مجله تحيا مصر 🇪🇬للإبداع

.. وفاء.. بقلم.. نظير راجي الحاج

وفاء
أشارت له أن يقترب منها، وأوصت بآخر كلماتها قبل أن تخرج روحها إلى باريها،وصيتي لك أن لا تتزوج بعدي، سأغار عليك حتى وانا بالقبر، هل توعدني؟ 
سحب يدها تجاهه وقبلها، إكتفى بالدموع.
قالت:_أريد سماعها منك.
قال:_حاضر،اوعدك أنني لن أتزوج بعدك يا أغلى الناس. 
ابتسمت له ابتسامة شاحبة، وتوقف نبضها. 
في كل يوم يحمل هاتفه وهاتفها، ويزور قبرها، ثم من هناك يرسل لها بيده اليمنى من هاتفه  برسالة حزينة لهاتفها، ثم يفتح هاتفه بيده اليسرى، كان يهيئ له أنها كل مرة تبادله برسالة عشق وحنين، وأنه يتلقى رسائل غزل منها،بعدها تغرق عيونه بالدموع، ويعود لبيته ممتلئا بالشجن والحزن، يحضن صورها، يخاطب مخدتها ومشطها ومرآتها، ويشم رائحة ملابسها.
مضت الأيام والشهور عليه  ثقيلة كئيبة، إلى أن جاء اليوم الذي جاء يودعها فيه قبل أن يسافر للخليج للعمل هناك، جلس على جانب قبرها، وأخذ يمرغ وجهه بترابه ، صحى من غيبوبته بفعل أيادي اشخاص رفعوه عن القبر. 
في بلاد الغربة لا يدري كيف أقنعه أصدقاءه بالزواج، بعد رفضه الشديد الدائم للفكرة. 
غاب خمس سنوات، وعاد مع زوجته الجديدة وبصحبتهما طفلهما.
أخبر زوجته الجديدة بنيته ان يزور قبر المرحومة، أصرت بدورها أن تأتي معه، جدد الإشتراك لهاتف المرحومة ،وأخذ هاتفها معه، وصلوا للمقبرة،.
إقترب من قبرها، وبقيت زوجته وولده بعيدين بعض الشيء. 
سلم على المرحومة، وقرأ الفاتحة، ثم فتح هاتفها على صفحتها، وبعث كما كان يفعل سابقا برسالة شوق وحنين لها على الماسنجر ، حيث وصلت رسالته لصفحتها،  لم يعد يهيء له انها ردت عليه التحية، بل أختفت صفحتها كليًا! 
خاطبها على القبر:_
معك حق بحظري،لم أكن وفيًا لك، كم كنت نذلًا تجاهك !
___
نظير راجي الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق