رعب ودمار... وصراخ وأنين
بقلم احمد قطب زايد
اكتب مقالتي عن زلزال القرن المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وخلف أعداد هائلة من الضحايا وأودى بحياة الآلاف من الأشخاص لقد استيقظ العالم العربي فجر السادس من فبراير 2023على كارثة شديدة حلَّت بجنوب تركيا وشمال سوريا، حيث ضُربت المنطقتين فجرا بزلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريخترهذا الزلزال ضمن الأقوى في تاريخ منطقة شرق المتوسط بل وواحد من أعنف الزلازل في التاريخ نكبة كبرى وكارثة عظمى لا يتحمل الإنسان أن يتابعها ولا يملك دموعه نحوها. رعب ودمار وصراخ وأنين من بين الركام، قصص مأساوية ومشاهد مروعة، حقيقة لا أحد ببعيد عن غضب الطبيعة، ولا يوجد على وجه الأرض من يستطيع الوقوف والتصدي لمثل هذه الظواهر برغم التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث .أن الله هو الفاعل الوحيد والمطلق في هذا الكون كله، وأن ما يقع فيه من شيء إنما هو بإرادة الله وقدرته وعلمه.
ألم يتعظ الضمير العالمي أن الزلازل دعوة إلى العودة إلى الله، ودعوة للإصلاح في الأرض بعد إفسادها، ودليل عيني على زلزال الساعة الذي ترج منه الأرض رجا. وتقرع هذه الزلازل – آذان من يظنون أنهم ملكوا الأرض والدنيا... فها هو زلزال استمر بضع دقائق، ونتجت عنه أمواج عاتية ودمار هائل أنه بمثابة رسالة تحذير من الله، لكن مهما تعاظمت زلازل الدنيا، فإن زلزال الساعة هو الأمر والأدهى، زلزلة تنسي الوالدة رضيعها، زلزلة ترى الناس سكارى دون أن يتعاطوا خمرا، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا اَلنَّاس اِتَّقُوا رَبّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ اَلسَّاعَة شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى اَلنَّاس سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اَللَّه شَدِيدٌ} "الحج: ١ –2".
عزيزي القارئ أشدّ ما يكون المسلم في حاجة أخيه عندما تحصل له نكبة فيُهدم بيته ويذهب ماله وَتُشَرِّد أسرته فيكون بلا مأوى ولا طعام معرّضاً للموت، قد اجتمع عليه التشرّد والخوف والهم والبرد قد أتته أقدار الله جل وعلا ونفسه كانت مطمئنة مع أسرته فتحول حاله بلحظات إلى أفقر حالات العبد وأذلّها نحن جميعا نشعر بالأسى والحزن على أكثر من 23 ألف قتيل وملايين المشردين في زلزال تركيا وسوريا إحدى أسوأ الكوارث وسط البرد والمطر الغزير. قال رسول اللهﷺ: "مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر". أتقدم بخالص العزاء والمواساة لأشقائنا في سوريا الحبيبة وللشعب التركي... وتمنياتنا من الله سرعة شفاء المصابين. ندعو الله أن يعينهم في مصابهم ويتغمد ضحاياهم برحمته ويعوض من تهدمت مساكنهم بسب كارثة الزلزال المدمر. وقانا الله وإياكم شر الكوارث والفواجع ". يقول أحد الشعراء:
يا أرحم الراحمين ارحم عبادك من هذى الزلازل فهي الهلاك والعطب
ماجت بهم أرضهم حتى كأنهم ركاب بحر مع الأنفاس تضطرب
فنصفهم هلكوا فيها ونصفهم لمصرع السلف الماضين يرتقب
تعوضوا من مشيدات المنازل بالأكواخ فهي قبور سقفها خشب
كأنها سفن قد أقلبت وهم فيها فلا ملجأ منها ولا هرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق