.
ديوان شعر. لم أخلق لأحيا ضحية.. للشاعره. د. عبير عيد.. - مدونه الناشرين والناشرات

الصفحات

أعلان الهيدر.

🔴 عاجل: تم الإعلان عن حدث هام - تابع التفاصيل الآن! 🔴
خبر عاجل - قناة الجزيرة
عاجل: قصف جوي يستهدف العاصمة في تصعيد جديد للأزمة!

الاثنين، 21 يوليو 2025

ديوان شعر. لم أخلق لأحيا ضحية.. للشاعره. د. عبير عيد..

ديوان شعر. لم أخلق لأحيا ضحية. الجزء الاول. للشاعره. د. عبير عيد. 





ديوان شعر.لم أخلق لأحيا ضحية.للشاعره.د.عبير عيد.                              
♕♕♕♕♕♕♕  


 بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
الجزء الأول من ديواني الثاني 

لم أُخْلَقُ لِأَحْيَا ضَحِيِة..

١- حَنِينٌ وَأَنِينٌ

مِنْ فَتِيلِ الشَّمْعَةِ أَصَابَهَا خِزْيُ الحَنِين

وَمِنْ حَرْقَةِ الدَّمْعَةِ سَكَنَهَا اللَّوْمُ وَالأَنِين

أُخْمِدَ بُرْكَانُ البَوْحِ، فَخَرَجَ الصَّمْتُ الحَزِين

وَ قُطِعَتْ أَغْصَانُ الوَرْدِ لِيَنْزِفَ دَمُ الوَتِين

صُرَاخٌ مِنْ غَيْرِ صَوْتٍ، بِعُمْقِ الحَنَايَا سَجِين

أَنَا، وَأَنْتَ، وَهُوَ، وَهِيَ: دُمْيَةٌ تُحَرِّكُهَا السِّنِين

مَا أَنَا إِلَّا مَاضٍ كَسَرَ قَلْبِي، فَقَيَّدَنِي بِقَيْدٍ لِعَيْن

وَأَنْتَ: سَقَطَتْ أَحْلَامُكَ فِي بَحْرِ أَحْزَانِ العَاشِقِين

أَمَّا هُوَ: فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَرَاءَهُ، هَارِبًا مَعَ اللَّاجِئِين

وَعَنْهَا، هِيَ: فَدَفَنَتْ نَبْضًا فِي قَلْبِهَا، وَلَا يَزَالُ جَنِين

فَكُلُّنَا جَرْحَى وَقَتْلَى مِنْ كُلِّ قَلْبٍ آثِمٍ وَ ظَنِين

فَلْتَمْضِ، يَا زَمَنَ الجِرَاحِ، فَإِنَّا بِكُلِّ قَدَرٍ رَاضُونَ

دَعْنَا وَارْحَلْ مَهْزُومًا، فَمَا زِلْنَا نَتَمَسَّكُ بِاليَقِين


٢-اَلْحَنِينُ لِلدِّيَارِ 

حِينَ بَكَى الْقَلْبُ ؛ جَفَّتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ مِنْ الْمَآقِي

وَ مَا تَرَكْنَا الْأَنِينَ حَتَّى نَحْيَا بِفُتَاتِ الْعُمُرِ الْبَاقِي

عُدْتُ وَ طَرَقْتُ بَابَ الدِّيَارِ وَ الْحَنِينُ فِي أَعْمَاقِي

أَخَذَتْنِي الذِّكْرَى فَوَجَدَتْنِي احْثُوا سَرَابَ التَّلَاقِي

فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتٍ لِلْآهِ ؛ أَيُّهَا الْحُزْنُ السَّاقِي

السَّجِينُ فِي عَيْنِي ؛ الْمُقَيَّدُ خَلْفَ أَسْوَارِ أَحْدَاقِي

هَلْ سَكَنَتْ حَنَايَا الْقَلْبِ ! فَعَلَى صَدْرِي تَشُدُّ وِثَاقِي

أَمْ رَأَيْتَنِي أَتَزَيَّنُ بِالصُّمُودِ ! ! فَزِدْتُ فِي احْتِرَاقِي ؛

أَمَّا اكْتَفَيْتُ مِنِّي ! إِبْتَعِدْ وَاهْجُرْ دِيَارِي مُعْلِنًا فِرَاقِي

لَقَدْ هَانَتْ الدُّنْيَا عَلَى رُوحِي وَ زَادَ مِنْكُمَا اخْتِنَاقِي

هَا أَنَا وَ وَحْدَتِي فِي غُرْبَتِي قَتَلَتْنِي مَرَارَةُ اشْتِيَاقِي

لَمْ يَبْقَى مِنْ دِيَارِي إِلَّا جُدْرَانٌ ارْتَمَيْتُ بِأَحْضَانِهَا لِلْعِنَاقِ

فَعَانَقَتْنِي وَ كَأَنَّهَا  تُوَاسِينِي عَلَى تَعْذِيبِي بِدُونِ الرفَاقِِ

وَ كَفُّ الْأَنِينِ يَمْسَحُ عَبْسَ الْجَبِينِ وَ يَرْوِي جَدْبَ تِرْيَاقِيٍّ

××××××××


٣-خَزِينَةُ الْأَسْرَارِ

قَلَبٌ يَهْمِسُ لِلنَّبْضِ بِسِرٍّ يُخْفِيهِ بِالْأَوْتَار

الصَّمْتُ فِيهِ بُرْكَانٌ اخْرَسٌ كَادَ انْ يَنْهَار

يُعَانِقُ حَنِينُهُ النُّجُومَ فِي لَيَالِ الْإِنْتِظَار

فَيَحْكَى لِحَنَايَاهُ عَنْ لَهِيبٍ أَرْدَاهُ إِلَى النَّار

فَأَغْلَقَتْ الْحَنَايَا أَوْتَارَهَا عَلَى قَلْبٍ يَحْتَار

ارْتَعَدْتُ وَاشْفَقْتُ عَلَيْهِ مِنْ آنِينِ الْإِحْتِضَار

وَنَادَتْ عَلَى حَبِيبِهِ انْ النَّبْضَ اعْلَنَ الْإِنْتِحَار

اِيًا حُبًّا سَكَنَ الْفُؤَادَ فَأَرَقَّ الْجَفْنَ لَيْلَ وَ نَهَار

تَعْجِبُ الْعَقْلُ سَائِلًا ؟ لِمَ الْعَذَابُ وَ لَكَ الْقَرَار

فَلْتَهْجُرَ هَوَاهُ أَوْ تُرْسِلُ لَهُ مِرْسَالًا بِآخَرَ إِنْذَار

فَضَحِكَ الْقَلْبُ سَاخِرًا لَيْسَ لِي دُونَهُ إِخْتِيَار

فَسُبْحَانُ مَنْ جَعَلَ الْقَلْبَ خَزِينَةً مِنْ الْأَسْرَار

×××


٤- اِخْتَنَقُ اَلْقَلَمِ

اِخْتَنَقَ القَلَمُ فِي يَدِي، فَنَزَفَتْ دِمَاؤُهُ عَلَى دَفَاتِرِي الوَرَقِيَّة

وَتَعَالَتْ صَرَخَاتُ أَحْرُفِ الكَلِمَاتِ، فَتَنَاثَرَتْ أَشْلَاءُ الأَبْجَدِيَّة

بَيْنَ آهٍ مَحْبُوسَةٍ، وَصَرْخَةٍ دُفِنَتْ تَحْتَ التُّرَابِ لِأَرْضٍ مَحْمِيَّة

وَبَكَتِ السَّمَاءُ عَلَى الأَبْرِيَاءِ، فَسَقَطَ دَمْعُهَا لَعْنَةً تَصْعَقُ البَرِيَّة

لَكَ اللَّهُ يَا غَزَّةُ، وَلَنَا خِزْيٌ لَصِقَ بِنَا، عَارُ انْتِسَابِنَا لِلْأُمَّةِ العَرَبِيَّة

أُرِيقَتِ الدِّمَاءُ لِآلَافِ الشُّهَدَاءِ، وَثُكِلَتِ النِّسَاءُ، يَا أَعْدَاءَ الحُرِّيَّة

كَيْفَ نَكُونُ الأَحْرَارَ، أَتْبَاعَ نَبِيِّ اللَّهِ المُخْتَارِ، وَنَنْحَنِي لِلْعُبُودِيَّة 

لَا لِحِصَارِ الصُّهْيُونِ وَقُوَّادِ الشِّرْكِ؛ أَكَلَةِ الخِنْزِيرِ، عَبِيدِ الوَثَنِيَّة

وَأَنْتُمْ، يَا حُكَّامَ العَرَبِ، يَا مَنْ لَكُمُ الرِّيَادَةُ، هَلْ سَحَقْتُمُ الوَطَنِيَّة

أَنْتُمْ مُحَاسَبُونَ أَمَامَ اللَّهِ يَوْمَ الدِّينِ، سَتَشْهَدُ عَلَيْكُمُ الإِنْسَانِيَّة

إِنِّي أَبْرَأُ أَمَامَ اللَّهِ مِمَّنْ سَانَدَ عَدُوَّ اللَّهِ وَوَالَاهُ، وَ هُم شَرُّ البَلِيَّة

××××××××××


٥- أيها السائل عني...

حِينَ تَسْأَلُ مَنْ أَنَا ؛ سَتُجِيبُكَ عَنِّي الْأَيَّامُ لَا الْإِنْسَان 

فَلَنْ أَقُولَ أَنَّنِي تَائِهَةٌ أَوْ بِلَا وَطَنٍ وَ لَا سَكَنٍ أَوْ عُنْوَان

أَرَدْتُ الْحَيَاةَ مَعَ اَلْبَشَرِيَّةِ بِأَحْلَامِي الرَّمْزِيَّةِ بِلَاحُرْمَان

وَ أَنْ أَعِيشَ بِلَا خَوْفٍ وَ لَا قَسْوَةٍ وَ لَا لِذَاتِي أَيْ نُكْرَان

أَنَا أَتَنَفَّسُ ؛ لَكِنَّ رُوحِي مُقَيَّدَةٌ خَلْفَ قُضْبَانِ الْأَشْجَان

أَمْضِي بِنَبْضٍ قَلْبِي ضَجِيجٌ يَتَأَجَّجُ مِنْ نِيرَانِ الْبُرْكَان

وَ أَبَيْتُ وَ اللَّوْمُ بِعَقْلِي يُغْرِقُنِي بِأَعْمَاقِ بَحْرِ الْحِرْمَان

أَنَا الْبَرِيئَةُ الَّتِي كَانَتْ تَبْحَثُ بِعَالَمِ الْوُحُوشِ عَنْ الْأَمَان

الزُّهْرَةُ حِينَ نَمَتْ أَغْصَانُهَا وَ امْتَدَّ جِذْرُهَا بِقَاعِ النِّيرَان

لَا لَمْ أَكُنْ أَنَا وَ لَمْ أَحْيَا كَمَا رَغِبْتُ أَنْ أَكُونَ بِلَا أَحْزَان

إِنْ تَرَانِي حَدَّثْتْ نَفْسَكَ عَنِّي بِأَنِّي وَطَنٌ بِكُلِّ الْأَوْطَان

إِنَّ هِجْرَتَهُ أَصَابَ قَلْبَكَ الْعَطَشُ وَمَضَيْتُ بِالدَّرَبِ ظَمْآن

فَلَنْ أُجِيبَ سُؤْلَكَ أَنَا ؛ بَلْ سَيُجِيبُكَ عَنِّي كُلُّ مَاضٍ كَان

وَ كُلُّ ذِكْرَى لِآلَامٍ بِصُمُودٍ تَامٍّ تَحَمَّلَتْهَا بِصَبْرٍ ؛ وَ عُنْفُوَان

فَلَا تَسْلَنِي عَنِّي قَبْلَ أَنْ تَعِرَّفَنِّي ؛  وَ سَلَّ عَنِّي الزَّمَان

××××


٦-لم أخلق لأحيا ضحية

أنا حُلمُ يراود الجفون بين اليقظة والسكون في ليلة قمرية 

روحي شهيدة وطنٌ  بلا  كَفن تبحث في الأوطان عن الحرية 

طفلة تحتمي بصدر أمها الحنون و لكنها تحيا  في غابة برية 
 
بقلب يعانق السحاب و لا أملك  إلا السراب بكفوفي السخية 

و حين  تناثر  من  بين أناملي كتبت و أبدعت بقَصيدة ثرية

تراني غيمة تختبؤ خَلفَ ضَباب الأيام في سماء الكون العلية 

ظَل الماضي يطاردني وظِل الحاضر يحاصرني؛تقيدني أمنية 

طَموحٌ قلبي ؛شَغوف عقلي؛ يُراودني حُلمُ من الأحلام الوردية

أنا غصن  قُطع فسال دماؤه  فسقى أرض فأثمرت زهور ندية

فكنت و الأحزان في صراع دام سنون عشت بها غريبة منفية 

فهكذا أنا لم يعرف المستحيل لي عنوان أحلق كطير بلا هوية

و لي في صبر الصمود ديوان عنوانه؛ "لم أُخلق لأحيا ضحية"

×××


٧- رُوحُ الْحَيَاةِ ××

مَالِي أَرَى الشَّوْقَ قَدْ قَيَّدَ الْوَجْدَ فِي عَيْنَيْكَ بِالْأَغْلَال

حِينَ تشَتَاقٍ لِرُؤْيَايَ تَطْرُقُ بَابَ قَلْبِي وَيَزِيدُك إِنْشِغَال

وَالْجَوَى حَبَسْتُهُ عَنْكَ لِئَلَّا تَسْمَعَهُ وَيَقْبَلَ الْحَنِينَ إِقْبَال

ادْمَنْتُكَ بِحَيَاتِي كَأَنَّكَ نَهْرٌ مِنْ الْمَاءِ الْعَذْبِ بِفَيْضٍ بشَلَّال

تتَسْلِقْ جِبَالَ الصَّبْرِ لِتَصِلَ إِلَى قَلْعَتِي بِقُوَّةِ فَارِسَ خَيَال

وَحَارِبُتَ الْأَحْزَانِ حِينَ غَزَتْنِي مُنْتَصِرًا عَلَيْهَا بِحَربٍّ وقِتاَل

تَغَارُ عَلَيَّ مِنْ أَنْفَاسِي وَ تَزِيدُ لَوْعَةُ الشَّوْقِ و بِعَيْنَاكَ جَدَال

وَ تَأْتِينِي عَلَى غَفْلَةٍ سَائِلًا هَلْ زَارَكِ الْيَوْمَ حَنِينِي لِلسُّؤَال

فَأُجِيبكَ بِعَيْنِي مَا لِلْقَلْبِ غَيْرُكَ أَنْتَ الْحَبِيبُ وَ لَهُ كُلُّ الْآمَال

لَنْ اقُولَهَا لَكَ فَإِنَّ الْعِشْقَ فِيكَ لَنْ يَشْفَعَ فِيهِ كَلِمٌات وَ  أقْوَال

حَبُّكَ كَالْوَطَنِ الْحَنُونِ يَحْمِي لَنْ يَخُونُ ؛ تَتَعَلَّمُ مِنْكَ الأَجْيَال

كَحْلْمُ الْعُيُونِ  بَيْنَ الْجُفُونِ و عَهْدٌ يَدُومُ  لِمَنْ  يَصُونُ بإجْلَال

أنْتَ بِالْعُمْرِ حَيَاةٌ وَ بِكَ تَكُونُ رُوحَ الْحَيَاةِ تَمْلَؤُهَا ودٌ و جَمَال

×××


٨- كُلُّنَا أَيَادِيهَا

 هَلْ جَارَتْ الدُّنْيَا عَلَى مَنْ حَمَى تُرَابَهَا وَ أَرَاضِيَهَا

أُمْ سُقِيَتْ بِدِمَاءِ شُهَدَاءِهَا وَ نَزْف الْجِرَاح لَنْ يَرْوِيَها 

و صَرَخَاتُ أُمِّ الشَّهِيدِ وَلَدِي أنْتَ وَ رُوحُكَ تَفْدِيهَا 

أَصْبَحْتُ خُضَابًا لِتُرْبَةٍ ؛ الْعَارُ يَجْرِي بِعُرُوقِ سَاكِنِيها 

أَوَاهْ يَا قَتِيلَاهُ بِدِمَاكَ فَدَوْت نُفُوسًا الرُّعْب حَامِيها

فِيا لَيْتَ الدِّمَاءَ تَنْفَجِر فَتَلْطَخُ جِبَاهَ قَاصِيها وْ دَانِيهَا

لَعَلَّ رِجَالٌ تَنْهَضُ ؛ تَحْمِلُ سِلَاحًا ؛ تَثْأَرُ لِأُمَّةٍ فَتُدَاوِيها

انَّ دَمْعَ الْخِزْيِ وَالْهَوَانِ لَنْ يَجِفَّ وَغَزَّةُ تُبَادُ بِمَنْ فِيها

نَحْنُ الْأَحْرَارِ أَنْحَنَتْ رُؤُوسُنَا وَ رَايَةُ الْحُرِّيَّةِ نَطْوِيها

إِنِّي أُعْلِنُهَا بِحُرْمَةِ دَمِ الشَّهِيدِ أَتَبَرَّأُ مِنْ كُلِّ مَنْ يَخْزِيها

إِنَّهُ صَوْتُ الْحَقِّ يَعْلُو فَوْقَ رَأْسِ كُلِّ عَدُوٍّ قَدْ يُعَادِيها

غَزَّةُ وَ فِلَسْطِينُ وَ سُورْيَا وَ بِلَادُ الْمُسْلِمِينَ كُلُّنَا أَيَادِيها

×××


٩-أَيًّا أَنْتَ ..

أَيًّا أَنْتَ قُلْ لِي لِمَ انَا ؛ وَ لَنْ أُلْقِيَ عَلَيْكَ مُلَام

لَا اِدْرِي لِمَ نَبَضَ قَلْبِي أَنا نَادَاكَ مِنْ بَيْنِ الْآنَام

وَ أنْ رُوحِي مَعَكِ قَدِيحْلُو لَهَا السَّهَرُ وَ الْكَلَام

فَهَلْ عَاهَدْتُهُ وَ بِدُونِ أَنْ تُعَرِّفَنِي عَلَى الْوِئَامِ

أَمْ رَأَيْتُ فِي قَلْبِي بَقَايَا الْمُنَى فَبَادَرْتُهُ بِالسَّلَام

وَأَرْسَلَتْ طَيْفُكَ فِي الْمَنَامِ يَحْمِلُ فُتَات الْأَحْلَام

فَأَشْعَلَتْ شُمُوعُ الْحُبِّ لِتَمْحُوَ عَنْ دَرْبِي الظَّلَام

وَأَخَذْتُ بِيَدِي هَيَّا اِنْهَضِي وَ بِعَيْنَيْكَ وَجِدَ الْهُيَام

لِتَرَاقُصَنِي كَالْفَرَاشَةِ الْحَالِمَةِ ، عَلَى أَجْمَلِ الْأَنْغَام

فَأَخْبِرَنِي لَمْ نَبَضَ قَلْبِي أَنَا نَادَاكَ مِنْ بَبْنِ الِانَام

هَلْ عَلِمْتُ أَنَّنِي اغْلَقْتُ عَلَى قَلْبِي وَعَادَتْنِي الْأَيَّام

وَ كُنْتُ الْغَرِيبَةَ الْمَنْسِيَّةَ الَّتِي تَاهَتْ  وَسْطَ الزِّحَام

وَ نَسِيتُ نَفْسِي وَ اكْتَفَبْتُ مِنْ الْجِرَاحِ وَ مَرِّ الْالَام

فَيَّا انْتَ مَنْ أَنْتَ هَلْ أَنْتَ رَسُولٌ مِنْ رُسُلِ الْغَرَام

أَمْ أَنْتَ مَلَاكٌ مِنْ السَّمَاءِ أَتَيْتَ لتَنْشُرُ  الْوُدَّ  الْمُرَام

أَرَأَيْتَ إِنْ أَحْبَبْتُكَ وَ أَفْلَتَ مِنْ الْحَنَايَا مِلْكُ الزِّمَام

وَأَطْلَقْتُ قَلْبِي فِي الْعِنَانِ يَهِيمُ مَعَ قَلْبِكَ بِلَا لُجَام

وَ حَلَقَتْ رُوحِي فِي سَمَاءِ الْعِشْقِ كَزَاجِلِ الْحَمَّام

فَمَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ هَوَاكِ إِنْ أَعْلَنَ قَلْبِي الْإِسْتِسْلَام

هَا هَى رُوحُكِ نَادَتْ رُوحِي فَأَتْبَعْتُهَا بِكُلِّ إِنْسِجَام 

×××××


١٠- لِمَاذَا يَا قَلْبِي 

وَ رَمَيتنِي يَا قَلْبِي فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ دُونَ أَدْنَى ضِيَااء

ابْحَثُ عَنْ نُورٍ يُنِيرُ دِرْبِي يُؤْنِسُ وَحْدَتِي يَذْهَبَ الْعَنَاء

أجِدْ الرَّاحَةَ لِرُوحٍ كَادَ انْ يُهْلِكَهَا الْعَذَابُ وَيُفْنِيهَا الشَّقَاء

أَيْنَ انَا مِنْ حُبٍّ حُكِمَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ بِالْعَدَمِ وَ الْفَنَاء

لِمَاذَا يَاقَلْبِي وَانْتَ تَعْلَمُ أَنِّي اكْتَفَيْتُ وَ كَمْ تَمَنَّيْتُ اللِّقَاء

بِمَنْ بَحَثْتُ عَنْهُ ايَّامًا وَسِنِينًا ظَمْآنَ و كَأَنَّ فِيهِ كُلَّ الْهَنَاء

اَيْنَ الْأَمَانُ وَ الْحَنَانُ بعَالَمٍ غَلِيظٍ ومُلِئَ بِالْقَسْوَةِ وَالْجَفَاء

و أَيْنَ نَفْسِي الَّتِي بَاتَتْ تَهْرُبُ مِنِّي لِتَبْحَثَ عَنْ الِاحْتِوَاء

كَفَى كَفَى يَاقَلْبِي تَأَلُّمًا وَحَيْرَةً فَحَالُكَ أَصْبَحَ فِي ازْدِرَاء

كَفَى انْينًا عَلَى مَاضٍ وَحَنِينً رَحَلَ تَمَنَّيْتُ لِوُجُودِهِ الْبَقَاء

سَئِمْتُ مِنْكَ وَمِنْ حَنِينِي لِمَنْ سَرَقَكَ مِنِّي عَمْدًا بالْخَفَاء

أَتْرَاهُ يَهْوَاكَ بِحَقٍّ أَعْشَقُ هَذَا أَمْ أَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَدَاء

لَمْ تَجْنِي مِنْ حُبِّهِ يَا قَلْبِي إِلَّا سَرَابًا عَالقاً لَمْ تَأْخُذْ إِلَّا هَبَاء

أُلْقِيَ عَلَيْكَ مُلَامًا وَأَنْتَ الْمُعَذَّبُ عُذْرًاً مِنْكَ أَصَابَنِي الْحَيَاء

×××××


١١-قلب بلا  قيود...

يا من رأيت في قلبي الصمود ..عد الى ما شئت أن تعود 

و دعك  مني فإنا لست لك و لن ارتبط  بمصيرك المعهود
 
لن أعود ولن أكون صفحة في كتابك تطوى في وقت محدود

إن لم أكن  لك  كل صفحات  كتابك و كل عالمك بكل الحدود

فلن يكون حبك سجنا يعتقل قلبي أسيرا  إنه حرا  بلا قيود

أنا لست طريقا أعجبك فسلكته و مضيت في كل درب مشهود

فأنا عبير الزهور التي فاح عطرها في كل بستان و عطر  الورود

وأنا القلب الذي تمنيته يوما و لن تجد له مثيلا في كل الوجود. 

والروح  التي تعطي حبا واحتواءأ وتتحمل بكل صبر و صمود 

إن استغنيت عني فأنا الأغنى أرحل و لن يغرق دمعي الخدود.

 فدمعي غال لن اهدره من أجلك  كي تعود  و ان لم تعود

++++++


١٢-لَا تُسِلِ فُؤَادِي .

لَا تُسِلُّ فُؤَادِي مَنْ مِنَّا يَمْلِكُ لُجَامَ قَلْبِهِ فِي الْعِشْقِ وَ الْهَوَى

فَإِنْ كَانَ قَلْبِي يَنْبِضُ لَكَ فَإِنَّهُ فِي هَوَاكَ مَا قَصَدَ وَ مَا نَوَى

وَ لَكِنَّهُ رَغْمًا عَنْهُ أُحِبُّكِ أَنْتَ دُونَ غَيْرِكَ حِينَ قَلْبُكَ لَهُ احْتَوَى

فَأَخَذَتَنِي بِحَنِينِكَ مِنْ الْأَنِينِ عَلَى مَاضٍ بِهِ الْعُمْرُ قَدْ انْطَوَى

فَإِنْ رَأَيْتَنِي رَغْمًا عَنِّي أَبْتَعِدُ عَنْكِ فَلِأَنَّنِي أَخَافُ لَوْعَةَ الْجَوَى

مَالِي أَنَا فِي دُرُوبِ الْعَاشِقِينَ سَبِيلٌ وَ لَا قَلْبِي أَبْدَأُ لَهَا غَوَى

لَكِنَّهُ حُكْمُ الْقَدَرِ حِينَ آتِي بِكَ لِتَسْكُنَ دِيَارَ الْحُبِّ وَ قَلْبُكَ انْكَوَى

حَبَنَ تَسَلَّلَتْ لِحَنَايَا قَلْبِي وَ تَعَلَّقْتُ بِنَبَضَاتِهِ فَمَلَكْتُهُ بِكُلِّ مَا حَوَى

فَارْتَعِدَ خَوْفًا مِنْكَ لِأَنَّهُ يَهَابُ كُلَّ عِشْقٍ يَقْتَرِبُ مِنْهُ بَعْدَمَا خَوَى

فَأَخْبَرْتَهُ يَا قَلْبِي أَلَا تَدْرِي أَنَّ نَبْضَكَ مِنْ نَهْرِ الْأَمَانِ قَدْ ارْتَوَى

وَ هَا هَى رُوحِي قَدْ هَاجَرَتْ بَعِيدًا عَنِّي وَ تَعَلَّقْتُ بِدُرُوبِ النَّوَى

أَطْلِقْ سَرَاحَكَ حَطِّمْ قُيُودَكَ دَعْهُ يَرْمِمْ نُدُوبَكَ مَا لَنَا دُونَهُ سِوَى .

++++++


١٣-رِفْقًا بِمَا تَبَقَّى مِنِّي ؛

لَمْ يَقْتُلْ الْمَوْتُ أَحَدًا إِلَّا الْأَحْيَاءَالَّذِينَ فَقَدُوا اغْلَى مَنْ يُحِبُّونَ
فَمَنْ مَاتَ مَاتَ 
يَبْقَى اَلْفَقْدُ اِقْسَى مَشَاعِرَ مَرَّتْ بِنَا ، نَحْنُ لَا نَمْلِكُ مِنْ الْأمِرِ شَيْءٌ وَلَا نَعْتَرِضُ عَلَى قَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ
فكُلُّنَا رَاحِلُونَ وَكُلُّنَا سَنَحْمِلُ عَلَى الِاعْنَاقِ مَيِّتُونَ
وَلَكِنِّي اتَحَدَّثُ عَنْ مَرَارَةِ الْفَقْدِ . . مَرَارَةِ الْوَدَاعِ الْأَخِيرِ 
حُرقَةُ وَ أَلَمٌ الْقِبْلَةِ الْاخِيرَةِ عَلَى جَبِينِ أَعَزِّ اَلْأَحْبَابِ 
مَا اقْسَاهُ مِنْ شُعُورٍ مُمِيتٍ،،
نَبْكِي لَيْلًا . .  نَتُوهُ فِي طَرِيقِنَا . . لَا نَعَرِفَ لِأَيْنِ الْمَصِيرُ
ثُمَّ بَعْدُ ؛
تأخُذُنِي الْأحْزَانُ إلَى عَالَمِ الصَّمْتِ تَعْتَصِرُنِي وَ تُجْهِدُ رُوحِي ، بِأَنِّينٍ مَحْبُوسٌ دَاخِلَ حَنَايَا الْقَلْبِ فَلَا أَسْتَطِيعُ الْبَوْحَ
وَ لَا أَقْوَى عَلَى الْكِتْمَانِ فَتَخْرُجُ أَحْزَانِي بِصَرَخَاتِ أَحْرُفٍ ،،
وَ تَتَّزِفُ أنَامِلِي بِكُلِّ مَا أَرَدْتُ قَوْلَهُ وَ شَرْحَهُ ؛ 
فَأُنَاشِدُ الْأَحْزَانَ رِفْقًا بِمَا تَبَقَّى مِنِّي ؛
حِينَ تَبْكِي الْكَلِمَاتُ عَلَى السُّطُورِ الْحَزِينَةِ مُحَاوِلَةً إيجَادَ ثَغْرَةٍ أَوْ شُعَاعِ نُورٍ يُلَامِسُ قَلْبِي فَيَقْتَبِسُهُ قَلَمِي وَ يَضَعُهُ أَمَامَ عَيْنِي ، لِيُخْبِرَنِي أَنَّ الْأمِلَ قَادِمٌ رَغْمَ ابْتِعَادِهِ وَطِيلَةَ انْتِظَارِهِ فَلَابُدَّ لَهُ أنْ يَصِلَ لِبَعَانِقِ رُوحِي وَ يُرَمِمَ جِرَاحِي 
وَ بِهَمْسٍ فِي اذُنَايَ فَلْتَهْدَئِي لَقَدْ مَضَى زَمَنُ الشَّقَاءِ .
وَ جَفَّتْ الدُّمُوعُ .

×××××××


١٤-أَفْتَقِدُكَ يَا قَلْبِي ..

نَعَمْ أَفْتَقِدُكَ ، أَنْتَ قِطْعَةٌ غَالِيَةٌ مِنِّي . تَنْبِضُ بَيْنَ ضُلُوعِي وَ تَحْمِلُ كُلَّ خَبَايَا نَفْسِي ، ، لَكِنْ ! ! كَأَنَّكَ غَرِيبًا عَنِّي لَا تُشْبِهُنِي . .
أَتَدَرَّي 
أَحْيَانًا كَثِيرَةٌ أُهَابُكَ 
حِينَ تُعْلِنُ الْعِصْيَانَ عَلَيَّ وَ تَبْتَعِدُ مُرْتَدِيًا رِدَاءَ الصَّمْتِ رَغْمَ أَنْفِي ،
أَخَافُ عَلَيْكِ حِينَ تَقُودُنِي ذَاكِرَتِي لِغُرْبَتِي بِوَحْدَتِي فَتَأْخُذُ رُوحِي لِصَغْحَاتٍ طَوِيَّتِهَا وَحَاوَلْتُ نِسْيَانَهَا لِتُمْحَى مِنْ خَاطِرِي ، ،
آرَاكَ بِأَغْلَالِهَا تُقَيِّدُنِي . . ! !
أَعِي يَا قَلْبِي كَمْ تَحَمَّلْتُ الْكَثِيرَ وَ الْكَثِيرَ دُونَ أَنْ تَشْتَكِيَ .
أَخْفَيْتُ حَنِينَكَ وَحَبَسْتُ أَنِينَكَ بِدُونِ صَوْتٍ لَكِنَّكَ تُعَذِّبُنِي .
ذَقَتْ مَرَارَةَ التَّنْهِيدِ وَ أَحْرَقَتْ حَنَايَاكَ جِرَاحٌ غَائِرَةٌ لَا تُشْفَى
وَ لَا تَلْتَئِمُ وَ لَا مِنْهَا تُحَرِّرُنِي . . .
إِنْ كُنْتُ أَدَّعِي اللَّامُبَالَاةَ فَلِأَنِّي لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ ،
كَيْفَ تَدْعُونِي لِأَعِيشَ لَكَ وَحْدَكَ وَ أَنْتَ مَنْ تَأْمُرُنِي ، ،
أَنْ أُعْطَى بِكُلِّ الْحُبِّ لِمَنْ حَوْلِي ، ،
أُدَاوِي آلَامَ كُلِّ مَجْرُوحٍ . وَأُجْبِرُ خَاطِرَ كُلِّ مَكْسُورٍ .
حَقًّا يَا قَلْبِي إِنَّكَ تُحَيِّرُنِي . . ! !
فَلَا تَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ وَانْ لَمْ يَكُنْ مَنْ أَعْطَيْتَهُمْ أَهْلًا لِذَلِكَ ، ،
فَلْتَبْقَى كَمَا أَنْتَ وَ تَظَلُّ كَمَا كُنْتَ 
سَيَأْتِيكَ يَوْمًا وَ يَعُودُ إِلَيْكِ كُلُّ الْخَيْرِ مَرَّةً وَاحِدَةً 
فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ ، ،
فَلْتَطَمْئِنَّ يَا قَلْبِي وَ لَا تُضَيِّعْنِي .

+++++++


١٥-بقايا  قَلْبٍ 
حِينَ أَرَادَ أَنْ يَحْيَا بِالْحُبِّ وَالْعَطَاءِ يَنْبِضُ بِالْحَنَانِ وَالدِّفْئِ لِمَنْ حَوْلَهُ يَحْنُو وَيُؤْنِسُ وَيُطَيِّبُ خَاطِرَ كُلِّ مَهْمُومٍ . . وَيُوَاسِي وَيُدَاوِي كُلَّ مَجْرُوحٍ 
اِحِبَّ وَاخْلَصَ أَوْ أَنَّهُ اعْتَقَدَ انْهُ احِسَّ بِنَوْبَةِ الْحُبِّ كَحُمَّى شَدِيدَةٍ وَلَكِنَّهُ أَخْطَأَ فِي اخْتِيَارِ مَنْ يَسْكُنُهُ وَيَسْتَقِرُّ بِهِ 
ظَلَّ يُكَابِرُ وَيَصْبِرُ وَيَصْمُدُ رَغْمَ كُلِّ الشُّقُوقِ وَالنُّدَبَاتِ الَّتِي اصَابَتْهُ . . وَمَعَ كُلِّ إِحْسَاسٍ بِغُصَّةِ الْمٍ وَجِرَاحٍ عَمِيقَةٍ حُفِرَتْ فِي جُدْرَانِهِ 
وَفَجْأَةً تَوَقَّفَ عَنْ عَطَاؤِهِ . . اِسْتَفَاقَ مِنْ غَفْلَتِهِ وَاعْلَنَ تَمَرُّدَهُ وَاكْتَفَى بِسَنَوَاتِ الصَّمْتِ الْقَاتِلِ الَّتِي مَرَّتْ بِهِ وَقُتِلَ فِيهِ . . حِينَهَا اخْبَرَتْهُ الِايَامُ وَالسِّنِينَ انْهُ 
_ لَيْسَ كُلُّ مَنْ دَقَّ بَابَكَ تَأْذَنُ لَهُ بِالدُّخُولِ وَبِبَرَاءَةٍ وَعَفْوِيَّةٍ تَسْمَحُ لَهُ بِالْبَقَاءِ فِيهِ 
إِنَّهُ الْقَلْبُ يَا سَادَةَ ذَاكَ الْوِعَاءُ الْمُغْلَقُ .اَلْبِئْرُ الْعَمِيقُ الَّذِي لَا يَعْلَمُ بِأَسْرَارِهِ إِلَّا مَنْ اوْدَعَهُ سُبْحَانَهُ فَلْتَرْحَمُوا وَتَتَرَاحَمُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ فَوَاللَّهِ إِنَّ لِكَسْرِ الْقُلُوبِ نَزْفٌ صَامِتٌ وَجُرْحٌ غَائِرٌ لَا يُمْحِيهِ الزَّمَنُ

+++++++


١٦-القلوب  النقية...

-سَلَامًا لِكُلِّ قَلْبٍ بَرِئٍ وَلِكُلِّ رُوحٍ نَقِيَّةٍ 
تَرْسِمُ عَلَى وَجْهِ طِفْلٍ بَرِئٍ ضِحْكَةً صَافِيَةً نَدِيَّةً 
وَ تَزْرَعْ فِي قَلْبٍ حَزِينٍ فَرْحَةً . لَا تَنْسَى  لَا تَخْذُلْ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهَا وَقْتَ ضَعْفِهِ  وَلَا تَنْهَرْ مَنْ أَطْلَعَهَا عَلَى نِقَاطِ ضَعْفِهِ 
لَا تُفْشِي سِرًّٱ  وَلَا تُحْنِي رَأْسًا وَلَا تَشْمَتْ بِدَاءٍ وَلَا تَمْنِعْ دَوَاءً  إِذَا أَحَبَّتْ أَخْلَصَتْ وَإِذَا غَضِبَتْ إِبْتَعَدَتْ دُونَ ذَمٍّ أَوْ هِجَاءٍ أَوْ رِثَاءٍ  إِذَا ظَلَمَتْ تَرَكَتْ أَمْرَهَا لِرَبِّ السَّمَاءِ ..
تُسَاعِدُ الضَّعِيفَ وَتُغِيثُ الْمَلْهُوفَ  وَتُدَاوِي جِرَاحَ أَنْفُسٍ قُهِرَتْ وَتَجْبِرُ خَوَاطِرَ نُفُوسٍ ظُلِمَتْ وَتَرْحَمُ قُلُوبٌ أَصَابَهَا الْجَهْدُ وَالْعَنَاءُ  وَ أَجْسَادٌ  أَهْلَكَهَا الدَّاءُ 
كَوْنُوا رُحَمَاءُ . فَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ . 
إِرْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ .

××××××××


١٧-مِحْرَابُ الصَّمْتِ؛

نَدْخُلُ فِي مِحْرَابِ الصَّمْتِ بِأَحْزَانِنَا
وَ نَخْرُجُ مِنْهُ بِأَوْجَاعِنَا الْمَرِيرَةِ
لَا قُدْرَةَ لَنَا عَلَى الْكَلَامِ أَوْ الْبَوْحِ بِمَا يُؤْلِمُنَا
وَ لَا طَاقَةَ لَنَا عَلَى تَحَمُّلِ الصَّمْتِ الَّذِي كَادَ يَقْتُلُنَا
وَ نَظَلُّ نَتَأَرْجَحُ بَيْنَ الصَّمْتِ وَ الْكَلَامِ
عُيُونُنَا حَزِينَةٌ وَ قُلُوبُنَا مُكْتَظَّةٌ بِجِرَاحٍ أَلِيمَةٍ
أَرْوَاحُنَا تَائِهَةٌ فِي عَالَمِهَا وَ أَجْسَادِنَا أَصَابَهَا الْإِعْيَاءُ وَ الْوَهَنُ
وَكَأَنَّهَا تَأْبَى اسْتِمْرَارِيَّةَ الْحَيَاةِ
لَكِنَّهَا أَعْمَارٌ مَكْتُوبَةٌ وَ أَنْفَاسٌ مَعْدُودَةٌ
وَ لَا نَمْلِكُ إِلَّا الرِّضَى بِمَا قَسَمَهُ اللَّهُ
رَبِّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيَّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رُشْدًا

×××××××××


١٨-لحظات عَابِرَةٌ ..

لَحَظَاتٌ عَابِرَةٌ فِي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الدُّجَى ؛
قُلِبَتْ فِي أَرْشِيفِ الذَّاكِرَةِ 
فَتَزَاحَمَتْ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ  كَانَ  بِالْخَاطِرَةِ ،
تَمَلَّكْ عَقْلِي وَ تَفْكِيرِي بِكُلِّ مَعَانِي الْحِصَارِ
مِنْ أُمْنِيَاتٍ خَاسِرَةٍ ؛ عَلَى رَصِيفِ اَلْإِنْتِظَارِ .
وَ سَنَوَاتٍ مَضَتْ حَافِلَةً ؛ بِأَحْزَانٍ مِنْ الْإِحْتِضَارِ ،
مَضْتْ ! ! .. وَ لَكِنْ بِرَحِيلِ أَعْمَارِنَا 
وَ لَمْ يَتَبَقَّى إِلَّا الْفُتَاتُ الضَّئِيلُ ؛
لَمْ يَعُدْ بِنَا طَاقَةٌ لِتَحَمُّلِ أَيِّ شَيْءَو لَوْ قَلِيلٌ مِنْ اللَّحَظَاتِ الْعَابِرَةِ ؛
فَقَدْ هَاجَرَتْ الْأَحْزَانُ وَ لَكِنَّهَا لَمْ تَتْرُكْ لَنَا أَيَّ شَيْءٍ مِنَّا
أَخَذَتْ مَعَهَا كُلَّ شَيْءٍ 
وَ لَا زِلْنَا نَنْتَظِرُ فِي مَحَطَّاتِ الْأَمَلِ ؛ لَعَلَّ الْفَرَحَ يَجْتَاحُ حَيَاتَنَا فَيُجَدِّدُ مَا تَبَقَّى مِنْ أَنْفَاسٍ مَعْدُودَةٍ ؛
وَ يُحَرِّرُ مَا قَيَّدَتْهُ السِّنِينُ دَاخِلَ قُلُوبِنَا مِنْ الْحَنِينِ
الْحِنِينَ لِأَنْفُسِنَا ؛ الْحَنِينُ لِرَاحَةٍ فَقَدْنَاهَا ؛ الْحَنِينُ لِاسْتِعَادَةِ الرُّوحِ ؛
فَتَخْرُجُ مِنْهَا تَنْهِيدَةٌ كَانَتْ مَحْبُوسَةً خَلْفَ جُدْرَانِ صَمْتِ الْأَنِينِ .

××××××××


١٩-آمال معلقة بالخيال ..

و في الخيال عالم آخر ربما نظنه مليء بالآمال المعلقة
 بأحلامنا البريئة التي اغتصبها منا الواقع الفظ ،،
بين حلم رأيناه مستحيلاً و آخر بحنايا القلب سجيناً..
أمنية يحتويها القلب أو قدر مكتوب تتمناه النفس،،

أشياء و أشياء بذواتنا..
لم تخلق للكتابة و لا للبوح ..
لا نستطيع أن نقترب منها مدفونة في قبو الذكرى 
خاملة كالبركان المتأجج مليئة بالندوب و الجروح ،،
نخاف أن نعود إليها فترانا نتظاهر و ندعي نسيانها 
حتى لا يقتلنا سكين الحزن كالطير المدبوح ..

نمضي في الدروب، ،
نكمل مسيرة سعينا ..نتغاضى ،نبكي أحياناً،
 و نحبس الدموع ؛بصمت أخرس لهيب احتراقنا
أحياناً آخرى...

نهمس بحمد الرضى،،
و نغمض أعيننا عن بعض الخطى،
التي أجبرتنا جفوة الدنيا عليها قدماً..ثم نعود فجأة؛ 
 لنجد أننا في نهايات الطريق؛
و لم يتحقق إلا ما أرغمتنا عليه الحياة..

نرفع رؤوسنا عالياً و نضحك لأن ما أردنا تحقيقه ؛
 أبدأ لم يكن خير و ما كرهناه هو كل الخير ؛
فهو قدر الله المكتوب.  

×××××××


٢٠ -  أفئدة كأفئدة الطير ..

لقد أصبح الفرح غريباً....
زائرا عابراً كعابر سبيل يمضي دون أن نشعر به 
و هذا القلب الذي بين الضلوع ظل بحمل أوجاعا كثيرة .
ندفن به كل جرح و نحبس فيه كل حزن و ألم..
نرحم و نداوي و نجبر خواطر غيرنا بقلب لا يهدأ 
يحمل هم كل من حوله ..و لا يجد من يحمل همه أو يشعر به 
آما آن لنا أن نرحمه ...أو نشفق عليه ..
إنه لا يتكلم و لا يصرخ و لا يعترض 
و لكن نبضاته تئن و تتمزق أوتاره  شيئاً فشيئا ..
إلى أن يتوقف به النبض.. 
فحينها كيف لنا أن ننقذه و نعيده للحياة 
ما أقسى القلوب التي حولنا  في هذا الزمان..

رفقاً  بالأفئدة فإن جراحها لا تلتئم و كسرها لا يجبر .

بقلم ✍️ عبير عيد



أرق التحايا والتقدير لشخصكم الموقر 
وفقكم الله وسدد خطاكم أستاذ 
 سمير شراويد
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دار نشر تحيا مصر 🇪🇬للإبداع

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
body { font-family: Arial, sans-serif; direction: rtl; background-color: #f4f4f4; margin: 20px; } .blog-container { display: flex; flex-wrap: wrap; gap: 20px; } .blog-post { background: white; padding: 15px; border-radius: 8px; box-shadow: 0 0 10px rgba(0, 0, 0, 0.1); width: 300px; } .blog-post h3 { margin: 0; color: #333; } .blog-post p { color: #666; } .read-more { display: inline-block; margin-top: 10px; color: #007bff; text-decoration: none; } .read-more:hover { text-decoration: underline; }