أشواك
تعذبني أشواقي، ويخمدها كبريائي، وتتعذب روحي ما بين مُكابر ومعاند. وتتألم من صراع الاستماع لحكمة العقل، واتباع هوى القلب، يا محب أما كُنت قريب؟! أما كُنت لك طبيب؟! وكُنت إليَّ تستكين، وكان يعذبك غيابي، وكُنتَ تتوق المجيئ، أما كُنت ملاذك الآمن وحصنك المنيع ضد كل غريب؟ ما غَيرك؟ وما أبعدك؟ لماذا أتيت وأين أختفيت؟ لماذا كل هذا الهجر؟ ألم أستحق توضيح كي أشواقي تستكين ؟
ماذا فعلت بك أخبرني برب الكون؟ لماذا اقتحمت حياتي الهادئة ؟ أخبرني لاتتركني بين العقل والجنون.. وتجعلني أظن بك الظنون؛ حينما دخلت حياتي كُنت لك وطن والآن تنسحب منه وتتركه خرابا.. هل هذه هي شيم النبلاء؟ الرحيل دون سابق إنذار. أيعقل أن تزهر بساتينك، فتتركني للأشواك لتعذبني؛ ولكن لا عتاب عليك فالغرباء لا يصنون الأوطان ويعبثون بها ويرحلون؛ فتفوز ببساتينك العامرة، وتذكر أن لابد من عودة للأشواك.. وستكون أنت زارع الأشواك وحاصدها وحينما تؤلمك سأتركك تتذوق المررات، مثلما فعلت بي.. وهذه تكون عدالة السماء فليس أنا من بدء معك بالود وليس أنا من بدء بالهجر.
نهلة ناصف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق