمل استطاعوا التوصل إلى وجود خالق هذا الكون و واجد وجودهم   .
ورغم ان التأمل هوعبادة دعى إليها الله سبحانه وتعالى في محكم آياته قصد التدبر والتفكر في ملكوته تعالى وذلك من خلال التفكر في  الأنفس والآفاق إلا أننا نجد معظمنا وإن لم يكن جلنا لا يستطيع ممارسة هذه العبادة ولو للحظات من الزمن في عصرنا الحالي  حتى أصبح التأمل هو  التعبد المفقود في زمننا هذا ، بسبب الوتيرة السريعة التي أصبحت  عليها حياتنا ، لا أحد منا  يملك ما يكفيه من الوقت ليجلس مع نفسه ولكنه يملك الوقت ليجلس وبيده هاتفه النقال ، كل منا في واد يهيم  ، أصبحنا  لا نطيل النظر في  وجوه بعضنا البعض  نتكلم وكأن شيء  سيضيع منا إذا ما رفعنا أعيننا عن الشاشة، لا نتأمل ملامح بعضنا ولا نبدل جهدا في سبر غور النفوس وما تحمله بين طياتها من مشاعر وأحاسيس قد توارت خلف نبرة الكلام ، الكل أصبح يفكر في ما لايملك وهو غافل عما يملك ، لا يرى سوى النصف الفارغ من الكأس غير مهتم بالنصف الممتلء . يرقب ما عند الناس ونسي أن يحمد الله على ما عنده . الكل يفكر كيف يصبح غنيا بين ليلة وضحاها ولا يفكر للحظة كيف يعيش اللحظة ويستمتع بهدوءها ، 
.فكيف لنا بعبادة التأمل ؟ ، هذه العبادة الراقية عبادة التدبر في ملكوت الله فعلا شيء عظيم أصبحنا نفتقده وضاع منا نحسد عليه كل من سبقنا من الحضارات السالفة .

- نجلاء غفران سراجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق