مجله تحيا مصر 🇪🇬للإبداع

.. كتاب..«تائهون بين سجاده الصلاه وعباءه القوميه»

صفحه.. 1.. 
الإسم نضال علي الحسين
البلد سوريا 
كاتب

إسم الديوان أو الكتاب 
(تائهون بين سجادة الصلاة وعباءة القومية) 

النص الأول

أنا خائن وأنت خائن
أنا خائن من صغري... خائن من تلك اللحظة التي أرسلني أهلي فيها للمدرسة لأتعلم وكنت أهرب من المدرسة...
هذه هي لحظة بدء الخيانة...
وبعدها أصبحت أرى الخيانة ثقافة ليست عندي فقط... وليست عندك فقط
بل وجدتها عند أستاذ مدرستي أيضا...
عندما كان يتركنا قبل نهاية الدرس بخمس دقائق... أو يجلس ولا يعطينا الدرس
وتوسعت الخيانة لتصل مختار قريتنا الذي يعطي وثيقة فقر الحال لزوجة رئيس البلدية للعلاج مجانا في مشفيات الدولة الخاصة بالفقراء زورا
وبعدها وصلت الخيانة إلى مدير المشفي في بلدتنا الذي يعطي أدوية مجانية لأقاربه ويمنعها عن الفقراء...
تلمست الخيانة عند طبيب المشفى الوطني ذاته الذي لا يهتم لمعالجة مرضى الفقراء
في المشافي الحكومية 
ويعالجهم باهتمام في عيادته...الخاصة لأجل مقاضاة أجرة المعاينة.
توسعت الخيانة لتصل رئيس البلدية 
بشق طرقات  توصل إلى بيوت المسؤولين وترك بيوت وحارات الفقراء...

والقاضي الجلاد الذي يبحث عن أسباب  تخفيفيه  أو عن ثغرة قانونية   يستند عليها لتبرئة ابن مسؤول من سرقة أموال عامه 
ويحكم بقطع يد  فقير سرق رغيف خبز ليطعم أولاده...
وفي أحسن الأحوال حكمه ٥ سنوات وتوصيف فعلته على أنها سرقة موصوفه  مع الخلع والكسر

لم تقف الخيانة عند هؤلاء...وحسب
بل وصلت إلى الحاكم الذي يدعي أنه يحكم بأمر الله ويطبق القانون ويحمي الدستور من التجاوزات إلا أنه يتطاول على الله بفتوى من شيخ كذاب ومنافق...ويدوس الدستور
الخيانة غيرت المفهوم العام لحقيقة المصطلحات 
تزوير المفاهيم الأخلاقية جعل من السرقة وجهة نظر ومن الرشوة شطارة

حتى وصلت الخيانة  للتعليم  حينها أصبح الأستاذ المراقب في الامتحانات والذي يسمح للطلاب بالنقل كما يقول الأستاذ حمدي المصطفى يقول عنه الطلاب إنه أستاذ ابن حلال ويدعون الله أن يوفقه... 
بينما الأستاذ الذي يمنع الطلاب من النقل أنه ابن حرام ويدعون الله أن لا يوفقه...
كل هذه الأعمال خيانة... خيانة بكل ما يحمل هذا المفهوم من معنى...
مجتمع تسود فيه هذه الثقافة القذرة لا يمكنه أن يتقدم...
مجتمع تمارس فيه كل هذه الخيانات يجعل من الوطن عاهرة ويكثر فيه القوادون...

وبما أننا امتهنا هذه المفاهيم المزيفة وتخلينا عن المفاهيم الحقيقية علينا أن لانتفاجىء بما يحصل...
أنا وأنت خونه ... نخون أنفسنا وأهلنا وحينا وبلدتنا وبلدنا...
وبهذا ومن خلال هذا فإن مجتمعاتنا بنيت على الخيانة ومن الممكن أن تنهار انهيار مفاجئ وبشكل عبثي وسريع.....
صفحه. 2.
النص ٢

الحمار بيك.... ولا البيك حمار

قد يبدو العنوان غريبآ بعض الشيء...
إلا أن واقع الحال يثبت حقيقية وواقعية مانعيشه الآن.....

رجل بسيط وساذج وبالتأكيد غبي... ...
كثيرآ ماتختلط البساطة بالغباء فينتج من ذلك كوارث لم يحسب لها حساب....

إشترى الرجل  حمارآ....

فرح به كثيرآ .....راح يدلله ....

طلب من زوجته أن تطبخ له طنجرة من البرغل....ولولا أن الحمير لا تأكل اللحم لفعلها.

عاندته زوجته في البدايه..إلا أنه هددها بالطلاق.....
فعلت  ماأمرها.....

وبعد أن أطعم البيك الغبي الحمار...

صعد الحمار وصاحبه سطح المنزل....

قضى الحمار ليلته ......
لم تتمكن  الزوجه والاولاد النوم طوال الليل من رفسات الحمار فوق رؤوسهم......

في الصباح ...
قالت الزوجة...
لم يتبق في البيت حطبآ لنشعل نارآ  لنصنع خبزآ ونطعم الاولاد...

.ليتك تجر حمارك وتحضر لنا الحطب.....من البستان على ظهر حمارك.

نحن اشتريناه ليحمل  الحطب وينقل الأغراض لنعتاش من شغلك عند الناس عليه....

صعد الرجل  السطح وأمسك في رسن الحمار لينزله من على السطح  لأنه ازعجهم ليلآ وحان وقت إحضار الحطب....

تمسمر الحمار وغرز  حوافره في سطح المنزل وراح يرفس......رافضآ النزول....وكأنه يقول 
إما أن أبقى هنا أو أهدم السطح على رؤوسكم.

ضربه الرجل  بالعصا ....

تناوله الحمار برفسة وإذ به ملقيآ على الأرض وقد فارق الحياة.....

احتضنته زوجته...  وقالت
أنت من قتلت نفسك....رفعت الحمار لمقام لا يليق به ....ونسيت أن لكل مكانه ومقامه.

وأنت وضعته على سطح البيت وهذا ليس مكانه وجعلتنا نحمله بدلآ من أن يحملنا...
ونلت جزاء مافعلت.... 

.لم يستوعب الحمار  أنه خلق ليخدمنا وليس ليركبنا.....
هدم البيت فوق رؤوسنا ورفسك بحافره فقتلك....

يازوجي العزيز جعلت من الحمار بيك..
والحمير لا تنام على السرير.


صفحه.. 3.. 
اغتصاب وانتقام

تقول رجاء  كان عمري ١٧ عاما عندما اختطفوني...
وقتها كانت الحرب مستعرة في بلدي بين شذاذ الآفاق والمأجورين على السلطة...
وصلت الأمور وقتها لمرحلة لا يعرف القاتل لما ولأجل من يقتل ولا يعرف المقتول لما قتل...
العزل من السلاح
هم الفقراء من الشيوخ والنساء والأطفال والرجال الذين ما زالوا يتمسكون بالأخلاق.
فأنتم تعلمون الأخلاق والسلاح لا يجتمعان.
عندما اختطفوني وضعوني في غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها المترين مربع.
لا نور قمر يدخلها ولا دفء شمس...
لا أدري كيف كان يدخلها الهواء لا توجد فيها منافذ... والباب مغلق بإحكام...
كل ما أذكره أنني وصلت إليها وأنا مطمشة العينين بعد تجاوز ٧٢ درجة تحت الأرض.
بقيت فيها مدة شهر كامل لم أر أحدا ولم يسألني أحدا...
أتعرف على الزمن من نوعية الطعام الذي يرمونه لي عند الباب ويلوذ العسكري خلف الباب كي لا أراه...
كسرة الخبز مع أربع حبات من الزيتون تخبرني أنه الصباح...
البرغل الحاف يخبرني أن الوقت ما بين الظهيرة والعصر...
أما الليل فكنت أعرفه من حبة البطاطا المسلوقة أو شوربة العدس التي يسبح على وجهها الدود والصراصير.
قد يكون حديثي مقززا... ولكنه الواقع الذي كنت أعيشه هناك...
بعد أكثر من شهر...
فتح باب الغرفة وقف عند الباب شبح ذكرا ك. البغل...
شواربه تتدلى ولحيته تملأ وجهه القذر...
اقترب مني... وامسك بيده وجهي وقال للحارس خذها للحمام دعها تستحم وأحضرها لغرفتي إنها جميلة.
أدركت حينها أن زمن قذارتهم قد بدأ...
حاول التقرب مني ويداي مربوطتان للخلف...
حاول تقبيلي...
بصقت في وجهه الممسوخ... مسح بصقتي وصفعني على وجهي...
احتضنتي الأرض وغبت عن الوعي...
أنزلوني إلى زنزانتي...
رحت أبكي والخوف من القادم الأسوأ لم يفارقني...
ثلاثة أيام مضت وفي ليلة سوداء ك. وجوههم...
دخل زنزانتي ذات القذر...
وكرر مافعله معي في المرة الماضية وكررت البصقة في وجهه.
ولكنه استدعى اثنين من عساكره وربطوني وأمرهم في الخروج...
يقترب مني وارفسه بجسدي المربط وبقيت اقاوم حتى خارت قواي وفعل فعلته الخسيسة المصبوغة بشواربه النجسة
وتكرر ذلك...
وكل مرة كنت اقاومه دفاعآ عن شرف دنسه بنذالته وقذارته...
كنت أعلم انني لن أستطيع منعه من إشباع حيوانيته...
ولكني في كل مرة اقوم بمقاومته لاثبت له بأنه  حيوان مفترس وأنني ما زلت أقاوم وحشيته وقذارته بكبرياء وأثبت ذلك لنفسي واعتبر مقاومتي هي بمثابة طهارة واغتسال من قذارة الوحش ...
لم أقطع الأمل بأنني سأخرج يومآ وسأنتقم منه ومن أمثاله لما فعلوه بنا...
وبعد مضي ثلاث سنوات خرجت وآخريات من معتقلاتهم...
لم اجد أي من أهلي... قالوا لي أهل الحي إن قذيفة سقطت على بيتنا وقتل الجميع بما فيهم اخي الصغير الذي كان عمره عندما اختطفوني بضع سنين...
ترحمت عليهم...
تجاوزت محنتي ومحنة موتهم...
بدأت التفكير بجمع المال...
التقيت بأربع من الفتيات اللواتي كن في معتقلاتهم...
عرضت علي احداهن المال وان نعمل سويآ لأجل الانتقام.
حينها سألتها من أين هذا المال...؟؟
قالت وعينيها  مملؤوة  بالدموع...
عندما يفقد الانسان كل شيء يصبح كل شيء لأجل الإنتقام مباحا.
فهمت ماقالته...
لأنني فكرت بما فعلته...
راحت كل واحدة تتقصى اخبار ومكان الوحش الذي افترسها...
استطعت الوصول الى بيته...
أخذت منها مايكفي لشراء سم يقتله وعائلته...
ودخلت الى بيته عن طريق زوجته...
فتاة تبحث عن عمل في البيوت... تيسر لي الأمر...
ولم يتذكرني الحيوان... لكثرة الفتيات التي اغتصبهن ومنهن من مات من فعلته  ومنهن من انتحرت بلا انتقام...

وضعت لهم جميعآ السم في الطعام...
الساعة قاربت الثانية عشرة بعد منتصف الليل...
بدأ السم يتغلغل في اجسادهم...
كان سم يستخدم لقتل الجراذين والفئران...
قطعت سلك الهاتف واخفيت كل جوالاتهم واغلقت عليهم الابواب...

جلست في صالون البيت أنتظر خروج ارواحهم من أجسادهم القذرة واحدآ واحدآ واتلذذ في الانتقام...
كنت أسمع صراخهم وألمهم... وكلما شعرت بعاطفة تجاه اي واحد منهم أتذكر حالتي وتوسلي ....بأن لاينتهك شرفي... وأتذكر 
أهلي وأخي الوحيد...
وبقيت أنتظر موتهم حتى الصباح وبعد ان إنتقمت منه وعائلته...
وبعد أن أكملت مهمتي وكتابة قصتي
سلمت نفسي للقضاء... وانتحرت.

نضال علي الحسين

صفحه. 4.
منبعها ومجراها

سلوا كؤوس الحرب في
 أمتي
أين منبعها وإلى أين 
مجراها
منبعها الصحراء  وبلادنا
مجراها
ومصبها الأعداء... نفطا 
وأموالا
لا بارك الله في نفطكم 
ولاغازكم
أخ بالمال والفتن وبالسلاح
 غطاها
أين العروبة وأين الدين 
ونخوتكم
زرعتم الفتن ومن غيركم 
سواها
دمرتم دمشق والخرطوم 
وسواها
من غيرك يا خيمة الصحراء 
سواها
لأخير في أمة يحكمها رعاة أغنام
 وسواها
أخو عدو وعدو إخوة بالأرض
 سواها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق