بحث هذه المدونة الإلكترونيةSamir nageeb 85blogspot. com

،، مصطفي الذكي،، بقلم الكاتب،، نضال علي الحسين


مُصْطَفَى الذَّكِيّ 
 
الذَّكَاء أَنْ تَجِدَ لِهَؤُلَاء النَّاس مَادَّةٌ أَنْت تَمَلُّكَهَا ولايملكونها وَتُجْعَل مِنْهَا مِقْيَاسٌ لتعاملاتهم . . . . 
يَبْتَاعُون وَيَشْتَرُون بالمقايضه . 
صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ يَذْهَب أَهْلِ الْقَرْيَةِ إلَى السُّوقِ كُلّ يُحْمَل سَلَتَه . . 
فِيهَا مَالًا يَحْتَاجُونَه فِي الْبَيْتِ . ليستبدلوه بِمَا يَحْتَاجُونَه 
وَهَكَذَا تَدُور حَرَكَة الْحَيَاةِ فِي تِلْكَ الْقَرْيَةِ . 
 
أَعْطَتْه سَلَّه مَلِيئَة مِمَّا هُو فَائِض فِي الْبَيْتِ يستبدله بِشَيْءٍ مِنْ الْكِبْرِيتِ وَشَيْءٍ مِنْ البندورة . 
 
إلَى الْبَيْتِ مَسَاء . . . 
 
أَيْن مُصْطَفَى . . . ؟ 
 
فِي غُرْفَتِه . . . 
دَخَل وَالِدِه الغُرْفَة . . . 
مَاذَا تَفْعَلُ يامصطفى . . ؟ 
بِمَا تَفَكَّر . . . ؟ 
 
لاَشَيْء 
رَدّ مُصْطَفَى عَلَى وَالِده 
 
أَعَادَ عَلَيْهِ سُؤَالًا آخَرَ 
لِمَا كُلُّ هَذَا الشَّمْع وَمَنْ أَتَى بِهِ . . . ؟ 
 
_ أَنَا . . . . 
النَّاس يَبْحَثُونَ عَنْ الشَّمْعِ . . كَثِيرًا 
 
صَاح الْأَب 
وَمَاذَا يَعْنِيك أَن بَحَثُوا عَنْ الشَّمْعِ أَوْ لَمْ يبحثوا 
النَّاسِ تَحْتَاجُ للشمع كَثِيرًا . . . 
لَا تُوجَدُ كَهْرَباء فِي الْقَرْيَةِ 
طَبِيعِيٌّ أَن يبحثوا عَنْ الشَّمْعِ 
غَضِب الْأَب 
مِن مُصْطَفَى كَثِيرًا . . . . 
 
بفعلتك هَذِه بَقِي إِخْوَتُك بِلَا أَكَل . . . 
وَكَأَنَّك بِعَالِم لَيْس عَالِمِنَا 
قَالَتْ لَهُ بعصبية الْأُمّ . . . . 
 
لَمْ يَعْرَ لحالتهم أَي اهْتِمَام 
حَاوَل إرْضَاء وَالِدَتَه 
رَجَاهَا أَنْ تَنْتَظِرَ الْغَد . . . 
 
اسْتَشَار عَلَيْهَا بِأَكْلِه بُرْغُل مَع الشعيريه . لِهَذَا الْيَوْمِ هُوَ يَعْلَم البُرْغُل فِي كُلِّ بَيْتٍ بِالْقَرْيَة . 
 
فِي الْيَوْمِ الثَّانِي . . . مُصْطَفَى إلَى السُّوقِ وَمَعَه الشَّمْع . . . 
 
سَأَل وَالِدَتَه : 
عَن احتياجاتها مِنْ السُّوقِ . . . ؟ 
 
وَالِدِهِ مِنْ دَاخِلِ الغُرْفَة . . . بسخرية 
شَمْعًا . . . 
لنتغدا شَمْعًا مَع كِبْرِيت . . . . 
 
لَا كَهْرَباء فِي الْقَرْيَةِ . . . . 
 
فِي السُّوقِ 
بِجَانِبِه أَخَاه الصَّغِير . . . . 
سَأَلَه أَوَّلُهُم . . . . 
لَدَيّ بندوره وَأُرِيد شَمْعًا . . . ؟ 
 
مُصْطَفَى : 
سلتك بِثَلَاث شمعات 
كَثِير يامصطفى . . . ؟ 
لايوجد شَمْع فِي السُّوقِ . . والبندورة كَثِيرَةٌ . . . 
 
تَمَّام أَعْطِنِي : 
 
سَأَلَه الثَّانِي : 
بَطاطا مُقَابِل الشَمْع . . ؟ 
بِثَلَاث شمعات . . . قَال مُصْطَفَى 
تَمَّت الْمُقَايَضَة 
وَهَكَذَا جَمْع مُصْطَفَى مُعْظَم خَضار قَرْيَتِه بكمية قَلِيلَةٍ مِنْ الشَّمْعِ . . 
 
رَجَع الْبَيْت مَحْمَلًا بِالْكَثِير مِنّ الخُضَّار وَالْفَوَاكِه 
 
الْكُلّ مذهولون 
مَاهذا يامصطفى . . . ؟ 
 
خَضار وَفَوَاكِه 
 
مِنْ أَيْنَ كُلُّ هَذِهِ الْكَمِّيَّات وَلِمَاذَا . . ؟ 
 
كُلّ مافي الْأَمْر إنَّنِي بَدِّلَت البَطاطا والبندورة بِالشَّمْع . 
 
وَمَاذَا سنفعل بِكُلِّ هَذِهِ البندورة وَهَذِه البَطاطا . . . . ؟ ؟ 
الْأَب يَسْأَل 
 
غَدًا سَيَأْتِي تَاجِرٌ مِنْ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بُضَاعَة سأستبدلها مِنْه . 
 
فِي الْيَوْمِ الثَّانِي حَضَر تَاجِرٌ الْمَدِينَة 
السُّوق 
التُّقَاة مُصْطَفَى . . . . 
 
سَمِعْت لَدَيْك كُمَّيْه كَبِيرَةً مِنْ البندورة والبطاطا وَالْبَيْض . إلَّا تَرْغَب بِبَيْعِهَا 
 
بِالطَّبْع . . . 
ماالذي تُرِيدُه بِالْمُقَابِل . . . ؟ 
_أريد شَمْع .

كُلُّ هَذِهِ الگمية مِن الخُضَّار مُقَابِلِهَا شَمْع . . . . ؟ 
 
اسْتَبْدَل كُلّ مالديه مِنْ الشَّمْعِ بِكُلّ ماعند مُصْطَفَى مِن الخُضَّار وغادر الْقَرْيَة . 
 
أَصْبَح بِمَفْهُوم أَهْلِ الْقَرْيَةِ . . 
مُصْطَفَى مُتَخَصِّصٌ بِالشَّمْع 
لَمْ يَعُدْ مُصْطَفَى يَخْرُج السُّوق كُلَّ يَوْمٍ . . 
 
َ أَهْلُ الْقَرْيَةِ يَأْتُونَه ويستبدلون بِضَاعَتَهُم بِالشَّمْع وَيَذْهَبُون يتسوقون 
 
هَذِه سَلَّه بندوره أَعْطِينِي ثَلَاث شمعات . . . 
هَذِه سَلَّه بَطاطا أَعْطِنِي ثَلَاث شمعات 
 
لِحَام (جزار) الْقَرْيَة لايقايض اللَّحْمَة بِمَادَّة سَرِيعَة الْعَطَب أَو سَرِيعَة الْخَرَاب 
 
يُطْلَبُ مِنْ النَّاسِ الشَّمْع بَدَل اللَّحْمَة كمادة جَافَّة وَتَتَحَمَّل مَعَ الزَّمَنِ 
 
كُلّ مِنْ يُرغب شراءَ اللَّحْمَة والْبَيْض 
يَسْتَبْدِل خُضَارَة بِالشَّمْع وَيَشْتَرِي بِالشَّمْع حَاجَاتِه . 
اسْتَطَاع مُصْطَفَى أَنْ يَجْعَلَ مِنْ الشَّمْعِ نُقُودًا 
 
كُلَّ يَوْمٍ 
يَأْتِي تَاجِرٌ الْمَدِينَةِ إلَى بَيْتِ مُصْطَفَى يستجر كُلّ الخُضَّار مِنْ عِنْدِه 
وَيَسدد قِسْمٌ مِنْ ثَمَنِهَا شَمْع وَالْقِسْمُ الْآخَرُ نُقُودٌ . . . 
 
عُرِف مُصْطَفَى بِأَبُو الشَّمْع 
وَأَصْبَح أَوَّل تَاجِرٍ فِي الْقَرْيَةِ لِبَيْع الخُضَّار . . . 
وَكُلّ تُجَّار الْمَدِينَة يَأْتُونَ إلَيْهِ 
 
وَهَكَذَا قُوَى مُصْطَفَى عَلَاقَتِهِ مَعَ التُّجَّار 
وَصَار يَشْتَرِي مِنْ الْفَلَّاحِينَ مَحْصُولِهِم بِالنُّقُود وَيَبِيعُه بِالنُّقُود 
 
تَطَوَّر الْفِكْر الْمُحْصَن بِالذَّكاء وَأَوْصَل مُصْطَفَى للتفكير بِإِنْشَاء بَنْك لاقراض الْفَلَّاحِين بَعْدَ أَنْ اِمْتَلَك مِنْ الذَّكَاءِ وَالْمَال مَالًا يمتلكه غَيْرِه . 
وهيك بَدَأ مُصْطَفَى وهيك صَار مُصْطَفَى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق