مجله تحيا مصر 🇪🇬للإبداع

.. نعمه من الله.. بقلم الشاعر. حسن عبد المنعم رفاعي

نعمة من الله
 
كانت السماء ملبدة بالغيوم حالكة الظلمة . لا يوجد سواه يسير بخطأ ليقطع الشارع ليس هناك إلا نباح الكلاب وأصوات طيور الليل خرجت تبحث عن رزقها وأعمدة النور الخافتة وأضواء من خلف النوافذ ؛ يسرع خطاه ليعود اليها. وحين فتح باب الشقة أرها قادمة نحوه تتمايل في مشيتها ترتدى قميص يبرز كل جمالها ومفاتنها تستقبله بابتسامة على شفتها بوجه يشبه القمر في تمامه وطبعت على خده قبلة تبعث الدفء في جسده وقد أوقدت له المدفأة وأعدت المائدة وجلست بجانبه . وبعد تناول العشاء . امسك يدها وقبلها ووضعها على صدره ؛هلما حبيبتي فيرمي بنفسه بين أحضانها وأداعبها ونتمرغ معا في حب واشتياق ؛ ومرت الايام بينهم في حب جارف ومضى عامهم الاول والثاني ولا يفسد عليهم الحياة الا كلام الاهل عن عدم الانجاب ؛ وقد اكدت جميع الفحوص والتحليل على ما يمنع حدوث الانجاب ؛  كان بجمعهم الحب والوفاء وإخلاص لا ينقصها سوى طفل يكمل سعادتهم. وكانوا دائما يجبهم بانها مشيئة الله ؛ في يوم من الايام استيقظت الزوجة من نومها فلم تجد زوجها نائم بجانبها. ولكن سمعت صوت بكاء يأتي من أحد الغرف ، اقتربت بهدوء حتي لا يشعر بها . فوجدت زوجها يبكي شديد ومتأثر جدا ورافع يداه إلي الله سبحان وتعالي يدعو الله بصوت منخفض فلم تستطيع أن تسمع ما يقول، و اعتقدت أنه يبكي بشدة بسبب عجزها أن تنجب طفلا له. ذهبت فورا إلي الغرفة وهي تبكي بشدة خوفا أن يراها زوجها، وبعد قليل عاد إلي الغرفة الزوج. تظاهرت إنها نائمة حتي لا يحزن الزوج. وفجأة عاد زوجها ومسح دموعها وقال لها وهو مبتسم قد شممت عطرك الجميل ينتشر بجانبي، وأعلمت إنك واقفة بالقرب لي فدعوت الله سبحانه وتعالي وبعد ما دعيت إليه جئت أتحدث معكي، لأن أعلم إن في اعتقادك إني أدعو للإنجاب. قالت زوجته سمعت إنك تدعو إلي الله فعلمت إن سبب دعائك هذا وهو إني لا أستطيع تحقق أمنيتك في إنجاب طفل الذي تتمناه من الله، ليس ذنبي هذا نصيب وهذه حكمة الله سبحانه وتعالي ولكن قلبي يتمزق من الألم والجرح لإن أتمني أن أنجب قبل أن تمر الأيام والشهور والسنوات. نظر إليها الزوج في حب وقال لها أنا لم أبكي لهذا السبب أنا حلمت حلم مخيف ومزعج جدا، وكنتي في الحلم تهربين مني وتقولي لي طلقني فاستيقظت من النوم وتوضأت وصليت لكي أدعو الله سبحانه وتعالي لكي يستجيب دعائي ويحفظك لي ،وأن تكوني لي زوجتي الحبيبة في الدنيا وفي الأخرة يا زوجتي يا حبيبتي أنا لا أقدر أن أعيش من غيرك وأنا راضي بما قسمه الله لنا والله علي كل شيء قدير الله أعلم بما في الغيب. وقد بكت الزوجة بكاء شديد وتأثرت عندما علمت بشدة حب زوجها لها وحديثه لها وفرحت ما قاله لها من حب ورومانسية ، وإنها أيضا تحبه ولا تستطيع أن تعيش حياتها بدونه وتدعو الله عز وجل أن يبارك لها في زوجها و يرزقهم الله بالذرية الصالحة، وضمته بين احضانها واوى للفراش قرير العينين يحمد الله على نعمة الحب ولإخلاصه ووفائه...
تمت في /18/ 2/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق