تمنيت أن أكون رجلا . .
لقد كان حظها عاثرا مع الحياة فلم تصادف
إلا الرديء من الرجال ، إفتقدت للحب والحنان ، وباتت الثقة كلمة لا محل لها من الإعراب في حياتها ، حتى ثقتها بنفسها باتت ضربا من الخيال ، فقد صارت
لديها قناعة تامة بأن الرجال كائنات خرافية خارقة لا يعرفون الألم أو الخوف
وأن قلوبهم خلقت من الحجر والنار وتمنت بكل جوارحها لو كانت رجلا . حتى أقتحم عالمها ذلك الرجل الذي رأته
إستثناء للقاعدة وليس أساس ، ولا طاقة لها بمجازفة جديدة تحرق ما تبقى من ذاتها فلم يعد فى قلبها مكان لندوب جديدة ، فقاومته بكل ما أوتيت من قوة
لكنه لم ييأس فكان يعلم جيدا أن ما بنى فى سنوات لا يمكن هدمه في أيام فلم يكن هدفه الفوز بقلبها بل هو أن يعيد إليها
الحياة ، أن يعيد بناء جسور الثقة بينها وبين الآخرين وقبل كل شيء يعيد إليها نفسها الضائعة ، ويرد أنوثتها المسلوبة .
وكلما زادت فى العناد كلما زاد فى الحنان
ولم يرهقه الوقت ولا المسافات ، حتى أضاء ذلك القلب المعتم وأشرق بالحب
وعادت زهور الربيع تنبت من جديد وتنثر عبير الأمانى الضائعة التى عادت لوطنها .
فتنهدت قائلة ليتنى كنت رجلا . . . .
فنظر إليها بدهشة : فصاحت لأكون مثلك كائنا خرافيا أنشر الحب والسلام .
✍ بقلمى : #إيمان_البدرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق