لـِقـاءٌ وَفـُراق
يـا حـَبـيـبـي لا تـَسـَلْ كـَيـْفَ الـْتـَقـَيـْنـا
ذاكَ لـُغـْزٌ حـَيـَّرَ الألـْبـابَ دَهـْرا
نـَحـْنُ كـُنـّا فـي ضـَمـيـرِ الـْغـَيـْبِ قـَبـْلاً
فـي ضـَمـيـرِ الـْغـَيـْبِ أسـراراً وَفـِكـْرا
كـَمْ لـَثـَمـْنـا الـْوَرْدَ فـي حـِضـْنِ الـْرَّبـيـعِ
وَتـَنـَشـَّقـْنـا عـَبـيـرَ الـْحـُبِّ زَهـْرا
وَالـْتـَقـَيـْنـا فـي دُروبِ الـْغـَيـْبِ روحـاً
فـَافـْتـَرَقـْنـا فـي دُروبِ الـْعـُمـْرِ قـَهـْرا
وَتـَألـَّقـْنـا نـُجـومـاً وَبـُدوراً
وَغـَدَوْنـا مـَعْ غـَديـرِ الـْمـاءِ نـَهـْرا
وَتـَلاشـَيـْنـا لـُحـونـاً مـُطـْرِبـاتٍ
بـَيـْنَ أوْتـارٍ وَعـودٍ غـَيـْرَ مـَرَّهْ
وَشـَرِبـْنـا الـْخـَمـْرَ مـِنْ ثـَغـْرِ الـْصـَّبـاحِ
فـَسـَكـِرْنـا مـِنْ هـُيـامٍ دونَ خـَمـْرا
وَطـَوانـا الـْلـَّيـْلُ أحـْلامـاً وَرَسـْمـاً
فـَبـَدَوْنـا مـَعْ بـُكـورِ الـْصـُّبـْحِ فـَجـْرا
وَرَوَيـْنـا الـْوَهـْمَ مـِنْ مـاءِ الـْقـُلـوبِ
فـَنـَمـا طـَهـوراً صـارَ سـِحـْرا
وَسـَكـَبـْنـا الـْدَّمـْعَ فـي صـَدْرِ الـْشـُّروقِ
فـَغـَدا الـْدَّمـْعُ عـُيـونـاً ثـُمَّ بـَحـْرا
وَزَرَعـْنـا الأرْضَ أفـْراحـاً وَحـُسـْنـاً
فـَجـَنـَيـْنـاهـا خـُدوداُ ثـُمَّ ثـَغـْرا
وَنـَفـَحـْنـا الـْرّيـحَ ألـْحـانـاً وَشـِعـْراً
وَأحـَلـْنـا الـْتـُّرْبَ مـاسـاً ثـُمَّ تـِبـْرا
وَمـَشـَيـْنـا مـَعْ سـَحـابِ الـْفـُلـْكِ غـَيـْثـاً
فـَهـَطـَلـْنـا مَعْ غـُيـومِ الـْصـُّبـْحِ قـَطـْرا
يـا حـَبـيـبـي نَحـْنُ كـُنـّا قـَبـْلَ كـَوْنٍ
فـي ضـَمـيـرِ الـْلـَّهِ بـَعـْثـاً كـانَ يـُبـْرى
نـَحـْنُ خـَيـْطٌ يـَرْبـِطُ الـْمـاضـي بـِآنٍ
سـَوْفَ يـأتـي مـِنْ ثـَنـايـا الـْغـَيـْبِ جـَهـْرا
بقلم فؤاد حلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق