رسالة عجوز
قبل وفاته .....
كان يجلس وحيدآ بعيدآ ظنآ منه أن الوحدة مكانآ أمنآ....
راح يكتب آخر رسائله....
كل ماأحلم به...
أن يكون إشتياقهم لي بقدر إشتياقي لهم....
أن يفكروا بي بمقدار الربع من المقدار الذي أفكر بهم...
إن رأوا مني قسوة....فهي الكمية الزائدة من محبتي.....
لا يقرؤوني من الخارج ....خارجي مزيف ...
ماأرتديه ليس لي.....
حتى إبتسامتي في الصورة مستعارة.........
ليتهم يعملوا على إيجاد ثقب ليصلوا إلى داخلي....
كم قلت وأكررها
ليس كل مايلمع ذهب....اللمعان الحقيقي ذهب..ماترونه مطلي ببقايا ماء الذهب...
ليستر تعب وشقاء وتعاسة ولهب....
هذه كانت رسالته....
لكنهم وجدوه ميت منتحرآ.....
الوافدون إلى المكان وجدوه ميتآ ...
تساؤلوا عن سبب موته...
الجميع في حالة اندهاش....
لم تكن تظهر عليه علائم اليأس ...أكثر كتاباته عن التفاؤل....
تناول واحد من الحضور رسالته من على الطاوله...
على أطرافها....بعض من لعابه المسموم.
راح يقرؤها.....
طوى الورقة ورماها على الطاوله....وعمل تكتيفة ليديه على صدره ...قال:
الانتحار لايعني عدم وجود قاتل...
قال آخر....
أرى أنه رقيق القلب وهذا القلب فعل فعلته فحرض العقل....
مثله....
من الممكن أن يقتله عقله ...قد يكون وصل لمرحلة لم يعد يملك عقله قدرة التحمل والصبر فقتله بتحريض من قلبه الذي لم يعد يتحمل القسوة.
رد عليه آخر...
تبآ للإنتحار لقد أضاع حقه أمام الناس وبقي القاتل متخفي بداخله...
إكرام الميت دفنه.
صاح من خارج الباب مجنون.....
نكرمه بعد موته...ونهينه في حياته.
نضال علي الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق