ثَقافَتُنا
ثقافَتُنا أراها لا تَسيرُ***وفي خَطواتِها غَمُضَ المَصيرُ
تَعَثّرَ فِقْهُنا في كُلِّ شَيْئٍ***وشاعَ الغِشُّ فانْتَصرَ الحَميرُ
نَسيرُ إلى الوراءِ ولا نُبالي***ونَجْهَلُ أنّنا خَلْفاً نَسيرُ
وَنَنْبَطِحُ انْبِطاحاً فيه عارٌ***فَيَعْصِرُنا المُفَتّشُ والمُديرُ
تُباعُ لنا الشَّواهِدُ بالهَدايا***وَقَدْ خُتِمَتْ وأيّدَها الوَزيرُ
////
ثقافَتُنا أطاحَ بِها الكسادُ***وَلَوَّثَها التّلاعُبُ والفسادُ
غَدَتْ سِلَعاً تُباعُ بِلا ضَميرٍ***ولا صِدْقٍ يُجَسِّدُهُ الرّشادُ
فأصبَحَ فِكْرُنا فِكْراً عَقيماً***يُغلِّفُهُ التَّقَهْقُرُ والسَّوادُ
نَلومُ الدّهْرَ في كُلِّ القَضايا***وفي أعْشاشِنا كَثُرَ الرُّقادُ
فَكيْفَ سَنَخْلَعُ الأوْهامَ عَنّا***وكيفَ سَتَسْتَعينُ بِنا البِلادُ
////
ثقافتُنا اسْتَبدَّ بِها الغَباءُ***وخَلْخَلَها التَّلَوُّثُ والبَغاءُ
نَلوكُ كَلامَنا لوكاً رديئاً***وداءُ الجَهْلِ يُشْبِهُهُ الوَباءُ
يُلَقِّنُنا المُدَرِّسُ في بلادي***دروساً في مَفاصِلِها الهُراءُ
تلامِذةٌ تَراهُمْ في فصولٍ***قِراءَتُهُمْ ضَجيجٌ واسْتِياءُ
وَضُعْفٌ في التَّمَدْرُسِ مُسْتَدامٌ***ونَهْجٌ لا يُفارِقُهُ الغَباءُ
////
ثقافَتُنا تَعيشُ على القُشورِ***وقَدْ هَرِمَتْ بِسَفْسَطَةِ البُخورِ
يُديرُ شُؤونَها قَوْمٌ عِجافٌ***تَرَبَّوْا في البُيوتِ على الفُجورِ
لَوى التَّهْريجُ ألْسُنَهُمْ فأضْحْوْا***سَماسِرَةَ التّخَلُّفِ في العصورِ
وتلك مناهِجُ الغَوْغاءِ فينا***وجَهْلُ النّاسِ يَكْبُرُ بالقُشورِ
فكيفَ سَنسْتَطيعُ بِناءَ جِسْرٍ***يُساعِدُنا على كَسْبِ العُبورِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق