قصيدة : النَّخْلَتَان
نَخْلَتَانِ هُنَا
تُطِلَّانِ عَلَيَّ كِي تَرقُبَانِي
وَأنَا هَائِمٌ في وَقْتِ الغَسَقِ
أبْتَسِمُ حِينَ رَأَيتَهُمَا تَبْكِيَانِ
وَتَحتَضِنَانِ الشَّمْسَ
وَهِيَ تُحَاوِلُ السَّفَرُ
لَكِنَّهَا نَسِيَتْ أَنْ تُقَبِّلَنِي قُبْلَةَ الوَدَاعِ
حَامِلَةً كَلَّ حَقَائِبَهَا
أَثْوَابًا
وَ
أمْتِعَةً وَأَغْرَاضًا أُخْرَي عَلَي كَتِفِهَا الأَيسَرِ
وَدَاعًا أيَّتُهَا الشَّمْسُ
أَينَ ضَوءُكِ وَحَرَارَةُ خَدَّكِ؟
عِنْدَمَا تُشْرِقِينَ فِي الصَّبَاحِ
لا تَنْسِي أَنَّ هُنَاكَ قُبْلَةَ الأمْسِ
لا تَنْسَي أَنَّكِ مُسْتَدَانَةٌ
أَعْرِفُ أنَّكِ خَجُولَةٌ كَالعَذْرَاءِ
رَغُمَ أَنَّكَ لَمْ تَتَخَلَّفِي عَنَّا يَومًا وَاحِدًا
إلَّا فِي يَومٍ غَيُومٍ
سَوفَ يَخْلُفِكِ القَمَرُ
لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ كَعَادِتِهِ وَجَاءَ مُبْتَسِمًا
بَلْ جَاءَ يَجُرُّ خَيبَتَهُ
لَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَدرًا
وَلَمْ يَكَنْ مُحَاقًا أَوْ هِلَالاً
وَلَكِنَّهُ يُحَاوِلُ الاعتِذَارَ
بَعدَمَا غَازَلَنِي بِعَينَينِ بَائِسَتَينِ
يَتَقَهقَرُ القَمَرُ
لِيَطْرُقَ بَابَ الشَّمسَ كَي يُوْقِظُهَا
مِنْ ثُبَاتِهَا العَمِيقِ
تَبْصُقُ عَلَي وَجَهِ القَمْرِ
دَمْعَتَانِ تَسِيلَانِ عَلَي خَدِّهِ
وَهَو يُحَاوِلُ أَنَّ يُوَارِيهُمَا
عَنْ أَعينِ النَّاسِ
لَكِنَّهُمَا أَخَذَتَا تَبْرُقَانِ
عِنْدَ ضَوءِ الشَّمْسِ حِينَمَا أَشْرَقَتْ
بِنُورِهَا المُلْتَهِبِ
شعر / عيد هاشم الخطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق