مجله تحيا مصر 🇪🇬للإبداع

.. ديوان شعر. معتقل بلا قيود. للشاعره. د. تغريد طالب الاشبال


سيرتي الذاتية
الأديبة د.تغريد طالب حسن الأشبال تربت في بيت علوي عرف بالورع والتقوى والأدب،والدها خطيب المنابر الحسينية شاعر الستينيات والسبعينيات،درست الآداب في الجامعة المستنصرية في بغداد،عملت على ملاك وزارة التربية العراقية/ المديرية العامة للتربية في محافظة النجف الأشرف،شغلت عدة مناصب أثناء وظيفتها. لها عدة دواوين(معتقل بلا قيود،كلمات ثائرة،كلمة حق في حضرة إنسان جائر،أشعار لم ترَ النور،مجموعة قصص قصيرة من واقع الحياة)،حصلت على الدبلوم الفخري والماستر الفخري والدكتوراه الفخرية في الأدب والثقافة عن إنجازاتها الأدبية في أكاديميات وجامعات واتحادات عربية ومحلية رصينة باعتمادات دولية حازت على أعلى شهادة في الأدب وهي(البروف الفخري).تم نشر نصوصها وأعمالها في مجلات رصينة متعدد وأهمها(مجلة تحيا مصر للإبداع)و(مجلة شط العرب الثقافية)،حازت على شهادة نوبل للادب وشهادة نوبل للسلام وتم اختيارها كسفير للسلام والإنسانية من قبل اكاديميات عربية ودولية متعددة،حصلت على دروع وأوسمة مختلفة،تم اختيارها كأفضل الشخصيات الإنسانية للعام ٢٠٢٢من قبل أكاديميات وجامعات مختلفة
الإهداء
بعد الحمد والشكر والثناء لله رب العالمين على جميل كرمه وسعة رحمته ومنه وفضله،أهدي فضل نتاجي الفكري هذا ومجهودي فيه إلى الراعي الأول مؤسس مجلة(تحيا مصر للإبداع)الدكتور(سمير شراويد)المحترم ومدير عام المجلة الدكتورة(ريان جادو) المحترمة لما بذلاه من جهود مضنية في تبني مشروع مراجعة وتدقيق وتنسيق ونشر النصوص الأدبية لأعضاء مجلتهم الغرّاء.. سائلة المولى الجليل أن يجعلهما في كنفه ويحصنهما بحصنه من طوارق الحدثان وأن يديم عليهما نعمه وتوفيقه… 
والله ولي التوفيق
صفحه. 1.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق
١ ـ (مأساةالعالم الثالث)من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١
كتبته عند بدء المناورات بين روسيا وأوكرانيا واحتمالية قيام الحرب العالمية الثالثة
…..
الحربُ تَطرقُ بابَنا
بِبَشاعةِ المُتقاتلينَ على الدُنا
الحربُ تَزحفُ من هُناكَ
إلى هُنا
كي تَستَفيقَ جِراحَنا
تَقتاتُ من أحلامِنا
تَغتالُ أنفاساً تَكادُ تُميتَنا
الحربُ لَيستْ لِلثَعالِبِ والذِئابِ فإنَّها
صُنِعَتْ بِإتقانٍ
لِتسرُقَ مالَنا
وتُميتَنا
ونكونُ نحنُ وقودَها
مِن أرضِنا
في أرضِنا
تَحيا بِنا
تَكبُر لِتَأكُلَ حَقِّنا
وتُبيدَنا
آهٍ عَلَينا
إنَّهُمْ جاءوا لَنا
قَد صَنَّفونا مُذْ طَغَتْ آثارُنا
(العالَمَ الثالِثَ) أسمَونا
وَهُمْ أسيادُنا
ما بالُنا؟
كيفَ أطَعناهُمْ؟
وأينَ ذَكاؤنا؟
هذي الحضاراتُ التي في الكَونِ
قَد بُنِيَتْ على أكتافِنا
وبِفِكرِنا
لكِنَّما الأمر العَجيبُ 
بِأنَّنا
لمَِ قَد تَنازَلنا لَهُم عَن حَقِّنا؟
 لِمَ قَد قَبِلْنا!.. ثُمَّ صَدَّقّنا
وأقرَرنا
ورَوَجّنا لَهُم إعلانَهُم
مِن مالِنا.. مِن مُلكِنا
حَتى أتَوا كَي يَنقِذونا
مِن أعاصِيرِ الجَهالَةِ
ما بِنا؟..تَبَّا لَنا
إستَغفَلونا مِن هُنا
مِن حَيثُ سُدْنا
وادَّعَوا دِينُ الرَسولِ جَهالةٌ
فيهِ ظُلِمنا
فَقَبِلنا.. أسَفَاً..ثُمَّ سَكَتنا
دونَ أنّْ نُبدِيَ رَأيَاً
ما اعتَرَضْنا
َفتَمادَوا ثُمَّ نادَوا
إنَّهُم جاءوا لِتَحريرِ القَواريرَ
سَكَتْنا،ما اعتَرَضنا
وَغَداَ الكُلُّ يَلُمْنا
فَضَعَفنا
وَتَرَكناهُنَّ لِلتَحريرِ نَهبَاً
فَغُلِبنا
مِن هُنا نَحنُ أُخِذْنا وَغُلِبنا
حَيثُ إنَّ الأمَّ ما عادَتْ تُرَبِّي الجِيلَ
والجِيلُ تَرَبّى'
بَينَ أحضانِ الأجانِبِ فَاستَرَحْنا
ما انتَبَهنا
قَد تَرَبّى' خائِناً..
فِيهِ انطَعَنّا
ما انتَبَهنا
صارَ أبنُ الغَيرِ
ما صانَ وَطَنّا
فَغَدا الأغرابُ أهلُ الدارِ
لِلدارِ خَسِرنا
فَغَدَونا
لِحروبِ الغَربِ مَرساةً
فَسَحقَاً
أينَ كُنّا؟
كَيفَ صِرنا؟

صفحه. 2.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……… .
٢ ـ (حلم الحرية)
…………………… 
وَاستَفَقنا
مِن سُباتِ اللَّيلِ
في مَوتِهِ كُنّا
لَيتَ إنّا نَستَفيقْ
مِن سُباتِ العَقلِ والفِكرِ الغَريقْ
في جُنونِ الغَربِ
حَتى' قَد غَدَونا
تابِعينْ
راتِعينْ
في فُسوقٍ كُنّا عَنهُ راغِبينْ
فَخَسِرنا
النَفسَ بَلْ حَتى' اليَقينْ
بِمبادي الحَقِّ في أشرَفِ دِينْ
فَغَفَونا
بَينَ أحضانِ المَزاميرِ 
فَقُمنا
راقِصينْ
عابِثينْ
تائِهينْ
في دُروبِ الغَربِ
والغَربُ تَوَلّانا سِنينْ
قادَنا حَتى' هُزِمنا
وَغدَونا
لَهُ أخيارُ العَبيدْ
في أراضِينا
وَنُعطيهِ المَزيدْ
حَيثُ أسيادُهُ كُنّا
خَيرُ أحرارٍ على الحَقِّ جُبِلنا
فَتَغَيَّرنا
وإنَّ الّلهَ حَتمَاً لا يُغَيّرْ
ما بِقَومٍ
غَيرَ إنّا قَد تَغَيَّرنا
وَنُمْنا
******
صفحه. 3.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…… ..
٣ ـ (قفي بغداد) 
……………
هُنا بَغدادْ
هُنا مِن مَوطِنِ الأجدادْ
حَضارَتُنا هُنا كانَتْ
ولا زالَتْ
تُعيدُ المَجدَ لِلأحفادْ
مَعارِكُ صَبرِنا دارَتْ
هُنا في مَربِضِ الأمجادْ
رَحىَ الأعداءِ تَطحَنُنا
وَتَذرِينا هَشيمَ رَمادْ
فَيُطفِي الذَرُّ أعيُنَهُمْ
وَيَفقَؤها بِلا أعوادْ
خُطىَ الأحقادِ تَسحَقُنا
فَنَردَعُ تِلكُمُ الأحقادْ
هُنا قَدْ كانَ مَوطِنُنا
وَسادَ بِمَحضِرِ الأسيادْ
إلى أنْ جاءَ تَأرِيخٌ
هَزِيلٌ ما لَهُ أوتادْ
وَشَوِّهَ صُورَةَ الماضِي
وَزَوَّرَ سِيرَةَ الرُّوادْ
وَمِن أعمالِهِ كانَتْ
مَذابِحُ طالَتْ الأطوادْ
دِماءٌ حُرَّةٌ سالَتْ
لِتَروِي خائِناً مُنقادْ
زُهورٌ حِلوَةٌ طاحَتْ
عَلى' غَبرائِنا ماتَتْ
لِيَحيا ذلِكَ الجَلّادْ
نُفوطٌ جَمَّةٌ طارَتْ
بِلا رِيشٍ وَلا مِيعادْ
وحوشٌ حُرَّةٌ صارَتْ
بِرَغمِ السِجنِ وَالأصفادْ
تَجوبُ دُروبَ مَوطِنِنا
بِلا شَرطٍ ولا مِرصادْ
وَتَسرَحُ في أراضِينا
تَجوبُ الوادِي تِلوَ الوادْ
قِفِي بَغدادْ
هُنا وَاستَرجِعي الماضِي
فَماضِينا بِكِ يَنعادْ
قِفِي بَغدادْ
هُنا وَاستَصرِخي الشَطآنْ
تَفيضُ، تَثورُ دونَ عَتادَ
قِفِي بَغدادْ
ثَباتُكِ يَعني عَودَتنا
وَعَودَتنا بِلا مِيعادْ
قِفِي وَاستَنهِضِي الأحرارْ
نهوضَاً ليسَ بِالأعدادْ
قِفِي وَاستَدعِي فُرسانَاً
فَفارِسُكِ بِدونِ جَوادْ
فَصَبرَاً 
وَانهَضِي بَغدادْ
صفحه. 4.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…… ..
٤ ـ (جريمة قتل)ج١
………… 
قُتِـلَ الضَميـرُ الحَـيُّ عَزّوا حامِـلَهْ
وَقِـفوا عَلى الأَطـلالِ حَيّـوا قاتِـلَهْ
قُتِلَ الضَـميرُ الحـيُّ دونَ جَــريرَةٍ
وبِــدونِ عُــذرٍ ســائِغٍ يَســـتَأهِـلهْ
قُتِلَ الضَــميرُ الحيُّ كي يَفتِكَ بِنـا
إبنُ الرَذيلَــةِ كَي يُسَــوِّقَ باطِــلَهْ
قُتِلَ الضَـميرُ الحَيُّ غَدراً في الملا
وَغَـدَتْ نُيـوبُ الدَهـرِ فـيهِ نازِلَــةْ
وَالعــادِيــاتُ تَنــاوَشَـــتْهُ تَنـــاوُباً
ما بَيـنَ بَــطْشٍ أو كُــرُوبٍ غائِــلَةْ
وَعَـلَيـهِ دارَتْ كُـلُّ أفــلاكِ المَــدى
وَعَـلَيـهِ جــارَتْ موبِقــاتٌ طـائِلــة
وَلَــهُ تَآمَــرَ كُــلُّ مَــنْ عــاثَتْ بِــهِ
شُـــبَهُ الزَمـانِ وَلَوَّثَتْــهُ بِكامِــــلَهْ
وَلَــهُ تَشَــجَّعَ كُــلُّ جُـــرذٍ خـــائِفٍ
وَلَـهُ تَسَــبَّعَ إبـنُ عُــرسٍ شــاغَلَهْ
أسَــفي على ذاكَ الضَميرُ فَجُلَّــما                                  
قَــدْ ثـارَ مِنْ ضَــيمٍ أرادَ يُجـــادِلَهْ
أَسَفِـي عَـلى ذاكَ الضَـميرُ وَفَـخرُهُ
قَدْ طـاحَ مَصروعَاً بِدونِ مُنــازَلــةْ
******
صفحه. 5.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………… 
٥ ـ (زاد المعاد)ج١
…… 
جِياعٌ،عُراةٌ،حُفاةُ القَدَمْ
أسارى' لِدُنيا طَواها العَدَمْ
يَصيحونَ صَوتَاً كَليلاً صَداهْ  
وَكَمْ إستَغاثوا فَـ(لا،لَنْ وَ لَمْ)
يُغاثُوا،فَفي الدُنياَ باعُوا الحَياءْ
وَباعوا المَبادِئَ،باعوا القِيَمْ
فَكَمْ أكَلوا وَغَدَوا مُبطِنينْ 
وَما أطعَموا جائِعَاً بِالُّلقَمْ
يَمُرُّ بِأحلامِهِ في الهَواءْ
يَشِمُّ الشَواءَ وَيَرجو الطَعَمْ
وَحينَ يَفيقُ يَجِدْ مُقلَتَيهْ
تَفيضُ دُموعَاً لِغَسلِ الوَهَمْ
وَكَمْ لَبِسوا ناعِماتِ الثِيابْ
وَمَرّوا بِعارٍ رَمَوهُ التُهَّمْ
وَإنتَعَلوا فاخِراتِ الخُفوفْ
وَعاري القَدَمْ يَشتَكِي مِن ألَمْ
وَكَمْ سَكَنوا فارِهاتِ القُصُورْ
وَذاكَ الفَقيرُ نَزيّلُ الخِيَمْ
بِـ(لَيلٍ) مَطِيرٍ بِهِ زَمهَريرْ
وَيَومٍ شُموسُهُ تُذوِي الصَنَمْ
فَلا جَمَعوا زادَهُمْ لِلمَعادْ
وَلا حَصَدوا مِن كَثِيرِ النِعَمْ
فَأوجَعَهُمْ حالُهُمْ..يَصرَخونْ
إلهي أعِدنا اعتَراناَ النَدَمْ
وبَعدَ العَذابِ عَرَفنا الحَياةْ
عطاءً،أعِدْنا فَهذا قَسَمْ
******
صفحه. 6.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………… 
٦ ـ (بغداد الصمود)
…………… 
إيّاكِ(بغدادُ الصمودِ)                 تتكبدي زيفَ القُعودِ
إنَّ العراقَ بسعييهِ                قد أحيا تاريخَ الجدودِ
أنتِ الجهادُ بعينهِ                       أنتِ عرينٌ للإسودِ
أنت ملاذُ العاشقينَ              وأنتِ صيحاتُ الجنودِ
أنت الفؤادُ ولبُّهُ                أنتِ  المُنى دربَ الصعودِ
أنت العراقُ برافديهِ                  وأنتِ آفاقُ الحدودِ
أنتِ إذا ما قلتِ آهٍ،إنَّنا           يغلي دِمانا في الوريدِ
أنتِ النخيلُ وسعفُهُ             أنتِ السلامُ فلا تحيدي
أنت الخلاصُ من العذابِ          فأمضي إيّاكِ تعودي
أنتِ المُنى يا مجدنا          لن يُرغموكِ على الجحودِ
لن يُرغموكِ على الركوعِ         لغيرِ اللهِ أحفادُ القرودِ
فلتشكريهِ بسجدةٍ      فلغيرِ ربِّ الكونِ إيّاكِ السجودِ
يا مِنبرَ الأحرارِ أنتِ      سُلَّمُ الأمجادِ في أسرِ القيودِ
عودي لنا بغدادُ بالأمسِ الذي    طُلنا بهِ قِممَ الوجودِ
عودي،أعيدي من اساطيرِ التراثِ لمجدِنا أبهى خلودِ
أو أرفضي مُستقبلاً                 قَد عاقَهُ أهلُ الركودِ
بغدادُ يا نورَ الدُجى      ومنارةَ العلماءِ مِن زمنٍ بعيدِ
بغدادُ يا بدرَ الزمانِ وشمسَهُ  عودي بنورِكِ من جديدِ
عودي لنا بغدادُ عودي واستفيقي مِنَ متاهاتِ الرقودِ
إصحي وسيري بالعراقِ تَسَيَّدي تأريخَ دُنيانا وَ قودي
******
صفحه. 7.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…………… ..
٧ ـ (مِحنَة كتاب) 
من ديوان( معتقل بلا قيود) ج١ص٧٦
……………… 
يقولونَ:(خيرُ جليسٍ كِتابْ)
وهذا الكتابُ لدَيهِ عتابْ
تعالوا لنِسمعَ عزفَ الأنينْ
وما سيقولُ بصوتِ العذابْ: 
أنا لَم أعُدْ يا صِحابي جليسْ
وأنتمُ ما عُدتمُ ليْ صِحابْ
فَقَدْ بِعتمُ صُحبَتي بالرَخيصْ
وأجهضتمُ ثَورَتي في الِّلبابْ
وصُرتمُ لا ترغبونَ الحَديثْ
مَعي بلْ وصِرتُ دَنيَّاً مُعابْ
حَفِظتُ لتأريخِ كلَّ الشعوبْ
بِصِدقٍ برغمِ الأسى والعَذابْ
ومنذُ الطفولةِ أبني العقولْ
ليَغدو الشبابَ سليمَ المَآب
نشرتُ العلومَ بكلِّ زمانْ
وجِبتُ الصَحارى وحتى الهِضابْ
وكُنتُ دليلاً لكل ِّغريقْ
ببحرِ الجهالةِ قِدتُ انقِلابْ
صنعتُ من الجيلِ جيشا ًعظيمْ
يقودُ العلومَ يُذِلُّ الصِعابْ
وأوطانُهُ لا تعيشُ الخضُوعْ
وصاريَهُ في أعالي القِبابْ
فلا معتدٍ  يستميلُ العقولْ
ولا أجنبيٍ يُذِلُّ الرِقابْ
فجاءتْ حضاراتُ عهدٍ جديدْ
وإكتَسَحَتْ مْنجزاتي الذِئابْ
ورَسَّخَتْ الفِسقَ بينَ العقولْ
وقدْ مَحَتْ الإرثَ ذاكَ المُهابْ
فلا دَخلَتْ تستبيحُ الشعوبْ
بِحَربٍ وَقَتلٍ يُبيدُ الشبابْ
ولا دَخلَتْ تجري جريَ الوحوشْ
كَمَسعورِ يَنبَحُ نبحَ الكلابْ
ولكن أتَتْ تستبيحَ العقولْ
وتجعلَ تاريخَنا كالسرابْ
وتهدِمَ ماضٍ أصيلَ الجذورْ
وتقلعَهُ من عميقِ التُرابْ
وتبني أساسَ انحطاطِ النفوسْ
 وتُسقِطنا من عليِّ السَحابْ
فصارتْ عقولُ الجميعِ هباءْ
وعانَتْ حضارتُنا الإنسِحابْ
هدَمتُمْ لكلِّ الذي قد بَنَيتْ
أضَعتوني بينَ ثَنايا العِبابْ
وضَيعتمُ إرثَ أجدادِكمْ
بحفنةِ زَيفٍ أتَتْ بِالخَرابْ
******
صفحه. 8.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………… 
٨ ـ (جرح الفراق) 
………………………… 
جرحُ الفِراقِ بلا نَزيفٍ ينزِفُ
وَيَنِزُّ من ألَمِ الحَنينِ وَيَرجِفُ
لا مِن وِصـالٍ للفِراقِ لِيَـلتَئِمْ
لا مِن ضَمادٍ يَحتَويهِ  ويُسعِفُ
لا مَنْ جَفاهُ على الفراقِ أعانَهُ
لا مَن يَلُمْهُ على أنينِهِ يُنصِفُ
لا الدهرُ يتركهُ لينسى جُرحَهُ
لا الجُرحُ يَبرَأُ أو يَرِقُّ وَيَلطِفُ
لا الذكرياتُ تَخِفُّ عنّهُ حينَما
ينسى ولا عَلمُ التَناسي يُرَفرِفُ
لايهجعُ القلبُ الكليمُ وجُرحَهُ
يأبى التشافيَ إنَّهُ مُستَهدَفُ
كَمْ صاحَ مِن ألَمٍ ولا مِن سامِعٍ
كَم سامِعٌ مغرورُ أو يستَنكِفُ
فَقدُ الأحبةِ والفراقُ يُزيدَهُ
ألَماً، ولَومَ الّلائِمينَ لَمُكلِفُ
فَقدُ العزيزَينِ اللَّذينِ إذا دَنا
ألموتُ مِنَّهُما يقومُ ويهتِفُ: 
(الوالدانُ هُما الحياةُ بأسرِها
وهُما بِفَقدِهِما الحياةُ سَتُنسَفُ
ويَحِطُّ بومُ البَينِ في أطلالِهِمْ
ولِحالِ بَيتِهِمُ الجَميعُ سيَأسفُ
وهُما اللذانَ إذا بيَومٍ أقبلا
بمجئِ أيَّهُما الجِنانُ تُشَرَّفُ)
وإذا الأخُوَّةَ من بلاءٍ صابَها
شبحُ الفراقِ،فشمسهم قد تكسِفُ
أقمارُ نورَهُمُ تصيرُ كأيبةٌ
وتَئِنُّ مِن أعلى الفضاءِ وتخسِفُ
وَالوِلدُ إنْ نَزلَ الفِراقُ بساحِهِمْ
فالروحُ تُقتَلُ والدموعُ سَتُذرَفْ
وَسنونُ عُمرهمُ الجميلِ سَتنطَفِئ
والبيتُ يغدو للنواظِرِ مُقرِفُ
أما الحبيبُ إذا نَأى مُتَجافياً
لا شئَ يُرجِعَهُ وإنْ هوَ(يَحلِفُ)
هوَ ذا الفِراقُ إذا أحَلَّ بِرَحلِنا
جُرحاً عَميقاً دونَ دمٍّ يَرعَفُ
******
صفحه. 9.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………… 
٩ ـ (أختي)
……………… 
منذ الطفولةِ إنها لَرَفيقتي
وصديقتي ومعاً نجيئُ ونذهبُ
قد شاركتني في دمائي ومأكلي
لَبَناً طَهوراً قد نشأنا نشربُ
بعروقِنا وقلوبِنا وجسومِنا
مُتغلغلٌ مُتأصِّلٌ مُتشرِّبُ
وَلَكَمْ لعبنا كم لهونا! غِبطةً
تعلو مُحَيّانا ويحلو المَلعبُ
وَلَكَمْ تعاركنا بِوِدٍّ! دونما
حقدٍ يَسودُ قلوبنا أو يُنكِبُ
كَبُرَتني أعواماً،وإنْ صَغُرَتْ،أنا
لا فرق عندي فالسنين تُقَرِّبُ
كَبُرَتْ وإنْ صَغُرَتْ سيبقى ذكرها
ينبوع قلبي فيهِ قلبي يُرَطَّبُ
وفراقها رزءٌ وجُلَّ رزيتي
أنْ لا أجدها فالفراقُ يُعَذِّبُ
عند الرزيةِ والمصاب تُعينُني
وتُعينُني أختي إذا ما أتعبُ
وتُبَدِّدُ الأحزانَ إنْ يوماً دَنَتْ
مني فأُختي للزمانِ تُؤَنِّبُ
وتكونُ نفسي في سروري وغِبطَتي
وتصيرُ روحي إن أتاها مَأربُ
إنْ صادفتني في الحياةِ مكارِهٌ
فتَصُدَّها عنّي وعنّي تَشجُبُ
تنأى بأحمالي وتحمِلُ زَلَّتي
وتكونُ رِدئِي إنَّها لي مَكسبُ
فلِساني يعجزُ أنْ يُقِرَّ بِفَضلِها
قلمي لَيَخجلُ ،ما يُخِطُّ ويكتُبُ؟
كلُّ المناقِبَ لا تَفيها حقَّها
إنْ عِشتُ عمري باحِثٌ ومُنَقِّبُ
*****


صفحه. 10.
الأديبة د.تغريد طالب الأشبال.
١٠ـ(يا مُعلِّمَ الأجيالِ)
……………………………………………… 
قِدْ روحكَ المُثلى لتُنشِئَ للملا
  جيلاً جديداً قادراً مُتَحَمِّلا 
أوقِد ضَميرَكَ كي تعيشَ ضمائِرٌ
 هانَتْ وكادَتْ من بلاءٍ تُقتلا
رَبِِّ وعَلِّم فالمسارُ إلى العُلى
و اسْمُ؛ فذِكرُكَ في الكتابِ مُنَزَّلا
لا تهملْ الأجيالَ؛ تلكَ جريمةٌ
واعلم بأنَّكَ، يا مُعلِّمُ، تُهمَلا
أصدِق مع الجيلِ الجديدِ؛ فإنَّهُ
قد ذاقَ ويلاتِ الغزاةِ ومُبتلى
نقصٌ بدينهِ، يا مُعلِّمُ، إنَّهُ
لم يعرفْ القرآنَ، ليسَ مُرَتِّلا
لم يعرفْ الأحكامَ، ليسَ بعارفٍ
بأصولها وفروعِها مُتَجاهِلا
وفروعُ علمِ الكونِ يجهلُ كَمَّها
قد صارَ بالنتِّ الرَجيمِ مُغَفَّلا
لم يُدرِكْ الأخلاقَ حينَ نزولِها
قد ضاقَ خُلقَا،بالسفاهةِ أُثقِلا
عَلِّمهُ، يا أستاذي، أنتَ دليلُهُ
في بحرهِ اللُجِّيِّ كُنْ نورَ العُلا
هيِّئ طريقهُ؛ يستقِمُ بمَسيرِهِ
وسيستقيمُ له المسارُ ويسهلا
أنتَ المُرَجّى والرَجاءُ بكَ الهُدى
وعليكَ بعدَ الله صارَ مُعَوَّلا
******


صفحه. 11.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
… .......
١١ ـ (بر الوالدين) 
……………… ..
إنْ تَشَأ تَحيا سَعيداً مُكرَما
بِرَّ مَن كانا وَسيلَةَ مَولِدَكْ
مِنهُما أنتَ تَزَودِّتَ الدِما
وَتَرَعرَعتَ وَنُلتَ قُوَّتَكْ
بِيَدِ الرَحمةِ كانا دائِما
يَمنَحاكَ العَطفَ كانا مَِنهَلَكْ
لا تَقُلْ أُفٍّ ولا تَنهَرهُما
كُلُّ مَن قامَ بِهذا قد هَلَكْ
والداكَ الكَونُ قائِمْ لَهُما
بِهِما الّلهُ يُعَمِّرْ مَنزِلَكْ
إعتَني واسألْ وإسعى' لَهُما
ستَرى' الخَيرَ بيُسرٍ ساعي لَكْ
زُرهُما،بِرَّهُما وارحَمهُما
فَسَتَضمِنْ في غَدٍ مَن يَرحَمَكْ
فَمَصيرَكْ مِثلَ لُغزٍ مُبهَما
وَيَحِلُّ اللُغزَ عُقبى' كِبَرَكْ
إنْ تَشَأ عَيشاً رَغيدَاً فَهُما
خَيرُ مَن يَكفيكَ آهاتِ غَدَكْ
وَهُما النورُ إذا ما أظلَما
وَغَدا قَبرُكَ سِجّنَاً يحبِسَكْ
********


صفحه. 12.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……………… 
١٢ـ(ضياع الجيل) 
…….
قد جاء يمشي مُطرِقاً متردداً
 مُتلعثِماً بخطىً وئيدةْ
قد قال يا أماهُ ضميني 
فمعضلتي مُعَقّدَةٌ شديدةْ
فضممتهُ حُزناً وقلبي 
مراقباًومُتابِعاً لهوى وَليدهْ
حتى شعرتُ دِمائَهُ متجمداً
 وغفى دِمائهُ في وريدهْ
وفؤادهُ ما فيهِ نبضٌ 
والشرايينُ غَدتْ قَتلى شهيدةْ
وَنياطُ قلبي تقطعتْ من حزنهِ 
وغَدتْ مُمَزَّقةًشريدةْ
هَدهَدتُهُ، رَبَّتُ مَتنهُ 
كي يبوحَ بِسِرِّهِ وبِما يُريدهْ: 
أمّاهُ دينُ اللهِ مغلوبٌ 
علينا أنْ نُعيدهُ نستعيدهْ
أمّاه والإسلامُ مأسورٌ 
بِهرطَقةٍ وسفَسََطةٍ جديدةْ
أمّاهُ من رَحمِ القذارةِ قد أتَتْ
وغَدتْ بواقِعِنا وَليدةْ
قد غَيّرَتْ لعقولنا وعقولُنا
يا أُمّي قد صارتْ بَليدةْ
أمّاهُ والأفعالُ صارتْ 
مِثل أفعالِ الحضاراتِ البعيدةْ
أفعالُ فِرعونٍ وعادٍ، 
قومِ لوطٍ وثمودٍ قد أُعيدَ
أمّاهُ والأدهى فَـ(ذا)  الإسلامُ 
قد صارَ لَهُمْ أحلى طريدةْ
قد أوقعوهُ بِفَخِّهِمْ 
وأماتوا أوصافاً وأخلاقاً حميدةْ
أمّاهُ ما عادَتْ بهِ أفكارُ
أو آراءُ نافذةٌ سديدةْ
أمّاهُ والأجيالُ ضاعتْ
حينَ ماتَ الدينُ واختَفتْ العقيدةْ
أمّاهُ ثَرَواتُ البلادِ تَبَخّرَتْ
والظالمينَ عقولَهُمْ عُتُلٌ عَنيدةْ
أكلوا البلادَ على العِبادِ
تَسَيَّدوا،للأجنبيِّ غَدَوا عَبيدهْ
أكلوا حقوقَ شبابِنا وتَزودوا 
مما نُحِبهُ أو نُُريدهْ
أمّاهُ قد ماتَ الرسولُ مُخَلِّفاً
من بَعدهِ فِرَقاً وأحزاباً عَديدةْ
قد مَزَّقَتْ دينَ الرسولِ
وفَرَّقتْ أُسَرَاً وأحباباً سعيدةْ
أمّاهُ كمْ سائلتُ نفسي: 
في مُصَلاّكِ لِما أنتِ وحيدةْ؟
:ولَدي السلامةُ في اعتزالِ الخَلقِ
يا وَلَدي مُؤكَدَةٌ بأقوالٍ أكيدةْ
******


صفحه. 13.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………… ..
١٣ـ(حلم الحج)
…….
فَرِحَ القلبُ إذْ القلبُ جَمدْ
من رزايا الدهرِ هَمَّاً وَكَمَدْ
وَدَنا حُرَّاً يُناجي المُقلَتينْ:
أَعَرِفتي النومَ مِن بعدِ السَهدْ؟
هلْ رَأيتي حُلُماً غَضَّاً غَريرْ
بعدَ أنْ جافاكِ والنَومُ استَبَدْ؟
ها أنا اليومَ سعيداً وقَريرْ
وأرى' فيكِ مَضامينِ السَعدْ
سَأُلَبِّي اليومَ للهِ النِداءْ
رَبِّي لَبَيكَ لَكَ القَلبُ شَهَدْ
وسَألمَسْ حَجَرَ البيتِ الشَريفْ
سَتَرَينَ البيتَ للكونِ استَعَدْ
وسَأُكتَبْ في جموعِ السُعَداءْ
وسَتَشتاقِي لِتَحقيقِ الوَعَدْ
حِينَها الدَمعُ بَدا يَنزِلْ غَزيرْ
مِن ثَنياتِكِ كالسَيلِ الزَبَدْ
فاضَ حَتى' صارَ مَثواكِ بَلِيلْ
وَنَدِيٌّ،فَبَكى' ثُمَّ سَجَدْ
واستَفَقتي وأَفَقتِيني بِـ(لَيلْ) 
ما انتَظَرتِي الصَبحَ يَأتي بِالنَكَدْ
حُلُمَاً كانَ جَميلاً وَنَبيلْ
رَبِّي حَقِّقْ لِي مُنايا يا صَمَدْ
******


صفحه. 14.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……… 
١٤ ـ(هزّني الإشتياق لك)
………….. 
حِمايَ، وَما لِي سِواكَ حِما
وِجودكَ قُربِي لَيُطفي الظَما
وَعَيشي هَنيئاً فَلا أستَطيعْ
أعيشُ بِدونِكَ أو أُرغَما
أبي مُقلَتَيَّ وَنَبعُ الحَياةْ
بِحُضنِكَ قَلبي سَما وَارتَمى'
تَعيشُ نَحيلاً بِقَلبٍ ضَعيفْ
لِأحيا قَوِيَّا سَوِيّْ سالِما
فَأنتَ الرَبيعُ لِقَلبي الحَزينْ
وَنَبضُهُ أنتَ وأنتَ الدِما
أبي نورَ عَيني وكُلُّ الحَياةْ
بِدونِكَ تَغدو لَنا سِقَما
أبي دونَ صَوتِكَ عّيشي مَرير
وحُلوُ الحَياةِ غَدا عَلقَما
فَلا طابَ عَيشٌ وَلَذَّ مَذاقْ
بِفَقدِكَ دَمعي كَغَيثٍ هَما
فَرُحماكَ رَبّي بهذا الحَبيبْ
أجِرهُ وَإرحَمهُ كَي يَنعما
بِفَضلِ كَريمٍ رَحيمٍ لَطيفْ
أبي يا إلهي قَضى مُسلِما
******


صفحه. 15.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…………… ..
١٥ ـ (أمي)
…… .
هيَ وِجداني وَروحِي   سَلوَتِي تُشفِي جُروحِي
تحمِلُ الدُنيا بقلبٍٍ        ـ رغمَ ما عانى ـ سَموحِ      
دونَها لا يَحلو يَومي       صَوتُها يُشفِي قُروحِي
إنْ دَنا الهَمُّ لِقَلبِي            تَستَبِقْ دَمعِي وَبَوحِي
تَرتَضِي المَوتَ وتَأبى   أنْ تَعِشْ بِالخَوفِ روحِي
لا تُبالِي إنْ بَلاها              طارِئٌ يُعلِي صُروحِي
أُمّي إلهامٌ ووَحيٌ                   وسِلاحٌ لِجنوحي
هيَ مَنْ تَردَعُ طَيشي     هيَ مَنْ  تَكبَحْ جِموحي
هيَ مَن تَخشَ وقوعي  هيَ مَن تَرسِمْ وِضوحِي
أُمِّي يا جَنَّةَ خُلدٍ           تَحمِي مِن حَرٍّ ضَريحِي
في الدُنا كانَتْ لي سَعدٌ         ،فَرَحٌَ يَملَأُ سوحي
******


صفحه. 16.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…………… ..
١٦ ـ (سلاماً أُمَّة الإسلام)
كتبته بمناسبة زلزال ٢٠٢٣ الذي دمر تركيا وسوريا
…………………………… 
هَلْ يا تُرى آنَ الأوانُ،دَنى الأجَلْ
مِن وَعدِ خالِقِنا جزاءً للعَملْ؟
قَد زُلزِلَتْ والأرضُ مادَتْ بالبَشَرْ
والغافلونَ تراهُمُ عَشِقوا الأمَلْ
ما تابوا عَن فِعلِ الحرامِ ولا انتَهوا
عَن كُفرِهِمْ باللهِ ما تَركوا الدَجَلْ
رُحماكَ رَبِّي إنهمْ قَد أُنهِكوا
هُمْ جُرحُهُمْ للآنَ يَنزِفُ ما اندَمَلْ
ما بينَ حَربٍ أنهَكَتْ لِشبابِهِمْ
ومجاعةٍ قَد أُجحِضَتْ فيها المُقَلْ
والغربةِ الرعناءِ نالَتْ مِنهُمُ
ما بينَ تَشريدٍ وَحِلٍّ ما ارتَحَلْ
لكِنَّما تَغريبُ روحٍ وَقعُهُ
أقسى مِن التَغريبِ عَن أرضٍ وَطَلّْ
رُحماكَ فيهِمْ رَبَّنا يا راحِماً
أنتَ الرحيمُ وأنتَ مَن تَهدي المِلَلْ
فارحَمْ لِمِلَّتِنا وأُمَّةِ دينِنا
أنتَ المُرَجّى رَبُّنا نَرجو العَجَل
******



صفحه. 17.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……………… 
١٧ ـ (رحمة الله) 
…………………… 
يا رَحمَةَ الّلهِ انزِلي       بِنا وَجودِي وَاشمِلي
فِيضِي عَلَينا سَكَنَاً                 لِقَلبِنا المُزَلزَلِ
أحيِي بِنا آمالَنا                 مُكَسِّرَةْ السَلاسِلِ
فَنَحنُ عِشنا رَدَّةً           حَطَّتِ على الكَواهِلِ
فَرُدَّنا، يا رَبَّنا                      وَداوِنا بِالمُجمَلِ
وَخُذْناْ أخذْاً عادِلاً                وَلَيسَ بِالمُنازِل
فَمَن سِواكَ عادِلٌ           يَحكُمُ حُكمَ العادِلِ؟
فَارأَفْ بِنا بِضَعفِنا             وَاكفِ مِنَ النَوازِلِ
وخُذنَا أخذَ غارِقٍ                   بِذَنبهِ وَجاهِلِ 
ولا تُجازِنا بِما                      يَفعَلُ كُلُّ فاعِلِ
نَفعَلُ ما يَضُرُّنا                 فِعلَ جَهولٍ غافِلِ
فَكُلُّنا نَواقِصٌ                        نَتبَعُ كُلَّ مائِلِ
وأنتَ، رَبِّي، كامِلٌ                تُغيثُ كُلَّ سائِلِ
وأنتَ تَدرِي أنَّنا                 للتوبِ كالمُناضِلِ
ونَحنُ نَدرِيكَ لَنا              غافِرَ ذَنبَ المُبتَلي
****


صفحه. 18.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………………
١٨ـ(جاء دوري)
……
ويلَتي قَد جاءَ دَوري 
قيلَ لي: أينَ مِدادَكْ؟
أينَ قِرطاسكَ يا هذا؟
فَقد جاءَ الشهودْ… 
قُلتُ: ما عِندي،ولكِنْ
كُلُّ ما عِندي يَقينٌ،
قَلمٌ يَكتبُ شِعراً
طاهِراً عِطراً يَجودْ… 
قيلَ: أُكتُبْ
:أينَ أَكتُبْ؟
ما سَأَكتُبْ؟
:قيلَ خُذْ شَقَّاً مِن الأكفانِ واكتُبْ
بِمِدادِ الرِيقِ
مُذْ بِدءِ الوجودْ… 
مُنذُ أنْ جِئتَ إلى' الكَونِ فَريداً
وإلى' أنْ جِئتَنا فَرداً وَحيداً… 
بينَ ميلادِكَ واليومَ
سَألناكَ فَوافينا الرُدودْ… 
قُلتُ: حاضِرْ
سَأُناظِرْ
فاسمَحوا لِي 
إنَّنِي عَبدٌ بِلا حَولَ
ولا قوَّةَ لكِنِّي وَدودْ… 
وَضَعتنِي أُمِّي وَالتَكبيرُ يَملَأ أُذُني
أرضَعَتنِي الدِينَ لَقمَاً
هوَ إسلامٌ، مَسيحٌ وَيَهودْ… 
ثُمَ قالَتْ: 
إنَّما الدِينُ هوَ الإسلامُ عِندَ اللهِ
لا تُمسِي مَسيحاً
وحَذارِي وَلَدِي يَوماً تَهودْ… 
وخَشَيتُ اللهَ في سِرِّي
وإنِّي مُوقِنٌ إنِّي إلَيهِ سَأعودْ… 
أحمَدُ اللهَ كثيراً
في قِيامي والقُعودْ… 
ما عَمِلتُ السُوءَ يَوماً
أرتَجِي وَصلَ نَبينا
أرتَجي مِنهُ لِيَشفَعلِي بِجودْ… 
واحتَرمتُ الآلَ حتى' العِشقَ
تَطبيقاً لِتاريخِ المواثيقِ 
ودِستورِ العُهودْ… 
لَمْ أُسِئ لِلخَلقِ يَوماً
لَم أُنافِقْ
لَم أكُنْ نَمّامَ لَم أغتَبْ
ولَم أرقى' على' الأكتافِ 
حُبَّاً بِالصعودْ… 
كُلُّ ما أملِكُ قُرآناً
وقِرطاساً، مِداداً
وحَصيراً للسجودْ… 
فافعَلوا بِي ما يَراهُ اللهُ حَقِّي
فَبِحُكمِ اللهِ راضٍ
إنَّهُ ربٌّ رَحيمٌ
إنّّهُ ربٌّ رَؤوفٌ ووَدودْ… 
لَستُ بِالجَنّاتِ أطمَعْ
إنَّما أطمَعْ بِأمنٍ وأمانٍ
وسلامٍ
يَعتَلي الإسلامَ (يا ربِّي) 
لِيَرقى' ويَسودْ…
******


صفحه. 19.
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
…………… 
١٩ ـ (لطفك اللهم) 
……… .
لكَ الحـــمدُ رَبِّي بِطولِ الزَمانْ
لكَ الحـــمدُ رَبِّي بِطـولِ المَدى'
صَــحَونا بِلُطفِكَ مِن بَعدِ مَوتْ
صَـحَونا ولا زالَ فِينا الهُـــــدى'
صَحَونا وإسمُ الرَسولُ العَظيمْ
يَــجوبُ القِفارَ يُخــيفُ العِــدى'
يُــــصَلَّى عَــلَيهِ وَفي كُلِّ يَــومْ
يَــصِيرُ مَــــناراً بِــهِ يُــــــهتَدى'
أدِمْ يا إلهِــــي عَــلَينا الــــــوَلاءْ
لَـــــهُ ولِآخِــــــرِهِ المُـــــــنجِدا
نُريــــدُ الظُهــورَ نُريدُ السَــــلامْ
نُريــــدُ أَمــــاناً لَـــــهُ مَوعِـــــدا
نُريــــدُ الظُهــورَ نُريدُ الِّلحــــاقْ
بِرَكبِ الإمامِ،فَهلْ مِن صَـــدى'؟
أجِبْ وَاستَجِبْ ياسَميعَ الدُعاءْ
فَكُـــلٌّ عَــــلَينا أَتى' وَاعــــتَدى'
أَجِـــبُ يا إلهـي فَأَنتَ المُجـيبْ
فَقَـــدْ طـــالَنا يا إلهـــــي الرَدى'
وَطـــالَ الشَـبابَ زُهورَ الحَــياةْ
إلَيهِـــــمْ أتى' وَبِهِــــمْ إبتَــــدى'
فَرُحــــماكَ رَبِّي بِشَـــعبٍ جَهولْ
يُسِـــيئُ وَفاهَهُ بِاسمِكْ شَــــدا
******


صفحه. 20.

الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
……… 
٢٠ ـ ( المدينة الفاضلة)
…..
وَتَعلَمونَ أنَّ إفلاطونَ كانَ يحلُمْ 
ويُخطِطْ
لِمدينةْ فاضِلةْ
حُكّامُها الفَلاسِفةْ
قَوامُها المُفاضَلةْ
لا حَربَ فيها لا قِتالاً
فَي سلامٍ ووِئامٍ
شَعبُها
لا يَعرِف المُنازَلةْ
ولا الوحوش الغائِلةْ
صِغارُها
كَبيرَةٌ عُقولَهمْ وَكامِلةْ
نِساؤها 
مُجتَهِداتٍ مُترَفاتٍ
ما بِهُنَّ سافِلةْ
يُحسِنَنْ المُعاملةْ
رِجالُها
هُمْ يَكدَحونَ في نشاطٍ
كَي تَقومَ العائِلةْ
على أساسٍ صالِحٍ
قَد كانَ مَحسوبَاً لَهُ
بِالمِسطَرةْ وَالمِنقَلةْ
لِتَصلُحَ المُجتَمعاتِ الهائِلةْ
عِندَ صلاحِ العائِلةْ
هَلْ تَعلمونَ حُلمَ إفلاطونَ 
قَدجاءَ بهِ إسلامُنا
وَقَوَّمَ الأعوجَ
ثُمَّ المائِلةْ؟
هَلْ تَعلَموا 
قُرآنَنا جاءَ بِهذا كُلَّهُ
ضِمنَ نُصوصٍ عادِلةْ؟
تَحمِلُ في طَيّاتِها
الحِوارُ وَالمُجادَلةْ
ما بَينَ أهلِ الحَقِّ وَالباطِلِ
فِي مُماطَلةْ
وَلَمْ تَزَلْ لِحينِنا
تُرهِقُنا المُنازَلةْ
وَلَمْ نُحَقِّقْ حُلمَ إفلاطَونَ
لَمْ نَحِلَّ المَسألةْ
وَدينُنا الحَقِّ بَقى' مُعَلَّقاً
لَمْ نُكمِلَ المُعادَلةْ
لِنَكسِبَ الصَلاحَ 
مِن صلاحِ العائِلةْ
******




******

هناك 17 تعليقًا:

  1. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال6 مايو 2023 في 12:37 ص

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٢١ ـ (رحيل الأم)
    ……
    أمي لَكَمْ يَرنو فُؤادِي وَمَسمَعي
    لِرَقِيقِ هَمسُكِ حَيثُ(يَهجَعُ)مَضجَعِي!
    أمي فَكَمْ تَرنِيمَةً أسمَعتِنِيها
    مِن رَقيقِ شَفاهِكِ
    قَد ذابَ فِيها القَلبُ
    سالَتْ أدمُعِي!
    أمي تَرَكتِينِا فَهَلْ مِن عِودِةٍ؟
    لَمْ تُخبِرِيني
    هَلْ إلَينا تَرجَعِي؟
    أمي عَلامَ عُزوفُكِ؟
    فِيماَ الصُدوُدُ؟فَإنَّكِ
    أنتِ الفُؤادُ وَتَسكُنينَ بِأضلُعِي
    أمّي خَيالُكِ داعَبَ خاطِري
    فَصَحا بِقَلبِي الشَوقُ
    يَصرَخُ إرجَعِي
    أمِّي صَدا صَوتِكِ يُحيينِي
    وَيُحيي طُفولَتي
    فَأعيشُ في ذِكراكِ هائم مُولَعِ
    أمِّي فَهلْ لَكِ مِن وِصالِ
    هَلُمِّي أمِّي أسرِعِي
    أو أُطلُبِينِي مِن مَقامِكِ فِي العُلى'
    كَي تَحضِنِينِي
    وَأنتِ فِي جِنانِكِ تَرَتَعِي
    ******

    ردحذف
  2. الأديبة د.تغريد طالب الأشبال6 مايو 2023 في 12:39 ص

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٢٢ ـ (يا كريم) معتقل ج١ ص٣٥
    ………
    يا كريمَ الوجهِ يا ربَّ السماءْ
    قَد صَحونا بعدَ موتٍ وزَوالٍ وفَناءْ
    وبُعِثنا من جديدٍ في صباحاتٍ
    على أرزاقِنا حَلَّ النَماءْ
    وبَدأنا العَيشَ في يومٍ جديدْ
    ونَسينا الأمسَ مِن دونِ حياءْ
    قد تَكَرَّمتَ علينا يا كريمَاً
    فأدَرنا لكَ ظَهراً بِجَفاءْ
    وتَلَطَّفتَ بِنا دونَ شُروطٍ
    فَتَصَوَّرنا بِأنّا نحنُ كُنّا اللُّطفاءْ
    وتجاوزتَ عن الذنبِ الصغيرِ
    فارتَكبنا الإثمَ جهراً وخفاءْ
    أفَتَقبلنا وتعفو يا عَفوَّاً؟
    أم سَتَجفونا فنبقى تُعَساءْ؟
    أنتَ ربُّ الصَفحِ إصفَحْ ياعظيمْ
    وتَجاوزْ عن خطايا الضُعفاءْ
    قد أتيناكَ وذا الوجهُ قبيحَاً
    مُعلِناً تَوبَتَهْ يا ذا السخاءْ
    بعدَ ما كانَ عنوداً مُستَبيحَاً
    كُلَّ عَيبٍ بِبَهاءٍ وسَخاءْ
    جاءَكَ اليومَ ذَليلاً مُستَكينَاً
    بِكَ ذا ربِّ فَما خابَ الرَجاءْ
    ******

    ردحذف
  3. االأديبة د. تغريد طالب الأشبال6 مايو 2023 في 12:42 ص

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٢٣ ـ (منظر يوم الحساب)
    …….    
    آهٍ على نَفسي مِن السَفَرِ الطويلْ  
     آهٍ على نَفسي مِن الزادِ القليلْ
    آهٍ على نَفسي إذا آنَ الأوانْ
    وَأراني مَكسوراً حَقيراً وذَليلْ
    آهٍ على نَفسي إذا جاءَ الحِسابْ
    ولِسانِي لِلمَلكينِ مَخذولٌ كَليلْ
    آهٍ إذا أمَراني أنشُرُ صَفحَتي
    آهٍ على نَفسي مِنَ الوِزرِ الثقيلْ
    آهٍ إذا جاءا بِسائقِ وشَهيدْ
    ليَقولاَ الحقَّ للرَبِّ الجَليلْ
    وَيحَ نَفسي حينَ أعضائِي تقولْ
     قدْ رَأينا وسَمِعنابِالدَليلْ
    حِينَها لا شئَ يَشفَعُ لا مَلاذْ
    غَيرَ خيرِ الزادِ والصَفحِ الجِميلْ
    ليسَ عِندي غيرَ ربِّي أستَجيرْ
    فيهِ،والقرآنْ هوَ سِفرِي الأصيلْ
    فَأنا عَبدُكَ يا رَبَّ العِبادْ
    إنْ تُعَذِّبني ـ وهذا مُستَحيلْ ـ
    أَستَجِرْ فيكَ أَجِرني يا رَحيمْ
    وَأُناديكَ أنا زادي قَليلْ
    ها أنا جِئتُكَ فَردٌ في انقِيادْ
    وَبِجَهلي كُنتُ لا أنوي الرَحيلْ
    كُنتُ في الدُنيا سَعيدٌ وَعَنيدْ
    وأنا اليومَ تَعيسٌ وَنَحيلْ
     يا إلهِي حُسنُ ظَنِّي بِكَ فاقْ
     هَولَ هذا اليَومُ يا رَبِّ المُنيلْ
    ******

    ردحذف
  4. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال6 مايو 2023 في 12:46 ص

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …… ..
    ٢٤ ـ (ما الحرية؟) الفكرة مستوحاة من رائعة الشاعر المبدع أحمد مطر
    ………………
    كُنتُ بِمَحفِلْ
    وَسَمِعتُ بِأسمِ الحُرِّيةْ
    ما الحُرِّيةْ؟
    ما فَحواها؟
    ماذا تَعني لِلبَشَرِيةْ؟
    هَلْ هِيَ (ديكَورُ)منازِلِنا؟
    أَمْ هِيَ أشياءٌ شخصيّةْ؟
    أَمْ في الأسواقِ سَنَلقاها؟
    هيَ أجهِزَةٌ نَستَورِدُها! 
    أَمْ هيَ أمراضٌ عضّوِيةْ؟
    في المَحفِلِ صِرتُ أُراقِبُهُمْ
    فَرداً فَرداً
    عَلِّي ألمَحُ في أعينهِمْ
    معنىً أو رسمَ الحُرّيةْ
    حاوَلتُ مِراراً أسألُهُمْ
    لكِنْ خِفتُ المَسؤولِيةْ
    هُمْ مَشغولونَ بِمَحفِلِهِمْ
    في تَصفيقٍ وبِتَشجيعٍ
    وَبِتَلويحاتٍ جَسَدِيَّةْ
    قَرَّرتُ أخيراً أسألَهُمْ
    كَي أُرضي الرَغبةْ النَفسيّةْ
    قُربيْ قَدْ مَرَّتْ سَيّدَةٌ
    :سيدتي! أينَ الحُرِّيةْ
    رَمَقَتنِي وَقالَتْ في حَنَكٍ:
    قُلْ أينَ الدِيمُقراطيةْ؟
    يا وَلَدِي تِلكَ عِباراتٌ
    لا نُدرِكُها هِيَ سِرِّيةْ
    وأشاحَتْ عَنِّي ناظِرَها
    تَرَكَتنِي وَسارَتْ بِرَوِيّةْ
    مَرَّ بِقُربِي رَجُلٌ أشْيَبْ
    وَعَلَيهِ وِقارُ العِلمِيّةْ
    :يا أُستاذِي! 
    أَتَسمَحُ؟ لُطفَاً
    عِندِّيْ أسئِلَةٍ غَيبِيّةْ
    قالَ :تَفَضَّلْ.. لا تَتَوَغَّلْ
    قُلتُ: أَتَعرِفُ ما الحُرِّيةْ
    قالَ: الحُرِّيَةَ في المَعنى
    أنْ تَكسِرَ قَيدَ الدونِيةْ
    تَتَحَرَرَ مِن كُلِ ضُغوطٍ
    تَأسَرُ أفكارَ البَشَرِيّةْ
    لكِنْ! في عالمِنا هذا
    هِيَ أفكارٌ ماسونِيّةْ
    هِيَ تَبنِي صَرحَ الدُونِيّةْ
    وَتُثَقِّفْ لِعُرِيِّ الفِكرِ
    وَتُعَرِّيْ الهَيئةْ البَشَرِيّةْ
    قُلتُ لَهُ: هذا مَعناها؟
    قالَ: نَعَمْ وَرَمى بِتَحِيّةْ
    قُلتُ: سَأَبحَثُ عَنْ قانُونِيّ
    لُيُجيبَني في مِصداقِيّةْ
    حَضرَتُكُمْ قاضِي؟:
    فَقالَ: نَعَمْ
    لِمَ تسألْ؟هَلْ تُخفِي قَضِيّةْ
    :لا لا.. أَسأَلُ مِن حَضرَتِكُمْ
    عَن مُفرَدَةٍ تارِيخيةْ
    لا أعرِفُ مَعناها حَقَّاً
    فَسِّرْ لِي مَعنىَ الحُرِّيةْ
    قَالَ: الحُرِّيةَ أنْ تَبقى
    خارِجَ أسوارِ السِلبيةْ
    أنْ لا تَبقى في زَنزَنَةٍ
    قَيدَ الأحكامِ القُسرِيّةْ
    وَاسمَحْلي فَإنِّي في عَجَلٍ
    في حُكمِ ظروفي المِهَنيَّةْ
    وأَنا مَشغولٌ في بَحثِي
    راوَدَني الشَّكُ بِشَخصِيّةْ
    أَتَذَكَّرُهُ مُنذُ زَمانٍ
    يَرتَدِي بَزَّةَ زَيتونِيّةْ
    فَهَرَعْتُ إلَيهِ لِأَسأَلَهُ
    عَن ما تَعنِيهِ الحُرِّيةْ
    بادَرَنِي :صُهْ لا تَسأَلَنِي
    إجراءاتِي هِيَ أَمنِيّةْ
    والحُرِّيَةَ لا يَعرِفُها
    إلّا أبناءُ البَعثِيّةْ
    حَكّْرٌ لِلحُكامِ ولكِنْ
    تَجهَلَها الطَبَقةْ الشَعبِيّةْ
    عَجَبي! مَنْ أخبَرَهُ عَنِّي؟
    يَعرِفُ أسراري المَخفِيَّةْ
    عُدّتُ لِأدراجِي وسُؤالِي
    يُشعِرُنِي بِالمَأساوِيّةْ
    ذاكَ طَبيبٌ… فَسَأَسأَلَهُ
    عَن ما تُخفِيهِ الحُرِّيةْ
    قالَ: وَمِبضَعَهُ في يَدِهِ
    إدفَعْ لِي ثَمَنَ الكَشّفِيّةْ
    فَدَفَعتُ وإنّي مُقتَنِعٌ
    لا يَنتَمي لِلإنسانِيّةْ
    قالَ: الحُرِّيةْ بِمَفهومِي
    إجراءاتٌ تَعويضِيّةْ
    يا وَلَدِي هِيَ تَرقِيعاتٌ
    كالإسعافاتِ الفَورِيّةْ
    فَأَخَذتُ بِبَعضِّي مِن كُلِّي
    لِأسألَ أهلَ العُلمانِيّةْ
    فَأجابوا :هِيَ أنْ تَتَحَرَّرَ
    مِن سُلطانِ الرَبّانِيّةْ
    تَكفُرْ بِالّلهِ وَسُلطَتِهِ
    كَي تَبقى قَيّدَ الوَثَنِيّةْ
    طَأطَأةُ بِرَأسِي فَهدانِي
    عَقلِي لِلطَبَقةْ الدِينِيّةْ
    :يا مَولانا لُطفَاً قُلّْ لِي
    ما الأحرارُ وماَ الحُرّيةْ
    هَلْ مِن مَعنىً تُسفِرُ عَنّهُ
    غَيرَ الأفكارِ الرِجّعِيةْ
    قالَ بِصَوتٍ يُشبِهُ صَمّتٍ
    وَبِأَفكارٍ عَقلانِيّةْ
    أَوجَزَ لي ما قَد أرهَقَنِي
    أوجَزَ لِي مَعنىَ الحُرِّيةْ
    قالَ بِهَمسٍ أعظَمَ دَرسٍ:
    [ لا تَبقى عَبداً للدُنيا
    فَالآخِرةْ دارٌ أَبَدِيّةْ]
    ******

    ردحذف
  5. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال6 مايو 2023 في 12:47 ص

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………… .
    ٢٥ ـ (طفح الكيل)
    ………………………………. 
    لا تلوموني إذا الكيلُ طَفحْ
    و إذا ما بَلَغَ السيلُ الزُبى'
    فَعَلى' الغَربِ الجميعُ إنفَتَحْ
    وغدا إسلامُنا مُغتَرِبا
    ومَبادي الدينِ ضاعتْ وانذَبَحْ
    كلُّ دستورٍ وعُدَّ مُذنِبا
    ومفاهيمُ الحياةِ تُستَبَحْ
    ومقاييسُ الرجالِ تُقلَبا
    وكبيرُ السنِ ساءَ ما انصَلَحْ
    وبراءاتُ الصغارِ تُسلبا
    تَرَكَ المِثلَينِ في القَلبِ تَرَحْ
    فَـ(يُزَفَّا)كَعَريسينِ الصِبا
    والحياءُ فِي النِساءِ يُنتّكَحْ
    وغدا العِريُّ لَهُنَّ مَطلَبا
    وغدا الزوجُ دَيوثاً وانشَرَحْ
    وانتَشا بِالعِهرِ صارَ مُطرِبا
    وأبو البِنتِ لِفِسقِها صَدَحْ
    وغدا يَعجُبَهُ خَلعَ العَبا
    وتَرى' أُمُّهاَ تُغدِقْ بِالمِنَحْ
    تَكشِفُ الصَدرَ تُزِدهُ ذَهَبا
    وأخوها بِإباءٍ ما قَدَحْ
    ماتَتْ الغِيرةُ والعِزُّ خَبا
    بِهُمُ البِنتَ سِلوكُها انجَرَحْ
    لِسقوطِ البِنتِ صاروا سَببا
    أيُّ ضَيمٌ باتَ في القَلبِ انكَبَحْ
    مِن جَحاجِيحِ عقولٍ تُسلَبا
    طَفحَ الكَيلُ وقَلبي قَد جَمَحَ
    لِزُبى' السيلِ يُزِدهُ عَتَبا
    ******

    ردحذف
  6. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    عادت بي الذاكرة الى العام ١٩٩٢
    ٢٦ ـ (صداقة)
    ….
    في رَواقِ الجامعةْ
    كنتُ أجلسْ
    بينَ سوسنْ وخلودْ
    كمْ تشاكَسنا،تعارَكنا
    ضحِكنا وتشاوَرنا
    بهمسٍ وشرودْ
    كم تجاذبنا لأطرافِ حديثٍ
    شَيّقٍ سَلسٍ ودودْ
    كم تقاسمنا الصداقةْ
    كم تعاهدنا عهودْ
    كم تواعدنا بمقهى الجامعةْ
    نشربُ الشايَ
    فما أحلى الوعودْ
    اجتمعنا بأخاءٍ
    ما عَرَفنا ما الحدودْ
    جئتُ من وسَطِ العراقْ
    ما عرفتُ الحقدَ او معنى الصدودْ
    سوسنُ الأخرى أتتْ
    عابِرةً يافا وحيفا
    هِيَ في الأصلِ تعودْ
    لِفِلسطينِ الجِدودْ
    وخلودْ
    من صلاحِ الدينِ جاءتْ
    تتحدى التبعياتِ بعزمٍ
    بِثَباتٍ وصمودْ
    فتجانَسنا بصدقٍ وانصهرنا
    لم يُصِبنا أي صَدٍّ أو جمودْ
    وَمَضَتْ مِن عُمرِنا أربعُ أعوامٍ قِصارٍ
    فتخرجنا وَتُهنا
    وَانشَغَلنا وَنَسَينا
    وتفارَقنا
    وصرنا في ركودْ
    لم نَعُدْ نرعى العهودْ
    دارتْ الأيامُ
    والأحوالُ دارتْ
    وتباعَدنا وما صرنا نعودْ
    فرَّقتْ ما بيننا الأطيافُ
    قامَتْ
    بيننا كلُّ السدودْ
    إبتَعَدنا
    لَم تصِلْ أخبارهنْ لي
    وأنا أخبارِي ضاعَتْ
    بَينَ حَربٍ وَجنودْ
    بَينَ نارٍ وَوقودْ
    إبتَعَدنا ما تَلاقَينا بَتاتَاً
    لم أعدْ ما بينَ سوسنْ وخُلودْ
    ******

    ردحذف
  7. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ………
    ٢٧ ـ (غَزَل من نوع آخر)
    ……… ..
    ليسَ من عاداتِ شِعرِي
    إنَّني فيهِ أُغازلْ
    وأنا اليومَ بِشوقٍ سَأُجازِفْ
    وأُغازُلْ
    سأغازِلْ كلَّ شِبرٍ في بِلادي
    صارَ بَوراً صارَ قاحلْ
    سأغازلْ
    صرخةَ المظلومِ 
    في قعرِ المنازلْ
    لوعةَ الجوعانِ فُقراً
    حينَ يَرنو لِلمَآكِلْ
    لهفةَ الأيتامِ قَهراً
    لأبٍ قدْ كانَ عائِلْ
    سأغازِلْ
    لوعةَ الشُبّانِ شَوقاً
    لِلمَكائنْ.. للمعاملْ
    حَسرَةَ الخرِّيجِ صَمتاً
    يَحمِلُ العِلمَ ولكِنَّهُ عاطِلْ
    سأغازِلْ
    ذلِكَ الشعبَ المُناضِلْ
    سائِراً للخَلفِ
    قَهرَاً صِيرَ جاهِلْ
    سأغازلْ
    طلقةَ الجُندِيِّ من حَدِّ بِلادي
    تَدفَعُ الأعداءَ
    في قَعرِ المَزابِلْ
    وتَرِدُّ الكَيدَ كَيدينِ
    فَكانتْ هيَ حُبلى بِالقَنابِلْ
    سأغازِلْ
    ذلكَ الحقُّ الذي قدْ كانَ حُرّاً
    قادِراً يُزهِقُ الباطِلْ
    والذي أضحى عَليلاً
    صوتُهُ مَكتومُ
    صارَ الحَقُّ مائِلْ
    لا يُحاوِرْ لا يُناقِشْ لا يُجادِلْ
    قَدْ غَدا الحَقُّ أسيرَاً
    وَبِهِ يَعبَثُ الباطِلْ
    ******

    ردحذف
  8. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ………………
    ٢٨ ـ (قفي بغداد) 
    ……………
    هُنا بَغدادْ
    هُنا مِن مَوطِنِ الأجدادْ
    حَضارَتُنا هُنا كانَتْ
    ولا زالَتْ
    تُعيدُ المَجدَ لِلأحفادْ
    مَعارِكُ صَبرِنا دارَتْ
    هُنا في مَربِضِ الأمجادْ
    رَحىَ الأعداءِ تَطحَنُنا
    وَتَذرِينا هَشيمُ رَمادْ
    فَيُطفِي الذَرُّ أعيُنَهُمْ
    وَيَفقَؤها بِلا أعوادْ
    خُطىَ الأحقادِ تَسحَقُنا
    فَنَردَعُ تِلكُمُ الأحقادْ
    هُنا قَدْ كانَ مَوطِنُنا
    وَسادَ بِمَحضِرِ الأسيادْ
    إلى أنْ جاءَ تَأرِيخٌ
    هَزِيلٌ ما لَهُ أوتادْ
    وَشَوِّهَ صُورَةَ الماضِي
    وَزَوَّرَ سِيرَةَ الرُّوادْ
    وَمِن أعمالِهِ كانَتْ
    مَذابِحُ طالَتْ الأطوادْ
    دِماءٌ حُرَّةٌ سالَتْ
    لِتَروِيَ خائِناً مُنقادْ
    زُهورٌ حِلوَةٌ طاحَتْ
    عَلى' غَبرائِنا ماتَتْ
    لِيَحيا ذلِكَ الجَلّادْ
    نُفوطٌ جَمَّةٌ طارَتْ
    بِلا رِيشٍ وَلا مِيعادْ
    وحوشٌ حُرَّةٌ صارَتْ
    بِرَغمِ السِجنِ وَالأصفادْ
    تَجوبُ دُروبَ مَوطِنِنا
    بِلا شَرطٍ ولا مِرصادْ
    وَتَسرَحُ في أراضِينا
    تَجوبُ الوادِي تِلوَ الوادْ
    قِفِي بَغدادْ
    هُنا 
    وَاستَرجِعي الماضِي
    فَماضِينا بِكِ يَنعادْ
    قِفِي بَغدادْ
    هُنا
    وَاستَصرِخي الشَطآنْ
    تَفيضُ، تَثورُ دونَ عَتادَ
    قِفِي بَغدادْ
    ثَباتُكِ يَعني عَودَتَنا
    وَعَودَتُنا بِلا مِيعادْ
    قِفِي وَاستَنهِضِي الأحرارْ
    نهوضَاً ليسَ بِالأعدادْ
    قِفِي وَاستَدعِي فُرسانَاً
    فَفارِسُكِ بِدونِ جَوادْ
    فَصَبرَاً  جَنَّةَ الدُنيا
    فَصَبرَاً وَانهَضِي بَغدادْ
    ******

    ردحذف
  9. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٢٩ ـ (لسان حال شاعر حق)
    ……
    أنشُرُ الشِعرَ و يَعلونِي يَقينْ
    إنَّهُ فيهِ لِمَنْ شاءَ أملْ
    فأُناقِشْ فيهِ زَلّاتِ الشَبابْ
    ومَصيرَ الجيلِ رَغدَاً في الوَحَلْ
    وخطايا التائهينَ في السَرابْ
    ضاربينَ الدينَ عَرْضَاً بِمَلَلْ
    ثمَ يأتيني بيانٌ مُحتواهْ
    يُثقِلُ الكاهِلَ يَأسَاً وَعِلَلْ: 
    :(شِعرُكِ المَنشورُ هذا
    إنتِهاكٌ للظَلامْ وانتِهاكٌ للزَلَلْ
    وانتهاكٌ لليهودْ ولِكُلِّ مَن قَتَلْ
    وعَليهِ شِعرُكِ هذا يُزالْ
    وسَيَهمَلْ معَ ما كانَ هُمِلْ) 
    :سَيدي هذا مُحالْ
    هوَ دورُ الشِعرِ إيضاحُ الخَللْ
    هلْ أتى' الشِعرُ بِليلى وبِقَيسْ؟
    أمْ أتى الشِعرُ بتَوصيفِ الجَمَلْ؟
    أمْ أتى مَدحَاً بأصحابِ النفوذْ؟
    أمْ أتى' حَصراً لترويجِ الغَزَلْ؟
    سَيدي هذا مُحالْ
    فكِتابُ اللهِ شِعرٌ
    وبهِ الدِينُ اكتَمَلْ
    عالَجَتْ آياتُهُ كُلَّ الأمورْ
    من كبيرٍ وصغيرٍ
    عالجَتْ كُلَّ القضايا والعِلَلْ
    عالَجَتْ وضعَ الحروبِ والسَلامْ
    عالجَتْ نَفساًّ
    وما البَطنُ حَمَلْ
    عالجَتْ كَونَاً وأفلاكٌ تَدورْ
    دَرَسَتْ حتى' الذُبابَ والنَمِلْ
    عالَجَتْ حتى' بَعوضاً ما عَلَيهْ
    قَهَرَتْ فيهِ غَباءَ مَن جَهَلْ
    لا تُقَيّدنِي أخِي فيما تُريدْ
    فَبِفِكري يَكمُنُ الكَونُ
    وآهاتُ المِلَلْ
    وبهِ يكمُنُ تَشخيصُ الصِراعْ
    الَّذي أحيا قُروحاً
    والَّذي أدما قُلوباً وُمُقَلْ
    وبهِ تَكمُنُ آلافُ الحِلولْ
    لِخروقٍ أوقَعتنا في مَتاهاتِ الحِيَلْ
    سَيدي الكُلُّ بِفكرِي مُستَباحْ
    ومُباحٌ ومُتاحٌ 
    لِلنِقاشِ لا الشَلَلْ
    لا تُقَيدنِي بِمفهومِ السَلامْ
    وتُصَوِّرْ شِعرِي حَربٌ 
    وَعلى' السِلمِ نَزَلْ
    لا تُصَوِّرنِي كَمُجرِمْ يَستَبيحْ
    عالمَ السِلْمِ، ويَهوى' لِلقَتِلْ
    وَتُداري فِعلَةَ الجاني الصَريحْ
    الّذي أرهَبَ في الخَلقِ
    بِدونِ مُعتَقَلْ
    أنَا سِلمٌ وَسلامٌ وَوِئامْ
    وعلى' التَطبيعِ زِلزالٌ نَزَلْ
    لا أُبالِي بِالَّذي يَخشَ قَصيدي
    لا أُبالي بالَّذي
    مِن مَنطِقي صارَ وَجِلْ
    فبِأشعارِي أضَعْ كُلَّ الحِلولْ
    أتبَعُ الحَقَّ وَلا يَومَاً أمَلّْ
    وعلى' الباطِلِ كَالمَوتِ الزُؤامْ
    كَلِماتِي تَهوِي مِن دونِ وَجَلْ
    فأنا فِكريَ حُرٌّ وصَريحْ
    وعَن التَبَعيةِ الهَوجاءِ
    مُذْ كانَ استَقَلْ
    ******

    ردحذف
  10. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٣٠ ـ (قطار العمر)
    …………………
    أيُّها العُمرُ تَمَهَّلْ
    وَتَمَهَّلْ يا قِطارْ 
    مُذْ خُلِقْنا مُذُ ولِدنا
    مُنذُ أنْ كُنّاصِغارْ                   
    عَيشُنا مُرٌّكَئيبٌ
    بَينَ مَوتٍ وَحِصارْ                   
    بَينَ آهاتِ عَذابٍ
    بينَ قَصفٍ وَدَمارْ                 
    بَينَ جَزرٍ بينَ مَدٍّ
    بَينَ خَوفٍ وانكِسارْ                 
    ما رَأَينا يَومَ سَعدٍ
    بينَ لَيّلٍ و نَهارْ                      
    فَلِما يا عُمرُ تَجري
    في دَهاليزِ المَدارْ؟               
    دَعْ لَنا شَيئاً قَليلاً
    مِنْ سِنينٍ للحِوارْ                   
    لِيُعاتِبَ كُلُّ فَردٍ
    نَفسَهُ(أينَ الفِرارْ) ؟                    
    كَيفَ ذاكَ العُمرُ وَلَّى
    كَيفَ قَدْ جالَ ودارْ؟             
    كَيفَ؟لا زاداً قَليلاً،
    لا كَثيراً ،لا اعتِبارْ                    
    ما بَنَينا دارَ دُنيا..
    لِغَدٍ لَمْ نَبنِ دارْ                      
    قَدْ قَضَيناكَ جَحيمَاً،
    وَغَدَاً نَأوِي لِنارْ؟                  
    إنتَظِرْ لا تَستَبِقنا
    دَعْ لَنا شأنَ الخَيارْ                   
    بَينَ دُنيا بِنَعيمٍ
    أو نَنَلْ حُسنَ القَرارْ
    *****

    ردحذف
  11. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٣١ ـ ( الموت هدية)
    ………………… .
    يا يَومُ تِلكَ الَّليلَة المُبارَكةْ
    يُومٌ عَظيمٌ كُلُّنا سَنُدرِكَهْ
    خُطَّ عَلَينا المَوتَ حَقَّاً إنَّهُ
    هَدِيةُ الَّلهِ لِمَنْ سَيَسلُكَهْ
    يَفوزُ مَن قَضى' حَياتَهُ وَلَمْ
    يَسلِكُ سُوءاً أو دُروباً شائِكةْ
    وَيَتَّبِعْ كُلَّ يَقينٍ مُوقِنَاً
    لِلحَقِّ دَرباً لا يَضيعُ سالِكهْ
    ولا يَخافُ مِنْ عقوباتٌ تَليْ
    البَرزَخَ وَالوقوفُ وَقفَاً يُنهِكَهْ
    فَيَمتَطي حَدَّ السِراطِ راضِيَاً
    مِن دونِ أن يَخشى سقوطَاً يُربِكهْ
    قولوا هَنيئاً لِلَّذي قَد نالَها
    مِيتَةَ سَعدٍ فَالجِنانُ مُتَّكَاْ
    بِحَضرَةِ الرسولِ يَبقى هانِئٌ
    ما دامَ في الدُنيا صَحيحٌ مَسلَكهْ
    فَلا اعتَراهُ بَطَراً في عَيشِهِ
    ولا اشتَكى مِمّا سِواهُ إشتَكَ
    ولا جَرى وَراءَ ما ليسَ لَهُ
    ولا شَخصٌ بِفِعلِهِ يَوماً بَكىَ
    ******

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٣٢ ـ (العاقبة للمتقين)
    ……
    تَقَوقَعَ الحَقُّ وَ فِي قُمقُمْ غَفا
    مِن فِعلِ جُلَّ الخَلقِ يَبدو آسِفا
    أوهَنَهُ الفِعلُ البَذِئُ هانَهُ 
    فَظَلَّ فِي سُباتِهِ مُعتَكِفا
    وَنامَ ما قامَ ولا رُحنا لَهُ
    ماضٍ غَدا وَدَهرُنا لَهُ عَفا
    والكُلُّ مِن سُباتِه قَد اشتَكى
    والكُلُ يَبدو خائفاً مُرتَجِفا
    يَخشَونَ في غِيابِهِ مِن سَطوَةٍ
    لِلباطلِ المَلعونِ كُلٌّ خائِفا
    فَاستَفحَلَ الباطِلُ فِي غِيابِهِ
    وَقَد بَدا فِي ظُلمِهِ لا مُنصِفا
    جارَ عَلَينا وَرَمانا مِنْ عُلا
    قامَ عَلَينا ذابِحَاً مِنَ القَفا
    خَيَّبَها آمالَنا وَ غالَنا
    صاحَ بِصَوتٍ قائِلاً مُعتَرِفا: 
    (لَنْ يَنجو مِنِّي كُلُّ ذي شَمائِلٍ)
    (وَأَمقُتُ الحَقَّ أراهُ مُقرِفا)
    (إنِّي إلى الحَقِّ عَدوٌّ دائِمٌ)
    (وَإنِّي من أنصارِهِ مُستَنكِفا)
    (هَيَّاَ استَعِدّوا إنَّنِي غائِلَكُمْ
    فِي يَومِ سَعدٍ دَهرِي لِي بِهِ صَفا) 
    وَقَبلَ ما الحَقُّ يَفِقْ مِن نَومِهِ
    قامَ لَهُ الباطِلُ فِيهِ هاتِفا: 
    (لَن تَصحوْ مِن نَومِكَ هذا أبَدَاً)
    (فسَوفَ أُرديكَ قَتيلاً في الخَفا)
    ثمَّ ابتَدا يَحفُرُ في مِعوَلِهِ
    جُبَّاً عَظيمَاً ثُمَّ في الجُبِّ هَفا
    هذا مَصيرُ الباطِلِ الَّذي لَنا
    خَطَّطَ دَهرَاً وَبِلَحظٍ إنكَفا
    فالباطِلُ المَلعونُ يحيا جَولةً
    يقضيها تَدليسَاً وَعَيشَاً زائفا
    وَدَولةُ الحَقِّ وَإنْ قَد أُخفِيَتْ
    تَبقَ مَدى الدَهرِ ظِلالاً وارِفا
    ******

    الأديبة د.تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٣٣ ـ (مصر العروبة)
    …………………
    أم الدُنا مصرُ العروبةِ خالِدٌ
    فيها التراثُ،لها الحضارةُ شاهِدُ
    فيها الفراعِنَةْ أسَّسوا أهرامَها،
    فبَدَتْ لنا صرحٌ عظيمٌ خالِدُ
    أسطورةٌ،ليستْ قبورٌ إنَّما
    أسطورةٌ عُظمى وفيها شَواهِدُ
    تحكي خفايا الكونِ مُنذُ وجودِهِ
    وطلاسِمٌ فيها بِها تَتَفَرَّدُ
    تَحكي لَنا أحداثَ أعظمَ دولَةٍ
    أبطالُها وجُنودُها قدْ أُبعِدوا
    فلأنَّهُمْ أهُل الحقيقِةِ طالهُمْ
    قتلٌ وتشريدٌ بسيفٍ جاحِدُ
    ولهُمْ عيونُ الكونِ باتَت تنتَظِرْ
    كَي يُبعِدوا الدَجالَ إن حانَ الغَدُ
    كي يَبسِطوا السِلمَ الذي قد شاءهُ
    ربُّ السماواتِ الإلهُ الأوحَدْ
    ََسَلْهُ أبا هَولٍ إذا ما ُزرتَهُ
    ِلَِم قد قضى عُمراً طويلاً راقِدُ؟
    ماذا يُخبِئُ تحتهُ؟قد هالَنا
    ما قد عَرِفنا من نصوصٍ تُسرَدُ
    سِرُّ الوِجودِ ولُغزُهُ في أرضِها
    مَصرُ العَراقَةِ ذِكرُها يُتَمَجَّدُ
    ******

    ردحذف
  12. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٣٤ ـ (المنفى)
    ……… 
    من المَنفى
    تصيحُ الأرضُ وا أَسفا
    وتَنتفِضُ
    وصوتُ اللهِ يعترِضُ
    على آدم وحواءِ
    من الألفِ إلى الياءِ
    يُريدَهُمُ
    فينهَزِموا
    ويستاءوا
    إذا ما نادى مُعتَرِفا: 
    ( فَإِنِّي قَرِيبٌ
     ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ)١٨٦/البقرة
     ‏إذا ما عَبدي ناداني
     ‏ولَو للإثمِ مُقتَرِفا
     ‏ويَمتَعِظوا
     ‏إذا ناداهُمُ اتَّعِظوا
     ‏(اتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)١٩٧/البقرة 
     ‏ويَزدادوا
     ‏جُحوداً كُلَّما سادُوا
     ‏ويَبتَعِدوا
     ‏إذا ما رَبّّهم رإِفا ‏
     ‏(لِيُخْرِجَكُمْ 
     ‏مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ 
     ‏وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ)٩/الحديد
     ‏فَتَبَّاً أنتَ إنسانا
     ‏تُجازِي اللهَ عِصيانا
     ‏فَتُرغِمَهُ على الغَضَبِ
     ‏بِفِعلِكَ قِلَّةَ الأدَبِ
     ‏وداؤكَ هذا لا يَشفى
     ‏فَقُمْ وانظُرْ 
     ‏لِحالِ الأرضِ واستَغفِرْ
     ‏وكُنْ يَقِظاً
     ‏بِهذا الدّاءُ مُتَّعِظاً
     ‏وللرَحمنِ كُنْ أَسِفا
    ******

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٣٥ ـ (لسان حال يتيم)
    ……… ..
    رحل الحبيب ومالي فيه طاقةً
    هذا الفراق فإنه قَتّالي
    رحل الحبيب وما لهُ من ملتقى
    بعد الفراق تقطَّعتْ أوصالي
    في كل يوم كم أتيهُ بغربتي؟
    يا غربتي للسعدِ لا تغتالي
    في كل يوم كم أودُّ لقاءَهُ؟
    ولقاءَهُ ضربٌ من الآمالِ
    في كل يومٍ والدموع تماطرتْ
    كتماطرِ الأرواحِ في الآجالِ
    من بعدِ ما غابَ الحبيبُ تفتتتْ
    وتفتقتْ مُهَجٌ لنا في الحالِ
    ذابتْ قلوبٌ قد تغيرَ حالها
    وتغيرتْ في موتهِ أحوالي
    أبي يا أبي كم كنتُ فيكَ كبيرةً
    ومُهابَةً لا يُستطالُ خيالي
    أبي يا أبي كم كنتُ فيكَ أميرةً
    أسمو بإسمِكَ يا أبي بتعالي
    لِمَ يا أبي ودَّعتنا في غفلةٍ
    ورحلتَ عنّا للقديرِ العالي؟
    لِمَ يا أبي ودَّعتنا وتركتنا؟
    قد كنتَ فخري يا حبيبي الغالي
    لم يا أبي سلَّمتنا للعادياتِ وكُلُّنا
    طفلٌ صغيرٌ ليس بالحَمّالِ
    لِمَ يا أبي سلَّمتنا وتركتنا
    للنائباتِ وتِلكُمُ الأهوالِ
    جارتْ علينا يا أبي بلئامها
    وحثالةٌ تَقضي على الآمالِ
    وَدَّعتَ ما أودَعَتَ فِلذَةَ كبدِكم
    بِيَدٍ أمينةَ ترعَ للأطفالِ
    فتركتنا نهباً لَهُمْ ولسَطوِهِم
    فطَغوا علينا ثُلَّةَ الأنذالِ
    ******

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٣٦ ـ (كل يومٍ عاشوراء وكل أرضٍ كربلاء)
    …………………………
    سَيِّدِي 
    إنيّ مُتَيَّمُ مُذْ عَرَفتكْ 
    ما تَرَكتَكْ
    مُذْ صَرخَتي الأولى
    سَمِعتُكَ ما رَأيتَكْ
    بِحَليبِ أُمي كُنتَ تَأتيني يَقيناً
    ما نَكَرتَكْ
    وَأرى تَصَبُّرَكَ المُخَضَّبَ بِالدِماءِ
    فَكَمْ بَكَيتَكْ
    وَتَظُنُّ أُمِّي إنَّني جَوعى
    ولا تَدرِي عَشِقتَكْ
    سَيدي
    خُذها يَدِي 
    إنِّي تَبَعتُكَ واتَّبَعّتَكْ
    بَيدَ تَقصِيري أذَلَّني
    ما استَطَعتَكْ
    رَغمَ إسرافِي عَلى نَفسِي 
    أطَعتَكْ
    هْلْ خَذَلتَكْ؟
    صَوتُكَ المَدّْوِيُّ في أعماقِنا
    هَلْ كانَ صَوتكْ؟
    بَلسَمٌ هذا النِداءُ
    فَيا حُسَينُ أراكَ وَحدَكْ
    أينَ رَهطَكْ؟
    أينَ وِلدَكْ؟
    ماتَ عَنكَ الأهلُ وَالخِلّانُ
    لا تَمضِي
    رُوَيدَكْ
    إنتَظِرنا نَحنُ جِيلٌ بَعدَ جِيلٍ
    نُحييّ إسمَكْ
    لا تَمُتْ يا سَيدي
    نَحيا بِإسمَكْ
    إنتَظِرنا
    إنتَظَرناكَ دُهُورَاً
    رَهنَ وَعدَكْ
    وَنَصَرناكَ إمامَاً
    نَرعَىَ عَهدَكْ
    ما تَرَكناكَ وَلكِنْ
    رَغمَ عَنّا كانَ ذَبحَكْ
    كانَ مَوتَكْ
    كانَ بُعدَكْ
    ******

    ردحذف
  13. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٣٧ ـ (قبلة الاسلام)
    ……..
    يا قِبلةَ الإسلامِ أنتِ المَقصَدُ
    وَبِنِيَّتِي زَحفَاً أجيئُكِ وَافِدُ
    لا الحالُ يُسعِفُني لآتيَ راكِباً
    وأنينُ آلامي بِعَظميَ يَرقُد
    قَد شابَ رَأسِي وَالعُيونُ بِها عَمَىً
    وَالقَلبُ عالِقَ في مَقامِ مُحَمَّدُ
    تدرين أنّي في هواكِ مُسَهَّدُ
    يا قِبلَةَ الإسلامِ طالَ المَوعِدُ
    ياقِبلَةَ الإسلامِ هَلْ مِن ملتقىً؟
    طالَ الزَمانُ متى أطوفُ وَأُسعَدُ؟
    ومَتى سَألثِمُ ذلكَ الحَجرَ الذي
    أضحى بِآثامِ الخَليقةِ أسوَدُ؟
    ومتى بِهِ أرمي ذنوبي كُلَّها؟
    لِأصيرَ إنساناً جَديداً يُولَدُ
    حَتّى أُعاهِدُ خالِقي بِخَبيئَتي
    وهوَ العَليمُ بِما يُخَبِئُ عابِدُ
    ياقِبلَةَ الإسلامِ قَد طالَ المَدى
    وأنا حقيرٌ تائهٌ مُتَشَرِّدُ
    أرجو الأمانَ بِلَثمِكِ كي أهتَدي
    فالخَلقُ في أحضانِكِ هُمْ يَهتَدوا
    يا قِبلَةَ الإسلامِ يا حُلُمَ الوَرى'
    حُلُمِي أموتُ و في تُرابِكِ أُلحَدُ
    ******


    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٣٨ ـ (الإسلام يحتضر)
    …………… .
    يا رَسولَ الّلهِ بَرّدَاً
    يا حَبيبَ الّلهِ بَرّدَاً وَسَلامْ
    دِينُكَ المَبعوثُ فيهِ
    مالَ مِنْ بَعدِ إكتمالٍ واسْتِقامْ
    دِينُكَ المَبعوثُ فيهِ
    يا رَسولَ الّلهِ قَدْ نالَ انتِقامْ
    صارَ لَعّقَاً نالَ سَحّقَاً
    بَينَ شُبهاتٍ وَحِلٍّ وَحَرامْ
    دِينُكَ الإسلامُ أَمسى
    في رِكودٍ وَجَفا عَنهُ الوِئامْ
    إنَّهُ يَحتاجُ نَصراً
    وغَدا النَصرُ لَهُ مِسْكُ الخِتامْ
    يَدخلونَ الناسُ فيهِ
    زُمَرَاً ،أفواجَ ،وعداً ذا الكلامْ
    مِن لَدُنْ رَبٍّ كريمٍ
    في كِتابِ الّلهِ مِن رَبِّ الأنامْ
    سَيكونُ النَصرُ زَحفاً
    هوَ زَحفُ الحَقِّ يَجتاحُ الحَرامْ
    مِثلَ سَيلِ العَرْمِ لكنْ
    كُلُّ سِيلٍ هوَ يَأتي بِالحُطامْ
    يَقلَعُ الأخضرَ واليابِسَ قَهرَاً
    يَدَعُ الأرضَ خَراباً وَرُكامْ
    بَينَما الإسلامُ زَحفٌ
    يَنشرُ النورَ وَيجتاحُ الظلامْ
    يَجعلُ الأرضَ جِناناً
    حيثُ تَغدو الأرضُ للخَيرِ مَقامْ
    يَتآخى كُلُّ ضِدٍّ
    فيها فَالوَحشُ سَيغدو كَالحَمامْ
    وَسَيَجلو الظُلمُ عَنها
    وَيَحِلُّ العَدلُ،لا حَقَّاً يُضامْ
    *******

    ردحذف
  14. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٣٩ ـ (ذكريات مؤلمة)
    ……………………
    مضتْ السنينُ وهَيَّجتْ آهاتي
    تَرَكتْليْ ذكرى شوَّهَتْ قَسَماتي
    الدمعُ يحفرُ والعيونُ تخافَتَتَ
    والشَعرَ يُشعِلَهُ مشيبٌ آتِ
    ها قد أتَتْ سنةٌ جديدةُ أقبَلَتْ
    والبعدُ باقٍ يَرتَقِبْ مأساتي
    والشوقُ في صمتٍ يَحُزُّ بأضلُعي
    يَدنو كزوبعةٍ وزحفٍ عاتي
    والقلبُ في وَلَهٍ يصيحُ مُناجياً:
    رُحماكَ يا رَبِّ غَدَتْ أوقاتي
    ما بينَ ذِكرى تَستَعِرْ في خاطِري
    ما بينَ موتٍ بانَ في أنّاتِي
    خُذها إليكَ فَلَمْ أعُدْ أحتاجها
    روحي الكَسيرةَ،قَد وَهَبتُ حياتِي
    يا ربِّ إنْ تَرحَمَ نفوساً أُهلِكَتْ
    فالحَمدُ لَكْ يا صاحِبَ الرَحِماتِ
    إنّْ تَرتَأي موتي فإنَّكَ حاكِمٌ
    فاعدِلْ بموتي حين يأتي مماتي
    فأنا سَأُقبِلُ حينَ تأتي مَنيَّتي
    وَأفِدْ إلَيكَ وروحي في أزَمَاتِ
    فَارحَمْ كَسيرَاً قادِماً هوَ يَرتَجي
    كَرَمَ الكريمِ،فَرَأفَةً بِرُفاتي
    ******


    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٤٠ ـ (أغضبنا الله )
    …………… .
    أَعلوا هَديرَ الصوتِ كي يصِلَ السَما
    صلّوا لرَبِّ الكونِ فالدَمُّ هَما
    قومُوا دُعاةً واتركوا ما عِندَكُم
    ولتَطلِبوا من ربِّكُم أن يَرحَما
    وعاهِدوهُ إنَّكُمْ لَنْ تَأثَموا
    فالّلهُ للغَيضِ عَلينا كاظِما
    مِن فِعلِ جُلَّ الخَلقِ يَبدو غاضِباً
    ورافِعاً عَنّا الأمانَ والحِما
    مِن بَعدِ ما كانَ لَنا مُدافِعاً
    وحافِظاً وساتِراً وراحِما
    مِن بَعدِ ما كانَ رؤوفاً حيثُ لَمْ
    نَعصيهِ مِن قَبلِ ولا فِينا رَمى
    مصائِبَ الدهرِ ولا وَيلاتَهُ
    لكِنَّنا قَد استَبَحنا الحُرَما
    وقَد رَكِبنا موجةَ الغربِ الَّذي
    حَذَّرَنا مِنهُ فكانَتْ نِقَما
    فَانقَلَبَتْ أعقابُنا(مَن يَنقَلِبْ)
    فَلَنْ يَضُرَّ الّلهَ بَلْ سَيَأثَما
    والضَرَرُ الفادِحُ فينا واقِعٌ
    فالّلهُ إنْ يَستاءَ نَجنِي نَدَما
    عُودوا إلى الّلهِ،لهُ مَرجِعَكُمْ
    ومَن يُعانِدهُ سَيُكتَبُ آثِما
    ******

    ردحذف
  15. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٤١ ـ (إترك لآتيك أثر)
    ……………… ..
    جِئنا على قدَرٍ ونرحلُ في قَدَرْ
    وبِحَسبما كتبَ الإلهُ على البشرْ
    فاسعَوا لمرضاةِ القديرِ فإنَّهُ
    مَن لَم يُطِعهُ فإنَّهُ حتماً خَسَرْ
    وارعَوا مصالِحَكُمْ لِآتٍ مِثلما
    راعَيتموها في الحياةِ بِلا أثَرْ
    وزَرعتُمُ ما لا تَروموا جَنيَهُ
    من دونِ قَصدٍ مُبصرينَ بِلا بَصَرْ
    لكِنَّما ثَمَراً لهُ في بَرزخٍ
    أرواحكُمْ تحتاجُ فيهِ للثمرْ
    والزادُ فيهِ غيرُ كافِ لِرِحلَةٍ
    فالروحُ تبقى في زنازينِ القَبُرْ
    لُطفاً بِها عِندَ الحياةِ لتَسلَموا
    وتعيشُ في رَوضٍ وتَرتَعُ في نَهرْ
    لا تُرهِقوها في الحياةِ فَتَأثَموا
    وتعيشوا أشتاتاً كأوراقِ الشَجرْ
    ما بينَ سَهوٍ تَقضمونَ سنينَكُمْ
    ما بينَ عِصيانٍ وَ كَرٍّ ثُمَّ فَرّْ
    مُتخاصمينَ على الحياةِ وسَعدِها
    وتحاوِلونَ العَيشَ لكِنْ في كَدَرْ
    لا مِن سعادةَ في الحياةِ ستحصِلوا
    لا مِن هناءَ لَكُمْ قُبَيّلَ المُستَقَرْ
    فالسَعدُ كلُّ السعدِ ليسَ لَنا هُنا
    السَعدُ في دارِ البقاءِ لِمَنْ ظَفَرْ
    ******


    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ………………
    ٤٢ ـ (نقاء الروح)
    ……………………
    قُل ربيَ اللهُ ومِن ثُمَ استَقِمْ
    واقضِ حقوقَ الخلقِ،صَلِّ ثُمَ صُمْ
    إنَّ الصلاةَ الخمسَ للدينِ عَمَدْ
    بغيرِها أُسُّ الديانةِ يَنهَدِمْ
    صيامُكمْ هوَ للجوارحِ كُلِّها
    صوموا عن الأضغانِ،مَن صامَ سَلِمْ
    لا تَقصدوا فيهِ صِياماً للحَشا
    لأنَّهُ لا يُطفي ناراً تَضطَرِمْ
    لا تَمشِ في مَسلكِ سوءٍ إنَّهُ
    مَن سارَ في مَسلَكِ سوءٍ إتُّهِمْ
    وجانِبْ الحقَّ ولا تَترُكَهُ
    مَن جانَبَ الحقَّ نَجا ثُمَ سَلِمْ
    حذارِ أنْ تأتي بِسيرَةِ غائِبٍ
    لا يستَطِعْ رَدَّ الضَغينةِ والكَلِمْ
    إيّاكَ أنْ تُشعِلَ نارَ فِتنةٍ
    بِنَميمةٍ بينَ الخلائِقِ،بَلْ أقِمْ
    كُلَّ حدودِ اللهِ تبقى سالِماً
    واللّهُ يكفيكَ البَلايا والنِقَمْ
    لا تَمشِ في الأرضِ كطَيرٍ مَرَحاً
    فَسوفَ تَطويكَ كما تَطوي الرُمَمْ
    ******



    الأديبة د تغريد طالب الأشبال
    ………………
    ٤٣ ـ (رِفقاً بالفقراء)
    …………………
    حسبُنا الّلهُ على كلِّ كبيرْ
    قَد تَعالى بدنانيرٍ تَطيرْ
    مارعَ اللهَ وما خافَ المَقامْ
    ما رَعى حقَّاً لشيخٍ او صغيرْ
    ما خشَ اللَّهَ بِمَنْ عاشَ يَتيمْ
    ما تَهادى قُربَ صَيحاتِ الفَقيرْ
    كلُّ ما يَخشاهُ في يومٍ يموتْ
    وهوَ لا زالَ جَهولاً بالمَصيرْ
    أَيّ وَرَبِّي لَمْ تَنَلْ مِمّا جَمَعتْ
    غيرَ صيحاتٍ لِمُنكَرْ وَنَكيرْ
    إنْ تَشَأ خُذْ كلَّ ما كانَ مَعَكْ
    وافرِشْ القَبرَ فنيرانٌ يصيرْ
    لِمَ لا تَنظرَ حالَ الفُقراءْ؟
    نَظرةٌ مِنكَ سَتكفيكَ السَعيرْ
    أنتَ حُرٌّ دائماً دونَ عناءْ
    تَحصِدُ المالَ كَحَصدِكَ للشَعيرْ
    وفقيرُ المالِ يَحيا بِعَناءْ
    خَلفَ قُضبانِ المَجاعةِ كالأسيرْ
    يَنتَظِرْ شَبعِكَ كَي تَرمي لَهُ
    فَضَلاتِ الأكلِ،تُشعِرهُ حَقيرْ
    إستَعِذْ بالّلهِ وانظُرْ حالَهُ
    حالُكَ اليومَ غداً ليسَ نَظيرْ
    ******


    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٤٤ ـ (جحود البشر)
    ……………………
    في خبايا الكونِ في الماضي السحيقْ
    حيثُ كان الكونُ ماءً ودُخانْ
    حيثُ لا همَّ ولا صدراً يضيقْ
    حيثُ كان الكلُّ يحيا بأمانْ
    وَلَدتنا الأرضُ من رَحمِ الهمومْ
    وتَبنّتنا بحُبٍّ وحنانْ
    وعلى شاطئِ دُنيانا انحنَتْ
    ثمَ قالتْ لهُ:يا دهرَ الزمانْ
    إنّي أودَعتكَ قلبي يا صديقْ
    لا تَهِنّهُ إنَّ إبني لا يُهانْ
    حفِظَ العَهدَ وهيهاتَ يخونْ
    ذلكَ الشاطئُ،والأنسانُ خانْ
    حينَ سارَ الأخُ في قتلِ أخيهْ
    وعلى أكتافهِ الشيطانُ كانْ
    يدفعُ الباغي يَإزُّهْ وَيُريّهْ
    إنَّ صوتَ الحقِّ في الأفلاكِ بانْ
    (إنطَلِقْ واقتُلْهُ تَحظى بِالوجودْ
    وستُمسي مَلِكاً فالوقتُ حانْ)
    ثُمَ أمسى حامِلاً إثماً عظيم
    كيفَ؟لا يعرفَ يُخفي المُستَبانْ
    كان هذا الفِعلُ عُصياناً مبينْ
    هوَ أوَّلْ جُرمِ في أولْ زمانْ
    وتوالى بَعدَهُ الإجرامُ صارْ
    عُرُفاً والعُرفُ للجاني أمانْ
    لا لِدِينِ اللهِ يُبدي إحترامْ
    لا لوجهِ اللهِ يُبدي الإمتِنانْ
    وعلى المظلومِ جَبّاراً يَصيرْ
    فإذا العَدلُ أتى ماتَ الهَوانْ
     وترى الظالِمَ طاغٍ وَيَسيرْ
    معَ شيطانِهِ،بِئسَ المُستعانْ
    دونَ إدراكٍ تَعالى والمصيرْ
    مِثلَ إبليسٍ تَعالى فَاستَكانْ
    بالتعالي صارَ مذؤوماً لَعينْ
    عاشَ تحتَ الأرضِ مِن بعدِ الجِنانْ
    ******

    ردحذف
  16. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ……………
    ٤٥ ـ (مصيدة الماسنجر)
    ………………… 
    بِدايَةً يُرسِلْ لَها عَلامَةَ التَرحِيبْ👋
    وَالبِنتُ مِن طيبَتِها تَقبَلُْ،تَستَجِيبْ
    ثُمَّ سَيُرسِلْ مَقطَعاً
    وَالبِنتُ تُرسِلْ صورَةً
    وَالفِعلُ قَدْ يَطيبْ
    يَرِدُّ بِالقَلبِ❤️عَلى صورَتِها
    فَيَرتَجِفْ فُؤادُها
    وَسَوفَ تَشعُرْ إنَّهْ مِن قَلبِها قَرِيبْ
    ثُمَّ سَيُرسِلْ نَغمَةً
    يُسمِعُها أُغنِيَةً تَعجُبُها ،
    لِلفِعلِ لَنْ تُعِيبْ
    ثُمَّ سَيَبدو خَجِلاً ـ كذِئبِ يَلقى غَنَمَاً ـ
    يَطلِبُ أنْ تُسعِفَهُ
    بِإسمِها  الغَرِيبْ
    فَتُرسِلُ الحُروفْ
    فِي خَجَلٍ مَألوفْ
    تَأمُرَهُ يَكتُبُها حالاً وبِالتَرتِيبْ
    يُطِيعُها بِقَولِهِ:(تَأمُرَنِي حَبيبَتي) 
    تَحسَبَهُ حَبيبْ
    فَيَبدَأُ الحَياءْ
    يَرفَعُ مِن أسدالِهِ فِي نَسَقٍ عَجيبْ
    إثنانُ فِي الخَلاءْ وَلَيسَ مِن رَقِيبْ
    وَهكَذا تَسقِطُ فِي شِباكِهِ
    يَبتَزُّها،يُمارِسُ التَعذِيبْ
    وَتَبدَأُ النَحيبْ
    فَكَمْ فَتاةٌ حُرَّةٌ بِمِثلِهِ تَخيبْ
    بُنَيَّتِي،أُخَيَّتِي:
    فَلتَحذَري الماسِنجَرْ الرَهِيبْ
    فِيهِ سُقوطُ إسمُكِ
    سُمعَتُكِ وَأهلُكِ
    سَتَلحَظِي التَخرِيبْ
    بَعدَ فَواتِ الأمرِ سَوفَ تُدرِكِي
    لا يَنفَعُ التَأنِيبْ
    وأنتُمُ الفِتيانْ
    شبابُ او صبيانْ
    والكَهلُ في المَشيبْ
    كُلٌّ لهُ أصولَهُ ويَعرِفُ التَهذيبْ
    فقبلَ انْ تُحاوِلوا
    تَفَكّروا تَدبَّروا
    بِالمَنطِقِ المَهيبْ
    وانأَوا عن المُراسلة فأمرُها مُريبْ
    كُلُّ ليَذكُرَ اختَهُ
    وأُمَّهُ وبِنتَهُ،
    عَمَّتَهُ،خالَتَهُ
    فَكُلُّ ساقٍ شارِبَاً
    مِمّا سقَى للقاصي والقَريبْ
    ******

    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٤٦ ـ (موت الإنسانية)..كتبته عند اجتياح فايروس كورونا وبطشه بالبشرية
    ………… 
    صارتْ الدُنيا مقابِرْ
    وبها الإنسانَ حيٌّاً غَيّرَ قادِرْ
    دونَ إحساسٍ بِلا أيِّ مَشاعرْ
    ومُحَيَّاهُ يوارِيها الشُرودْ
    صارت الدنيا رَهيبةْ
    وعليها قد طغى
    شَكٌّ وطُغيانٌ ورِيبةْ
    وعليها سادَتْ اللَّمحةْ الأنانيةْ الكئيبةْ
    فبِها الإنسانُ قدْ صارَ عَنودْ
    صارت الدنيا كَوادِ
    وبِها الإنسانُ قد صارَ فَريقينِ
    مُسالِمْ ومُعادِ
    بعضُهمْ للشَرِّ يَتبَعْ
    بعضُهم للحَقِّ هادِ
    وصِراعٌ دائمٌ فاقَ الحدودْ
    صارت الدنيا بِلا طَعمٌ يُذاقْ
    وتَولّاها اختِلافٌ وشِقاقٌ ونِفاقْ
    وبِها الناسَ لِظُلمٍ قَدْ تَراهُمْ في سِباقْ
    فأتَتْ صاعِقةُ المَوتِ
    جزاءً للجحودْ
    فَمتى الدُنيا على نَهجِ الرسولْ
    تَستَفِقْ.. للحقِّ تَحيا ثمَ تَركَنْ وَتؤولْ
    هل تَرى الباطلَ فيها سَيُجَلجِلْ ويَطولْ؟
    أمْ تَرى الحقَّ سَيأتي
    ليوافينا الرُدودْ؟
    ******


    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ………
    ٤٧ ـ (العشق العذري)
    ………
    ما خَبرْ قيسٌ وليلى؟
    ما خبرْ عبلةْ وعَنترْ؟
    كيفَ باتوا كيفَ ماتوا؟
    عِهدِي فِيهمْ قَد تَأخَّرْ
    مُنذُ أنْ صارَ العِراقْ
    بينَ قَتلٍ ونِفاقْ
    وأنا ما عُدّتُ أسمَعْ
    لَهُمُ شِعرٌ ولا ذِكرٌ تكَرَّرْ
    عِشقَهُمْ لَم يَتَأثَّرْ؟
    أَمْ تَلاشى' أَمْ تَغَيَّرْ؟
    أَمْ على' البُعدِ تَمَحوَرْ؟
    عِيسُهُمْ أينَ غَدا؟
    وعَليهِمْ ما سَدى؟
    جُنَّ قيسٌ من زمانِ
    ومِنَ العِشقِ يُعاني
    هَل شُفي؟أَمْ إنَّهُ في الداءِ أبحَرْ؟
    عَنتَرٌ كانَ عَنيدْ
    بَطلٌ شَهمٌ شَديدْ
    هَل طَغى' أَمْ صارَ(مِستَرْ)؟
    ليلىَ كانَتْ في الهَوى'
    دُرَّ يَكوِيهِ الجَوى'
    أََستَقَلَّتْ؟وتَعالَتْ؟
    أَمْ لِقَيسٍ تَتَضَوَّرْ؟
    عَبلَةٌ حُرَّةْ أبِيَّةْ
    مِن أُصولٍ عَرَبيةْ
    هَل غَفَتْ في الضَيمِ يَوماً؟
    أَمْ لَها نَفس الهِويّةْ؟
    سادَتي:العِشقُ تَلاشى'؟
    أَمْ غَدا سِقطٌ؟وحاشا
    لَهُ أنْ يَهوِي وَيُدثَرْ
    فَمُحَمَّدْ هوَ لِلّهِ حَبيبْ
    وَبِهذا الحُبُّ صِرنا نَتَأثَّرْ،
    بِسُموٍّ نَستَجيبْ
    بِهما العِشقُ غَدا يَرقى' وَيكبَرْ
    فَبَغَيرِ العِشقُ هذا
    أبَداً لا تَتَأَثَّرْ
    وحَذارِ بِهِ تَغتَرْ
    ******

    ردحذف
  17. الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    ………………
    ٤٨ ـ (التبعية عبودية)
    …………… 
    كُنْ حُرَّاً
    أبَدَاً لَن تَخسَرْ
    حَرِّرْ نَفسَكَ
    تَرقى' أكثَرْ
    حَرِّرْ روحَكَ
    تَنقَى' تَزهَرْ
    لا تَعبُدَ مخلوقَاً أبدَاً
    لا تَتبَعَ مَن فِيكَ استَهتَرْ
    إرقَ بِنَفسِكَ عَن باطِلِهِمْ
    أبَدَاً فِيهِمْ لا تَتَأثَّرْ
    مَخلوقٌ أنتَ لِأهدافٍ
    وُضِعَتْ مِن مَعلومِ المَصدَرْ
    كَرَّمَكَ اللّهُ لِتَعبُدَهُ
    فَاعشَقّْهُ سَتَعلُوْ فِي المَنبَرْ
    إرقى' وَارقى' وَارقى' وَارقى'
    وَاخشَ اللّهَ وَلا تَتَكَبَّرْ
    كُنْ حُرَّاً وَلَدَيكَ مَبادئ
    فمبادِئُكَ دليلُ الجَوهرْ
    وبِها تَرقى عن زَيفِهِمُ
    وَسَتَنجوَ فِي يَومِ المَحشَرْ
    ******


    الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٤٩ ـ (أُمنية)
    ……… 
    تَذَمَرْنا
    تَبَطَرْنا
    علـى ماضٍ بهِ عِشنا
    لَعَنّاهُ
    رَفَضناهُ
    وَقُلنا لَيّتَ ما كُنّا
    فَقدْناهُ
    افتَقَدْناهُ
    فَقُلنا لَيتَنا عُدْنا
    لِماضِينا
    مآسِينا
    فَكَمْ فيها تَجَمَّلنا!
    فَحاضِرُنا
    يُحاصِرُنا
    بِهِ ما عُشْنا أَو مُتْنا
    وَمُستَقبَلْ
    لَهُ نَجهَلْ
    وَفيهِ أَصلُ مِحنَتِنا
    فَلا نُلنا
    ولا طُلنا
    لِماضينا وَمُقبِلُنا
    وَلا نَرقى
    وَلا نَبقى
    فَكُنّا قَد تَمَرَّدنا
    فَلا زادٍ
    لِميعادٍ
    وَلا رَحلٍ لِرِحْلَتِنا
    ******


    الأديبة د.تغريد طالب الأشبال
    …………
    ٥٠ ـ (أنا وأخي واحد لا إثنان)
    …..
    هذا أخي
    يَرأفُ بي فَأهمِلَهْ
    يترُكني فأحمِلهْ
    يَقطعُني فأوصِلهْ
    يذودُ عنِّي أركِلهْ
    نَضحكُ أمراراً
    ونبكي في خَضَمِّ المُشكِلةْ
    مشاعرٌ جياشَةٌ
    ما بينَ جَزرٍ بينَ مَدٍّ
    هكذا تَحيا أصولُ العائِلةْ
    لكِنَّ تَسليمي مُحالٌ
    إنَّهُ يخذُلَني
    مُحالُ إنِّي أخذُلَهْ
    دِماءُ جَدِّي وأبي تَسري بِهِ
    قَد شَرِبَ الحليبَ
    مِن ثِداءِ أُمِّي الهائِلةْ
    تِلكَ الَّتي قَد أرضَعتنا الحُبَّ مِنهَلاً
    مِدرارَةً سوائِلَهْ
    وقَد سَقَتنا الدِينَ مِثلَ سَقَّاءٍ
    ويَروي لضِماءِ سائِلَهْ
    وَمَهَّدَتْ طَريقَنا
    في قِيَمِ الإسلامِ
    والمُعامَلةْ
    حتى' غَدَونا عُصبَةً
    أبِيَّةً مُناضِلةْ
    هذا أخِي
    مَفخَرَتي وقِدوَتي
    فخُلقَهُ ما أكمَلَةْ
    يَتبَعَنِي في سِيرَتي
    إنْ مالَ حَملِي أعدَلَهْ
    إنْ زارَني العَوزُ فإنِّي أسألَهْ
    إنْ ضامَهُ ضَيمٌ
    أصيرُ في يَديهِ مِعوَلَهْ
    في شِدّّتِي يَحزِمَنِي
    وفُقرَهُ سَأقتُلَهْ
    يَأتينِي في مُعضِلَتي
    أُسدِيهِ حَلَّ المُعضِلةْ
    هذا أنا هذا أخِي
    فَلا تَظِنُّ سَيدِي
    تُبعِدُنا نَميمَةٌ
    تُرهِقُنا مُجادَلةْ
    ******

    ردحذف