الأخلاق مسألة زمن
لم تكن فاجره...ولا عاهره ...
رغم أن أكثر من حولها يمارسن العهر والدعارة ....
لكنها لم تكن كذلك......
كانت واقعية وشديدة الذكاء
وتحسب تصرفاتها....
رغبتها الجنسية مكبوته
لأنها قررت أن لا تمارسها الا مع من تحب وتحلم أن تتزوجه.
كان يقيم في المنزل المجاور لمنزلها.
تراه كل يوم وهو ذاهب الى المدرسة ....
كان في الثالث الثانوي...
نظراتها لم تفارق خطواته من لحظة نزوله درج العماره إلى أن يأخذه الطريق بعيدآ عن عينيها.
استوقفته مرة في طريق عودته من المدرسة...
لكنه رفض الوقوف معها....
قالت....
تخشى على سمعتك....؟
قالها وبعبارة صريحه.نعم
لكني لست عاهره.....
لم يستمع لما تقول.....
قالت في صمتها.....
(الأخلاق المزيفة تكشفها الظروف.. والأخلاق أصلاً مسألة زمن)
انتهى العام الدراسي.
نجح..
حصل على الثانوية العامة...
إنتسب للكلية الحربية
تخرج برتبة ملازم.
تم فرزه إلى شعبة المخابرات العامه....
أصبح ضابطآ في سلك الأمن...
مازالت في منزلها ومازال جارها....
صادفته في الطريق بينما كان يركب سيارته التي قدمتها له الدوله .
توقف وسلم عليها....
إبتسمت وهنئته على الرتبه والمنصب...
دعاها للعشاء..
لم تتردد...كانت سعيدة...
لبت دعوته...
حينها كانت تبلغ من العمر ٢٥ عامآ
في عمر الثلاثين هو.
نامت عنده تلك الليله وكانت أول مرة تنام فيها خارج منزلها ...مع رجل
تكررت الواقعة....
واستمرت العلاقه مايقارب خمس سنوات....
طلب منها الزواج....لكنها رفضت...
أصابته الدهشه...
تصاحبه وتنام معه طيلة هذه الفترة وعندما قرر الزواج منها ترفض..؟؟!
سألها عن سبب الرفض...
قالت
أتذكر ذلك اليوم الذي استوقفتك به وأنت ذاهب الى المدرسة وقتها رفضت أن تقف معي خوفآ على سمعتك...
حينها كنت تتمتع بأخلاق عاليه....
ولكن عندما تغيرت ظروفك تغيرت اخلاقك وان تزوجنا ايضآ ستتغير أخلاقك...
(الأخلاق عندكم مسألة ظروف ومسألة زمن)
تركته ومشت ولم يعد يعرف عنها شيئآ....
وبعد ثلاثين عامآ عادت وسألت عنه وحصلت على رقم هاتفه....
إتصلت تسأله عن أحواله....وقد سمعت أنه تزوج ورزق اولاد ولكنها لم تتزوج....
ما أن سمع صوتها تذكرها...
وطلب منها أن يلتقيا كما كانا يلتقيا أيام زمان....
ضحكت وسمع ضحكتها من سماعة الهاتف وقالت....
تذكرت تلك الأيام والليالي التي كنت تقضيها معي... ولم تدرك أنني تقدمت في العمر ٣٠ عامآ...
نعم الأخلاق مسألة زمن...