مجله تحيا مصر 🇪🇬للإبداع

،، صديق...... صفيق،، بقلم،، راجي الحاج

(       صديق....... صفيق        )
______________________________
عشتُ مع صديق لي، ردحًا من الزمن في مدينتي إربد.
كنت ألتقي به وبصورة شبه دائمة، وكان من أعز الناس إلى قلبي.
عشنا معًا آجمل اللحظات والأيام، ذهبنا في رحلات داخلية وخارجية  معًا، لكن لظروف خاصة به، إنتقل إلى عمان، حيث لحق. بولده الذي تعين في أمانة عمان الكبرى.
في البداية، وبعد تباعدنا، كنا نتزاور بالأعياد، ونتبادل التهاني والتعازي بالأفراح والأتراح. لكن مؤخرًا شعرت أن الرجل قد تغير تجاهي، ورويدًا رويدًا إنقطع التواصل بيننا، لتقصير منه
حتى على مستوى الإتصالات الهاتفية، هي الأخرى توقفت كليًا. 
بالبداية بررت لنفسي، بأن ما حصل من فتور، يرجع بحكم طبيعة الأشياء، وأن المثل الذي يقول(بعيدًا عن العين.. بعيدًا
عن القلب) هو مثل صحيح وواقعي، لكن ما وصل مسامعي أخيرًا، فقد صدمني، وهو أن صديقي الطيب هذا، إستبدل كل أصدقائه القدامى، ومنهم انا بالطيع.. بصديق جديد. 
لا أخفي عليكم، فقد حنقت عليه، وأعتبرت انه خان الصداقة
حتى أنني قسوت عليه، وقلت لزوجتي:_الكلب أكثر وفاء منه.
في صباح يوم العيد، زارني صديق مشترك بيننا، وأخبرني ان صاحبنا المذكور، يرقد في مستشفى الجامعة االأردنية في العاصمة، وحالته الصحية سيئة.
حقدي وزعلي عليه، لم يجعلني اتأثر كثيرًا، لهذا ترددت في زيارته.
صليت الظهر، وجلست أدعو لنفسي وأولادي بالصحة، مباشرة
سقطت من عيوني الدموع حزنًا على صديقي، فأخذت أدعو له بكل تأثر.
لبست ملابسي، وقلت لزوجتي، كان بيني وبين صديقي عشرة عمر، قضينا أيامًا جميلة، لن انسف ما كان بيننا من حب
واحترام، الله يلعنك يا شيطان.
وصلت لغرفته، كانت زوجته بجانبه، تهلل وجهها لما رأتني على باب غرفته، وقالت:_اهلا بك ابو العبد.. تفضل..
يا إلهي، كدت، لا أعرفه بسبب التغير في ملامحه، زاد نحوله
وجف جلده وصار داكنًا.
ما آلمني أكثر هو وجود
 صديقه الجديد، الذي كان ملتصقًا به على السرير ولا يفارقه.
سألت صديقي :_
هل هذا هو صديقك الصفيق الذي أبعدك عني؟
أجاب:_نعم يا أعز واغلى الأحباب، قالها والدموع راحت تسيل مدرارة من عيونه على لحافه.
مد يده وكشف عن ساقيه، وجدتمها مبتورتين من أعلى الفخذ
قال:_هذا هو الصديق الذي لازمني..
إنه السكري يا نظير...
قبّلته، وجلست بجانبه على السرير، وقرأت بعيونه، كأنه اراد أن يقول عن السكري....

صدّقتهُ....... صادقتهُ..
كم كنت عبيط!

تملَّك مني.... رافقتهُ...
تظاهر بأنه بسيط...
لم أكن أعرف، أن الحياة والممات خليط..

وأن من إستضفتهُ...
كان لقيط...

إستظرفتهُ....
راح بالإساءة لي يخيط...

كان يلبس قناعًا...
مؤامرة وتخطيط..

يلاحقني تباعًا..
مفتريًا... سليط..

تبرع بجسدي كُلية وساقًا وذراعًا...
وبالتقسيط..

وأنا كنت أموت ببطيء.. وأهوي طواعـا..
وأتنفس حياتي، وبالتنقيط..

ما أصعب يوم كنت ارى جسدي يذوي إنتزاعًا. 
وأموت حيًّا،وبمنتهى التفريط..
____

نظير راجي الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق