قطبي مغناطيس ...
___________
(قراءة تحليلية شخصية لمشهد من واقع الحياة)
هند فهمي..
إن العنصر البشري الذي بذل قصارى جهده في تقريب التواصل بين افراده حتى تخطينا مقولة أن العالم أصبح قرية كونية بحيث يصلك الخبر من أقصى بقاع الأرض في نفس لحظة وقوعه كأنما أنت على أرض واقعه هو عنصر يحمل في جعبته التناقض الجلي الذي يدفعه وهو على هذة الحال بضحد ونقض هذا التواصل وذلك القرب.
والمثل على ذلك غير واحد لأنك الآن وقبل تكاد تنفي من الوجود صلة الرحم حين تختصرها في كلمة ليست حتى بخط يدك تستعملها في المعايدات والمناسبات بينك وبين من هم في حكم رحمك قريبة كانت أم بعيدة ويستتبع ذلك بعض علاقات البشر الأخرى.
قس على ذلك الخلل العقيدي الذي تحقق في قول الحق سبحانه وتعالى في قدسه..مرضت فلم تعدني فقال :_كيف اعودك وأنت رب العالمين فقال :_مرض فلان فلم تعده..
ألا ترى أنك اكتفيت بوسيلة التواصل لتجبره ظانا منك بل قناعة أنك قمت بالواجب تجاهه على أكمل وجه ؟!
لنضع في الإعتبار أن هذا المنتج الذي تغير عنوانه حتى استقر مؤقتاً على{Meta verse} هو صناعة غربية ونتاج مجتمع ذي ثقافة تغاير عاداتنا وتقاليدنا كشرقيين لنا مسحة دينية لها طابع خاص ليس المجال مواتيا للخوض فيه .
ماذا أضاف إليك هذا المنتج الذي استحوذ ليس فقط على نصيب الأسد من اهتماماتك بل كل الاهتمام؟!
قد يرد بعض الواعين بأنه عملة ذات وجهين أو سلاح ذو حدين ويؤخذ في الاعتبار هذا الرد.
أما الأمر الذي استفزني فكتبت هذا التحليل ذلك السؤال الذي عنَّ لي وكان نصه.. ألم يكن من الأولى لك أن تبحث في كل إتجاه عن وسيلة تقربك من الله بنفس قوة اهتمامك بهذا الذي شغلك عنه(التواصل)؟!
إن الغربي الذي نجح في خلق تلك الوسيلة كان مجتهداً في ابتكاره لغرض هو يعلمه ونجح بجدارة أيضاً في تصديره حتى تصدر المشهد عالمياً ومحليا ولو كنت قارئا جيداً للتاريخ لادركت أننا اصل كل معادلة اعتمدت فصنعت نجاحاً كالخوارزمي وابن سينا وابن الهيثم وقطار طويل من أسماء يعزى إليها الفضل في نهضة الواقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق