إعدام بميقات بياض الثلج
أقصوصة
تركية لوصيف / الجزائر
فتحت دفترها وقلبت الأوراق
ورود يابسة حمراء وبيضاء لم تفقد اريجها ،تشتمها وتضم الدفتر بين ذراعيها
كانت الزهرة الجبلية التى خرجت للحياة من شرخ الصخر ،جميلة تختبىء هناك ولم يأت المغامر العاشق للجبال حتى تراه ويراها ويقترب منها غير مبالي بخطورة المسلك،كانت ترى نفسها تستحق هذا المغامر الذى لم يأت بعد ،قالت بنبرة حزن ،فارسى ينعم بدفىء البطانية وأشعر أنه كسول ويحب النوم وأنا انعم بطقس بارد.
استفاقت فوجدت الكساء الأبيض وقد غطى تلك القرية التى تظهر كجزيرة صغيرة ،فتأسفت وقالت : فارسى لن يأت أبدا ونامت كما تنام جميع الأحياء واستفاقت على جلبة غير معهودة ،إنهم يتزلجون ويسعدون وسيقترب فارسى اليوم منى فى اول سقوط له بالمزلجة ،كان يتأوه ويتحسس كاحله وانتظرت حتى حل الليل بسواده ورعبه تلك الليلة ،كان يكنى بالفتى الأبيض لشدة حبه للثلج ،ارتعب الآن عندما ناديته : انتظرتك وقد جئت وسقطت فى الأخدود وانت ترانى كما أراك، قال : ما أنت؟ زهرة جبلية تعيش وحيدة حتى تؤنسنى فى وحشتى ،أريجك ينعشنى ،حدثينى عنك ،كيف صبرت وقاومت وانتظرت مجيئى طيلة سنوات !
بياض الثلج ،فرش الأرض منذ ساعات وكنت معها وكانت معى ،ولكنها لم تبحث عنى كما انتظرت أنت.
قالت :ويحك ،لا تقطفنى ،فأنا زهرة جبلية ،يزداد جمالى كلما زارنى الثلج وأنت لم تزرنى ولم تفكر أنى أحيا بهذا الشرخ الجبلى.
قال : سأضمك وأضعك بين أوراق دفترى ،ستبكين كما بكت الورود الحمراء والبيضاء ،فسجنك بين الأوراق
نفخت ونفخت وجاءت الريح العاتية فاقتلعتها وتناثرت أوراقها على البياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق