((( قانون غابة ))) ****
ليتك لم تقر بالحقيقة كاملة .....
ليتك لم تبعث لي بتلك الرسالة العاجلة ....
ليتك كنت تركت عيني عنك محجوبة غافلة .....
كم كانت الصورة حين وضوحها مدمرة قاتلة .....
منظومة غش وخداع .. مضبوطة محكمة هائلة ....
وكنت أظن نفسي بين يدي أسرة وعشيرة وعائلة ....
وكأنني الوحيد من يعرف أن الدنيا بما فيها زائلة .....
وإنها وإن إستقامت حين .. فهي ظالمة مائلة ....
تلصق بك كل إفتراء وكل كذب وهي القائلة ....
وتحيك الخداع بك ثم تختفي وهي الفاعلة ...
لست أسف عليك ولا علي المعروف .....
ولا علي ذكريات تمر في خلدي طوابير وصفوف ...
ولا علي أوقات تدافعت من كل الانواع و الصنوف ....
ولا علي قلب طالما إهتم وأخلص وكان بك شغوف ...
كان مثل الكوكب حول الشمس ....
يقضي عمرة حولها يلف ويطوف ....
كياني ذاب فيك .. مضلل مخدوع .....
وقد رضي بالقضاء رغم قسوة الاحوال والظروف ...
وما كان يتمني الا قلب بشري ....
حنون عليه ورفيق وعطوف ....
عرفت فيك ملخص لدنيا الخداع ....
غابة تملئها الذئاب وتقودها السباع ....
يصدأ فيها كل معدن نفيس .....
والحب فيها بضاعة مهملة ....
لا تشتري بثمن ولا تباع ....
يختفي بين جوانبها كل حق ....
والباطل فقط يستحق الإتباع ....
ليس سهلا أن تحصل علي خاصتك ....
فلا حياد او عدالة.. فقط ثقافة الصراع ....
فالغابة كل شيء فيها جائز ....
تقتل لتأكل.. تنزع لتبقي ...
او تلتهم حيا كفعل الضباع ....
تعلميني كل يوم درس ووسيلة .....
كيف تلهو بأنفاس البشر ...
وتبدو كحامل رسالة جليلة ....
كيف تكون انت الظالم ....
وأمام الناس.. صاحب معاناة طويلة ....
كيف تكون المرتكب ....
وفي نفس الوقت ....
ضعيف دون تصرف او فعل او حيلة ....
كيف تأتيك الدنيا بقرنها ....
وتراها علي كثرتها .. تافهة ضئيلة ...
أكثرت من عتاب نفسي فيك ولن أستمر ....
سآخد بيد قلبي.. كي ينساك ويستقر .....
فوهمك لن يحاصرني من جديد ....
فأنا قادر أن أهرب من قضبانك وأفر ....
فما كان حبك يوما خير او امل او بر ....
لكنني طال العمر بي وجري ....
وأخير عرفت العقدة وأدركت السر ...
ولست أنا من ينحني أمامك .. او ينكسر او يخر ....
لكنني مثل الحاسوب.. أحيانا يرتبك .....
ثم يعاد تشغيلة فقط بضغطة زر .....
قد تفرضين علي غصب او إجبار .....
قد أرتدي لوقت وجة زائف مستعار ....
قد أترك لغيري مؤقتا.. حق إتخاذ القرار ...
قد أسجن لبعض الوقت أفكاري ....
خلف سدود واقطاب وأسوار ....
قد ألعب دور لا يناسبني ....
ولطالما لعب كثيرا من الأدوار ....
ولن تعاتبني فيك الأيام ثانيا ....
فأنت لم تتركي لي أي إختيار ....
فقط وضعت الأسئلة وأجبت عليها ....
ومثل كل مرة .. رسبت في الإختبار ....
منحتيني شرعية لإغلاق كل الأبواب ....
دون الخشية من لوم او مراجعة او عتاب ....
من حقي الان إتخاذ اي موقف ....
دون إبداء مبررات او أسباب ....
وقد إستوي لدي حضورك والغياب ....
أضعت كل شيء بهي وجميل ...
وهرمت علي يديك كل أشكال الشباب ...
ألفت في الغدر دواوين ....
وأنهيت في المراوغة ألف كتاب ...
عللي أخرج من حدودك سالما ...
وأعود الله.. وأتوب إليه منك متاب ....
اسامة صبحي ناشي